بكل الوضوح
عامر باشاب
شباب في وضع ناصل
{ من الأشياء التي تدعو للعجب والغضب ظواهر غريبة انتشرت وراجت بين شباب اليوم بنين وبنات فصاروا جميعاً يسايرون ثقافات الموضة والتقليعات الوافدة وينقادون ورائها وبعضهم يجارون هذه الظواهر إرضاء للآخرين ولمواكبة الوضع العام.
{ وعند (الأولاد) تفشت ظواهر ومناظر لم تكن مألوفة من قبل من بينها ظاهره التشبه بالنساء في اللبس حيث ظلوا يميلون لارتداء الملابس التي تعتمد على الإبهار مثل البناطلين ذات الألوان الصارخة (أحمر وصفر وردي وبنفسجي وتركوازي) والقمصان المزركشة والتشيرتات المزينة بالخزف لزوم الشياكة والبهرجة ورغبة في أن يبدوا جاذبين أو لافتين للأنظار.
{اكثر ما يدهش أن أولاد هذا الزمان (أولاد ميكي) وصلوا إلى درجة عالية من المبالغة في التشبه بالفتيات فشاركوهن حتى في لبس الأحذية وأصبح من الطبيعي أن تجد الجزمة الستاتية ينتعلها رجل رجالية تتبختر بها دون حياء أو خجل.
{ والطامة الكبرى موضة البناطلين الناصلة التي اسموها (سستم) حيث تجد الواحد من الشباب المبهورين بهذه الموضة يحرص حرصاً شديداً على أن يكون البنطلون (ناصل) للآخر ..
{ شاب طويل القامة وعريض المنكبين ومفتول العضلات كنت أظنه لا يدري بأن بنطلونه ناصل بصورة واضحة وفاضحة رغم وجود الحزام وعندما قمت بتنبيهه لذلك وبدل أن يكرب حزامه وصفني بالجهل والتخلف.
بالله عليكم من هو الجاهل والمتخلف حقاً (في هذا الزمن تف يا دنيا تف)
{ أما فتياتنا من جيل الانترنت و(الواتس آب) فحدث ولا حرج فتجد الواحد منهن كلما اتسعت مداركها أكاديمياً وثقافياً كلما ضاقت ملابسها والدليل على ذلك تجدهن في الجامعات يتنافسن علي ارتداء الملابس الضيقة والشفافة وأغلبهن يرتدين بناطلين ترسم ملامح جسدهن لتضح تفاصيله ومن الأشياء اللافتة بعض الفتيات في سن العشرين ظلن يظهرن في مناسبات الأفراح بفساتين وبلوزات في منتهي السخونة أقرب وصف لهن عبارة نجم الدراما المصرية الكوميديان (عادل إمام) في مسرحية شاهد ما شفش حاجة (لابسة من غير هدوم).
{ وضوح أخير
{ للأسف الشديد هذا الذي نراه في الشارع السوداني يؤكد بأن هويتنا السودانية أصابها خلل ويدل على أن مجتمعنا الذي كان حتى وقت قريب مجتمعاً محافظاً قد تنصل من قيمه وموروثاته.
{ السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل هذا الذي يحدث لشبابنا له علاقة بالوضع الاقتصادي والواقع السياسي الذي نعيشه
{ حقا ضاعت نخوة الشاب السوداني الذي كان يتميز بمكارم الأخلاق والقيم الأصيلة وضاعت الأخلاق وضاعت المروة والشهامة وضاع وقار الفتاة السودانية.