تقارير

مشاهد صباحية لليوم الأول للعملية الانتخابية:

(المجهر) تجري جولة واسعة في العاصمة الخرطوم
مرشح للرئاسة يعلن انسحابه لسقوط اسمه وطرد مندوب حزبه بسبب تجاوزات
الدائرة (13) الثورة الغربية.. تنافس معدوم ومواطن مهموم!!
مرشح للرئاسة يعلن انسحابه لسقوط اسمه في مركز بحري ..
ومرشدة لأحد الأحزاب توجه الناخبين لاختيار مرشحيها والمراقبون يخرجونها.
ثمانينية تتحدى مرضها وتدلي بصوتها، وتقول: دايرة الضل الضليل، ما عايزة شر.
تقرير: هبة محمود
وبينما الهدوء يلف شوارع الخرطوم، إلا من بعض المارة الذين اقتضاهم قضاء حاجاتهم الخروج، وذلك عقب الإعلان عن عطلة رسمية بالبلاد، إيذاناً ببدء الانتخابات، تلك كانت السمة البارزة، للساعات الأولى من صباح اليوم الأول للاقتراع، ويتوقع أن تتغير الصورة خلال الظهيرة والمساء، أو حتى في اليومين التاليين. كانت الحاجة “مستورة آدم يوسف” تتأهب لتقول  كلمتها عبر صناديق الاقتراع وتختار من يمثلها، كانت تلك السبعينية، أو ربما الثمانينية،  تريد للسودان الأفضل. ولذلك لم تمنعنها سنواتها تلك ولم يثنها مرضها الذي أقعدها عامين بلا حراك، عن الإدلاء بصوتها لمن تريد، فدخلت مركز “نور الدين سعيد” بشمبات، الدائرة القومية (17) وهي تتكئ على ذراع إحدى المراقبات لترشدها وتسهل لها مهمتها، وربما عجلتها في المجئ وتفكيرها في حال البلاد أنساها بطاقتها الشخصية فجلست ريثما يتم معالجة أمرها، وبجلوسها اقتربنا منها وسألناها عن رأيها في الانتخابات.
بالانتخابات حنكون الأفضل..
أطلقت الحاجة “مستورة” ضحكتها تلك لتزيد من حدة الخطوط التعبيرية، التي رسمها عامل السن على قسمات وجهها، ولكنه ـ أي عامل السن ـ استعصى عليه سلب ذاكرتها، التي كانت كما الفولاذ وهي تحكي لـ(المجهر) كيف أنها عاصرت جميع الحكومات التي مرت على البلاد، وقطعت في حديثها،  أنها وبمجيئها في هذا الوضع تريد للبلاد أن تسير للأمام.  وقالت: (أنا عايزة الضل الضليل ما دايرة شر) وأردفت: (أتوقع، بالانتخابات دي، البلد تكون أفضل)
بجوار حاجة “مستورة”، كانت تجلس مراقبة الانتخابات،  “أميمة يوسف”،  التي أشارت إلى عدم وعي الناس بالعملية الانتخابية، وقلة الإعلان عن أهمية الانتخابات، وقالت الناس محبطة وهناك عدم إلمام بمرشحي الدوائر الجغرافية.
تخبطات حزبية..
داخل مركز “نور الدين سعيد”، بشمبات، بدأت عملية الاقتراع أكثر تنظيماً وتسير بسهولة ويسر،  رغم قلة الإقبال التي رصدتها (المجهر)، والتي عزاها البعض إلى أن الوقت لا يزال مبكراً على التوافد.
رئيس المركز والمشرف عليه “بيومي محمد بيومي”، لفت إلى أن الإقبال، مقارنة بانتخابات 2010،  يعد ضعيفاً  ولكنه توقع أن يزداد في اليوم الأخير لعملية الاقتراع، مشيراً إلى عدم وجود أي مشاكل تعترضهم، بل إنهم كمفوضية تم اعتماد شهادة السكن لتسهيل العملية الانتخابية، ومن داخل المركز أيضاً، قال “بدر الدين النعيم” وكيل حزب المؤتمر الوطني،  إنه لم تواجههم أي مشكلات حتى الآن بخلاف ما سمَّاها تخبطات من بعض الأحزاب،  التي أرسلت إحدى منسوباتها لترشد المواطنين للتصويت لهم. وأضاف: هناك رموز مجهولة لا يعرفها الناس، ولا يعرفون إلى أي الأحزاب تنتمي وهذه المرشدة كانت تستغل هذا الأمر، وقمنا بالإبلاغ  عنها وتم إخراجها من المركز بواسطة المراقبين.
 حالة في منتهي الهدوء..
يخيل لك منذ الوهلة الأولى وأنت تخطو بقدميك إلى مركز “أسماء بنت أبوبكر الصديق”، بالصافية ، الدائرة (20) قومية، المركز (17)، أن الصفوف ستكون في انتظارك وذلك لكثرة الناس وازدحامهم،  ولكن ما إن تقترب قليلاً حتى تتضح لك الصورة جلياً، وحينها تدرك أن هذا الازدحام لم يكن بسبب المقترعين وإنما لكثرة المراقبين، والأفراد التابعين لمفوضية حقوق الإنسان، ودهشتنا هذه تبعتها دهشة أحد المواطنين الذي جاء للإدلاء بصوته، ولاحظ قلة المقترعين، فما كان منه إلا أن سأل: (عايز أصوت أدخل ساي، ما في صفوف ولا كدا؟!!)           
فى داخل المركز استطلعت (المجهر) مديرته الأستاذة “عالية عبد القادر”، التي وصفت عملية الاقتراع بمنتهي الهدوء. وقالت: (الناس تأتي بروح الرضا وبانسياب ولم تواجهنا أي مشكلات، كل الأوراق مكتملة. بدأنا عملنا في الثامنة صباحاً بوجود مراقبين أجانب من تنزانيا ويوغندا وزامبيا وكينيا)، وفي ذات الشأن يصف مسؤول الأمن بالمركز “سيف الدين الجعلي” أن الإقبال كبير، ولا زال التدفق مستمراً، وقطع بعدم وجود أي مشاكل تواجههم.
 انسحاب مرشح رئاسي..
وداخل مركز “خديجة بنت خويلد”، الدائرة (19) الخرطوم بحري القديمة، كان الاستياء يلف الجميع عقب استنكارهم تصرف مرشح رئاسة الجمهورية “عصام علي الغالي تاج الدين”، الذي أعلن انسحابه من الانتخابات أمام مختلف وسائل الإعلام بعد مشادة كلامية، جرت بينه وبين مدير المركز، عندما أبدى الأول اعتراضه علي عدم استقباله كما يليق به،  وسقوط اسمه من دائرة “حلة حمد”. وقال مدير المركز الأستاذ “مأمون عبد الرءوف” لـ(المجهر) إن المرشح “الغالي” يتبع لدائرة الأملاك بحكم سكنه فيها، وكان يتوجب عليه التوجه لمركزها ليدلي بصوته، إلا أنه أكد لنا تبعيته لهذا المركز بحكم وجود اسمه به في الانتخابات الماضية، واعترض على وجود اسم زوجته وسقوط اسمه. وأضاف: (الطريقة التي تحدث بها كانت غير جميلة،  كما أنه أتي بتشريفه رئاسية وفي مثل هذا اليوم يعامل الجميع معاملة مواطنين عاديين، يريدون أن يقولوا كلمتهم).
وبعيداً عن المرشح”الغالي” فإن عملية الاقتراع داخل المركز تتم فى  هدوء إلا  من بعض المواطنين الذي لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة. ولفت مدير المركز إلى أن أكثر المتوافدين على مراكز الاقتراع هم من القوات النظامية، إلا أنه عاد وأشار إلى أن نسبتهم مقارنة بالمواطنين تكاد تكون متساوية، وقال:” الإقبال في الأول بدأ كويس تاني قل”.          
 الانتخابات بعيونهم..
ولأن المواطن هو أساس العملية الانتخابات وكلمته هي الفيصل، أردنا التعرف على نظرته تجاهها، فكانت بعيون المواطن “منير عمر يوسف” (أعمال حرة) وقال إنه لا يود أن يضيع صوته، فهو ينظر بتفاؤل للانتخابات ويتوقع أن تتحسن ظروف البلاد.
أما “أم ضيفان” (ربة منزل) فقد قالت (أنا عايزة عمار البلد والعافية). وأشارت إلى أنها لم تكن تملك شهادة إثبات شخصية، وأن أعضاء إدارة مركز (أسماء بنت أبوبكر الصديق) وقفوا معها واكتفوا بشهادة السكن. بعيون المواطن “عبده عوض محمد” (أعمال حرة)، فان الانتخابات، وفقاً لتقديراته  محسومة النتائج.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية