من وحي الأخبار

فناجرة الحماداب..!!

حق للبعض أن يخجل، إن لم يكن لنفسه التي بين جنبيه فلأجل الحقيقة التي يدهسها بغرض اغتيال معنوي وسياسي لخصم وعدو.. هذا قدر من التردي مريع الذي يمضي نحوه بعض الناشطين المناوئين للحكومة الذين يظنون أن انتزاع الحكم والصولجان يتحقق بالأكاذيب والفريات، وهو ما تكرر في الآونة الأخيرة واتخذ أشكالاً شتى تركزت على هز صورة المسؤولين الحزبيين للحكومة وامتد إلى أسرهم وعائلاتهم! فهم في غالب تلك الروايات لصوص وقتلة وسارقون. 
أقرب الفريات كان ما أشيع عن تعرض البروفيسور “إبراهيم غندور” لحادثة ضرب واعتداء بمنطقة (الحماداب) وهو ما لم يحدث أصلاً لأنه لم يقم للمؤتمر الوطني منشط بـ(الحماداب)، بل الحقيقة إن لقاء جماهيرياً نظم يوم (الخميس) الثاني من أبريل الحالي- إن كنت دقيقاً- وخاطبه البروف في لقاء مشترك بالدائرة (30) بالخرطوم بمنطقة الشجرة بصحبة مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا “أزهري وداعة الله” القطب الرياضي المريخي المعروف الذي تمتد علاقاته إلى جنوب الخرطوم، وأقيم اللقاء وكانت ليلة سياسية مشتركة لم يعكر صفوها أحد رغم أنها أقيمت بالشجرة التي لا يفصلها عن (الحماداب) سوى شارع الزلط!
ما أشيع عن حادثة الاعتداء لم تقع إلا في خيالات الناشطين، وهؤلاء يسيئون إلى أنفسهم ولا علاقة لأهل (الحماداب) الكرام بهم، فهم أكثر خلقاً وأرفع من أن يعتدوا على ضيف حل عليهم، وهم أعظم نخوة من الإساءة إلى شخص قال السلام عليكم، وقد خبرناهم وعشنا بينهم فما وجدناهم إلا أعزة أعزاء (ناساً فناجرة تمام)، وهم من بعد أكثر شهامة وجرأة في منازلة من يعتقدون أنه عدو لهم ولا يحتاجون إطلاقاً للتربص وهذا المسلك الفج.. أهل (الحماداب) الذين نعرف وعموم الشعب السوداني يتوجهون لنزالهم.. عديل ودغري.
شخصياً حينما سمعت تلك الفبركات لم أعرها انتباهاً، وكنت واثقاً من أنها واقعة موضوعة وتمنيات أشخاص عجزوا عن منازلة الحكومة وحزبها فاختاروا أسلوباً قبيحاً وجباناً وفطيراً حتى في طريقة مصادمته للوقائع التي تتنافى والمعلوم بالضرورة من أخلاق القيادي المفترى عليه أو أهل المنطقة المفترى عليهم بالعدوان، ومثل هذه الأكاذيب لن تنجز انتفاضة ضد النظام، ولن تفعل شيئاً سوى أنها ستكون ثرثرة (قروبات واتس) ومنشورات على الانترنت يمارس تحتها البعض عادة شتم الحكومة وادعاء البطولة بعلامة ترقيم أو أيقونة رقمية.
لن تكون هذه آخر الخرافات المنشورة، ستأتي بعدها عشرات القصص، من الخرطوم وغيرها، سيخلطون عملاً صالحاً بعمل سيئ، سيأتون من تلقاء أنفسهم بما تيسر وما لا يتيسر من تمنيات الجزع.. وفي كل هذا يبقى العزاء أن هذا الشعب أوعى وأذكى من أن تهزه مثل الخزعبلات، بل على العكس فإنها تؤكد أن اهتزاز ثقته في المعارضة بكامل أطيافها موقف صحيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية