رأي

عز الكلام

أم وضاح

هي الوطنية كيف؟؟!

لا أدري إلى أي حد أنا محقة في اعتقادي أن الشخصية السودانية تعودت وللحد البعيد أن تكون شخصية متلقية ومستقبلة وليست شخصية مرسلة ومؤثرة في الآخر رغم أنها تملك دعائم ذلك، وأقول ليكم كيف والإنسان السوداني في أغلب الأحوال تغمره وتسعده أفعال الغير ويظل مشدوهاً معجباً حد العشق (بحاجات) الناس في مختلف ضروب التجارب الإنسانية إبداعاً فنياً أو حراكاً عملياً وعلمياً، وكثيراً إن لم يكن غالباً ما لا نعطي اهتماماً زائداً أو احتفاءً مضاعفاً لمن اجتهد وساهر حتى يحقق (سبقاً) في أي مجال من المجالات، بل يغمره بفيض التجاهل ويدخل دائرة النسيان وكأنه قد ارتكب حماقة ولم يحقق تميزاً ونبوغاً!! تظل الشخصية السودانية غالباً إن لم يكن دائماً معجبة تقتني بل تحرص على اقتناء ما هو مستورد من بضائع ومستلزمات، وكأن التبضع مما هو محلي عار وجريمة، ولا أدري كيف سنشجع صناعاتنا المحلية على قلتها لو لم نشترِها ونطور فيها ونبدِ من الآراء ما يجعلها تتقدم خطوات إلى الأمام.. وبعيداً عن هذه الدائرة (صدمتني) تفاصيل سهرة تلفزيونية شاهدتها قبل أيام على فضائية النيل الأزرق ضيوفها شركة سياحة اصطحبت معها ترويجاً ودعاية النجمة “ندى القلعة” والفنان “طلال الساتة”، وبصراحة جلست وأنا أتهيأ لمشاهدة سهرة تروج للسياحة السودانية وما أجمل المناطق التي تستحق المشاهدة داخل السودان، لكن صدمت والأخ مدير الشركة يروج للسياحة في البحرين وجزيرة موريشص بل ويعدد مآثر ومحاسن البحرين ويقول شعراً ونثراً في جزيرة موريشص، وهو لعمري ما لم تقله أو تفعله وزارتا السياحة في البلدين، فبأي فهم يدير هؤلاء أفكارهم فيما يتعلق بـ(البينزنس)؟ هل يفصلون تماماً ما بين واجبهم الوطني ومصالحهم الشخصية؟ أم أنهم بقليل من الذكاء يستطيعون أن يضربوا عصفورين بحجر واحد، العصفور الأول أن يقوموا وبإمكانيات شركتهم بالترويج للسياحة في السودان وترغيب وجذب السائح العربي والأوروبي إلى بورتسودان وطوكر وحديقة الدندر وجبل البركل، ويلعبوا في ذلك دوراً وطنياً كبيراً برفدهم الخزينة العامة بدولارات القادمين جواً وبحراً.. والحجر الثاني يحققون أرباحهم بكل سهولة وسلاسة مقرونة بالشكر والثناء!!
بصراحة اندهشت لشخص أو مؤسسة تروج لبلد آخر وبإمكانها أن تقوم بذات الفعل ومن داخل إعلام وفضائية هذه الدول الترويج للسودان وعرض أفلام ووثائق تغير من الصورة الذهنية التي كونت عنه وكأننا بلد حرب ونيران تشتعل من كل الاتجاهات.. في كل الأحوال أرجو أن نغير أو نقلل من حجم الدهشة نحو الآخر ونتريث في الحظاوي قبل أن نقع في حضن الغرباء، والوطن يفتح ذراعيه بلا حدود.. وقليلون هم من يضعوا رؤوسهم على كتفه حنواً وعشقاً!!
{ كلمة عزيزة
شاهدت أمس اللقاء الذي نظمته محلية الخرطوم للقاء مرشح المؤتمر الوطني لمقعد الرئاسة من خلال شاشة قناة الشروق.. ولأن اللقاء كان ليطرح المرشح برنامجه الانتخابي على ناخبيه كنت أتوقع، أو الطبيعي هكذا، أن يتم اختيار الفنانين المشاركين في اللقاء ممن يمثلون خط الحزب أو قريبين منه خاصة واللقاء يشهده رئيس الجمهورية الآن، وهو الرئيس الأوفر حظاً بالفوز بالرئاسة، فعلى أي أساس تم اختيار فنان مثل “صلاح ولي” ليغني في حضرة الرئيس؟ هل الأمر متاح بهذه السهولة أن يغني أياً كان في حضرة رأس الدولة حتى لو كان “صلاح ولي”؟؟ هل الاختيار تم وفق رؤية معينة لاحتفال انتخابي أم أنها (ربة) وخلاص؟؟! عموماً وللأسف بعض ممن حول الرئيس يفتحون نفاجات للوصول إلى مقام الرجل لبعض ممن لا يستحقون.. فإذا كان “عمرو رمزي” بتاع (حيلهم بينهم) حظي بمقابلة “البشير” حنحرمها على “ولي”؟!
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم عن الطالبة التي كلفها خطأ طبي أن تفقد مستقبلها وتترك دراستها الجامعية وتظل حبيسة النزيف والألم، في انتظار أن تجد المساعدة لتتعافى وتعود كما كانت يافعة حسناء تخطو نحو المستقبل بأمل وتفاؤل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية