عز الكلام
أم وضاح
أديناكم أصواتنا أدونا حقنا!!
بهدوء أكثر من المتوقع مر يوم أمس أول أيام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الخرطوم العاصمة وفي كل ولايات السودان دونما ضوضاء أو تعكير للأجواء، ليؤكد الإنسان السوداني رقيه ووعيه السياسي، إن كان مع أو ضد.. وبعيداً عن كل ذلك دعوني أستبق النتيجة لأقول لكل شخص حاز على النسبة والقدر الأعلى من الأصوات إن الثقة التي منحت له رئيساً كان أو نائباً في البرلمان إنما هي أمانة أثقل حملاً تنوء عنها الجبال الراسيات، لذلك فإن المنصب والكرسي ليس تشريفاً لمن يفهم ولا هو مدعاة لسرور وفرح أو احتفاء لمن يعي قيمة وحجم هذه الأمانة. والإنسان السوداني ظل ومنذ استقلاله يدور مربوطاً بساقية السياسة والسياسيين عينه على الموية لكنه عطشان، يستهلكون ــــ (أقصد الساسة) ـــ صبره وجلده وطول باله وطيبته بوعود بلا تحقيق وآمال بلا وجود على أرض الواقع، وفي النهاية كثيراً ما يريقون دمه (قرباناً) لاتفاقياتهم وتربيطاتهم ضماناً للثروة والسلطة والجاه؛ لذلك فإنني أقول للقادمين الجدد أياً كان اتجاههم وأيديولوجياتهم وقناعاتهم إن البني آدم السوداني منحكم فرصة العمر (لتعيدوا) صياغة أفكاركم من جديد و(تجمحوا) لجام طموحاتكم الشخصية و(تدفنوه) في حفرة وتهيلوا عليها التراب كل (الأنا) الحزبية والشخصية من أجل خمس سنوات قادمات يتحقق فيها الخير والجمال وتظهر تفاصيل لوحة المستقبل الذي نتخيله للأجيال القادمة!! لذلك أعتقد أن هذه الانتخابات تحديداً تعتبر عند الفائزين بها نقطة فاصلة ما بين ماضٍ مشوش فيه كثير من التوجس والتحفظ نحو الآخر وما بين مستقبل عنوانه السلام والحوار وامتداد مساحات القبول للمخالفين والخارجين والمعارضين دونما إقصاء أو تهميش لنعيش جميعنا في بلد واحد يسع الجميع بلا ضغائن ولا أحقاد ولا مرارات، ولا حاجة لانتفاضة أو انقلاب طالما أن كل نائب منتفض على أنانيته وجشعه ورغباته الشخصية، وطالما أن كل مسؤول رئيساً أو والياً أو زيراً (منقلب) على الفساد وعلى حاشيته والمريدين وحارقي البخور من حوله والمطبلاتية وماسحي الجوخ. وعلى فكرة هؤلاء ممكن يكونوا ليسوا من المصوتين أو المهتمين بذلك لكنهم يركبون الموجة ويجدفون في اتجاه مصالحهم بأصوات الغبش الذين جاءوا بهؤلاء للمنصب والوظيفة.
فيا من منحناكم أصواتنا أدونا حقنا!! وهو ليس حق حساباته جزء من كيكة المخصصات أو النثريات أو قوائم الحج والعمرة، لكن حق المواطن في الانحياز له ولقضاياه ومشاكله وأحلامه البسيطة التي يحلم بها!!
{ كلمة عزيزة
شاهدت اليوم الأول لمتابعة الانتخابات عبر فضائية السودان و(الشروق) التي كانت أفضل حالاً من الأولى من حيث التنقل عبر مراسليها في كل ولايات السودان المختلفة، والفضائية السودانية التي أثق أن أنظار العالم (المعانا والعلينا) كانت تتجه نحوها لمعرفة الأخبار وتقصي الأحوال لم تستطع أن نواكب الحدث بتوسيع ماعون المحللين والمشاركين، وظل “إسماعيل الحاج موسى” وحيداً في الأستوديو يعيد ويكرر، ويكرر ويعيد، ويا حليلك يا “محمد حاتم” والفرق كبير ما بين تغطية هذه الانتخابات والانتخابات السابقة!!
{ كلمة أعز
في حديثه بدار حزب الأمة قال الدكتور “فاروق أبو عيسى” إنه (يشتم) رائحة انتفاضة على أي معطيات قال هذا الحديث الله أعلم. أخشى أن يكون وصف الواقع (تشمها قدحة) يا دكتور.