رأي

مسالة مستعجلة

ما بين البشريات والمخاوف


نجل الدين ادم

رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” بث أمس الأول بشريات جديدة تضاف إلى تلك التي سبقتها وهو يعلن في حديث في إحدى الفعاليات الانتخابية، بأن أوامر ملكية صدرت للبنوك السعودية باستئناف التحويلات المالية من وإلى السودان. هذه القرارات كانت نتاجاً طبيعياً لتطور العلاقات في الآونة الأخيرة مع دول الخليج بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة.  وأتوقع أن يكون لهذه القرارات ما بعدها وهي تتنزل على أهل السودان خيراً وبركة.  
مسألة ثانية .. توقفت عند تصريح القيادي بجنوب كردفان “كندة غبوش” أمس في (المجهر) وهو يرسل تحذيرات، باحتمال حدوث غدر من قطاع الشمال بالاعتداء على أي من المناطق في ولاية جنوب كردفان، بهدف إرسال رسالة لزعزعة الانتخابات التي تبدأ عملية الاقتراع فيها (الاثنين) المقبل كما فعلت في الانتخابات السابقة. “كندة” نبه إلى أنه لا بد من التحسب لتحذيرات الجبهة الثورية وقطاع الشمال الأخيرة ووضعها مأخذ الجد، بالاستعداد لأي سيناريو محتمل. أعتقد أن التحذيرات وبما أنها صادرة من ابن بلد وشخص حادب على مصلحة وطنه الصغير ومدرك لتضاريس وديموغرافيا المنطقة، فإن الأمر يحتاج لوقفة خصوصاً إذا وضعنا في الحسبان أن فرصة وقوع اعتداءات تخريبية أو إثارة فرقعات إعلامية مضرة من قبل قطاع الشمال ممكنة حال وجدوا أي ثغرة لذلك، عليه فإن الأمر يحتاج لمزيد من القراءة والتدبر والحرص.
 قطاع الشمال عندما شعر في الانتخابات السابقة أنه يمكن أن يخسر في انتخابات الوالي في جنوب كردفان والنيل الأزرق، أطلق تهديد (النجمة أو الهجمة) الشهيرة، وكانت تعني إما أن يقر المؤتمر الوطني تسوية تفوز بموجبها الحركة الشعبية، أو أن الخيار الآخر هو إعلان الحرب وقد كان الخيار الأخير!. بالأمس مفوضية الانتخابات أشارت إلى أن (7) دوائر في جنوب كردفان يتعذر إجراء الانتخابات فيها من واقع التقديرات الأمنية، بذات التقديرات التي جعلت المفوضية تستثني هذا العدد من  الدوائر من العملية الانتخابية، فإن تقدير عزوف المواطنين عن الاقتراع في ظل وجود مهددات لابد أن تكون حاضرة من جملة التقديرات، ذلك أن تهديدات قطاع الشمال ستؤثر سلباً في عدد الناخبين الذين سيختارون الاعتكاف في المنازل بدلاً من مواجهة مصائر مجهولة يمكن أن تأخذ الشخص إلى غير رجعة وهو يذهب إلى صناديق الاقتراع. هنا دعوني أسأل طالما أن الصورة تبدو هكذا.. هل يمكن ان تعطل الانتخابات في جنوب كردفان ويكون الخيار هو تعيين مجلس تشريعي بتوافق القوى السياسية؟، أعتقد أنه لو قدر للمفوضية اتخاذ هذا القرار فإنها ستفوت الفرصة على تهديدات قطاع الشمال. عموماً نتمنى أن تمضي الأمور بسلام وفقاً لتقديرات المفوضية التي أفلحت في عبور كل المراحل بامتياز، بالتنسيق مع كافة الأجهزة ذات الصلة بالعملية الانتخابية وعلى رأسها الشرطة وربنا يجعل العواقب سليمه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية