ساعة الحقيقة
حانت اللحظة المناسبة ليعرف كل أناس مشربهم؛ ستتوجه جموع الناخبين اليوم في الريف والحضر للإدلاء بصوتهم اقتراعاً في الانتخابات التي حلت، وقد صدق انعقادها فلا كذب بعد اليوم؛ من سيصوت ويقترع فقد أقر موقفه ومن امتنع فهو وذاك وكلا الموقفين محل الاحترام والتقدير؛ لا تخوين أو خيانة وأول مداخل البيئة الديمقراطية احترام خيارات الآخرين.
لقد تناوش الناس كثيراً ولكن يحمد لهم هنا وهناك أنهم التزموا جانب الموضوعية والسلام، فما كان السودان ساحة لحمامات الدم كان فيضاً من السماحة والتسامح البهي الذي لا تزيده غائلات البعض إلا توهجاً، ولهذا فمهما فعلت قوى الظلام والشر سيظل في السودان الخير وحسن الخلق أفراداً وجماعات أحزاباً وطوائف،
ستحفظ هذه الانتخابات للسودان أنه ظل لسنوات مع خيار التداول السلمي للسلطة. وغض النظر عن معيارية البعض لتوصيف تلك الانتخابات لكنها تظل في الحد الأدنى مسلكاً موقوتاً اتصل منذ سنوات حتى قبل انتخابات اتفاقية السلام، وهذا ما ظل غائباً في غالب دول الإقليم والجوار وهو ما يحفظ لنا أننا الرواد والمعلمون.
ليس مطلوباً من هذه الانتخابات أن تكون مثالية وقد تابعنا انتخابات الحزبين في بريطانيا وأمريكا، وعاصرنا انتخابات القتل والترويع في أفريقيا وآسيا، ولهذا فما لدينا نحمد الله عليه قدر لحافنا وطاقتنا وقناعاتنا وليس في الأمر عيب من نسب ناخبين وتداول انتخاب، ولهذا حق لنا الفخر بما يتحقق ونريد الأفضل.
اليوم يتوجه المؤمنون بالانتخابات إلى صناديق الاقتراع وهذا حقهم الذي يجب أن ترعاه السلطة بالحزم والحسم، وكل مهدد للسلام والأمن العام يجب أن يردع وبقوة ليكون عظة لغيره، وكل انتخابات وأنتم بخير والكرة بعد أسبوعين في ملعب المتأهلين والرئيس المنتخب، ونريد أن نرى برامجهم على أرض الواقع فرفع الشعارات سهل لكن الثبات عليها صعب.