استمرارمعاناة مواطني جنوب دارفوربسبب أزمة الكهرباء
على الرغم من الوعود الكثيرة بحلها
تقرير- عبدالمنعم مادبو
استعصى حل أزمة كهرباء مدينة نيالاعلى كافة الولاة الذين تعاقبوا على حكم ولاية جنوب دارفور، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ وصلت الأزمة إلى رئاسة الجمهورية التي سبق أن وعد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبدالرحمن” بحلها في (45) يوماً فقط في العام 2014م.
وفي السياق تعهد رئيس الجمهورية المشير”عمرالبشير” في زيارته للمدينة في شهرمارس المنصرم بأن حل مشكلة كهرباء نيالا سينتهي بوصول الخط الناقل للكهرباء القومية الذي وصلت أبراجه إلى مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان التي تبعد عن نيالا (٣٣٥) كيلومتر من نيالا.
الجهود دون الطموح
فيما جأروالي جنوب دارفور اللواء ركن “آدم محمود جار النبي” بالشكوى من أزمة كهرباء نيالا لرئيس الجمهورية في خطابه الجماهيري حيث كان في السابق يوكل أمرالكهرباء لمعتمد محلية نيالا ليقدمه في بداية البرنامج الخطابي أمام الجماهير ورئيس الجمهورية، بيد أن الوالي أصر على تقديم الشكوى بنفسه للرئيس. وقال إن حكومته بذلت جهوداً لمعالجة مشكلة كهرباء نيالا لكنها- أي الجهود- دون طموح أهل جنوب دارفور. وأضاف “جار النبي” من هنا أخي الرئيس نطلب تدخلكم الشخصي لمعالجة المشكلة ووضع حد لها. هذه المطالبة وجددت السند من قبل الجماهير التي احتشدت أمام رئيس الجمهورية، عندما ظلت تهتف بعودة الكهرباء أثناء خطاب الرئيس.
ارتفاع عدد السكان
وقد شهدت نيالا خلال الفترة الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد السكان بسبب الهجرة من الريف إلى المدن بسبب أزمة دارفور، فضلاً عن التطور الطبيعي للحياة وحاجة الإنسان إلى الكهرباء في قضاء العديد من أعماله اليومية، ولكن ذلك انعدم في حاضرة جنوب دارفور بيد أن المواطنين استبشروا خيراً بقدوم نائب رئيس الجمهورية “حسبو” للمدينة في زيارته الشهيرة التي استغرقت زهاء الثلاثة أسابيع، رفع فيها نائب الرئيس من مستوى آمال مواطني نيالا بوعده القاطع باستقرار الإمداد الكهربائي بعد (٤٥) يوماً فقط، بيد أن توجيهات ووعود نائب الرئيس سبقت عودته إلى الخرطوم ثم دب اليأس مرة أخرى إلى المواطنين وانقطع العشم بكهرباء، لجهة أن توجيهات نائب رئيس الجمهورية وتعهده بالمعالجة جاءت بعد جهود حثيثة بذلتها الحكومة الولائية ووزارة الكهرباء في هذا الصدد استمرت لسنوات، إلا أن حكومة الولاية على الرغم من أن مسؤوليتها عن الكهرباء في السنتين الأخيرتين أضحت غير مباشرة بحسب مسؤولي الولاية، لجهة أن هناك شركات اتحادية لتوليد وتوزيع الكهرباء تتبع لها محطة نيالا الحرارية، إلا أن حكومة الولاية ظلت تبذل الجهود بحكم المسؤولية الأخلاقية- كما يقولون.
المعاناة مستمرة
لكن بعد عام من تعهدات نائب رئيس الجمهورية لا تزال المعاناة مستمرة وأكد عدد من مواطني بابنوسة الذين تحدثوا لـ (المجهر) عبر الهاتف عدم تعليق آمال كبيرة على وصول الكهرباء، فيما انتقد عدد من المواطنين عدم توفير الإضاة بنيالا على الرغم من أنها تعتبرالمدينة الثالثة بالبلاد، مشددين على الحكومة ضرورة إيجاد حلول مؤقتة باستجلاب محطات حرارية إضافية تخفف من وطأة المشكلة إلى حين وصول الخط الناقل خاصة أن هناك وعوداً من حكومة الولاية بأن شهر أبريل الحالي سيشهد دخول محطات جدييدة للخدمة بعد اكتمال صيانتها، وتقدر إدارة المحطة حاجة المدينة إلى (٢٤) ميقاواط بتوصيلات الشبكة الحالية بينما تنتج المحطة حالياً (٩،٥) ميقاواط بنسبة أقل (٤٠%) من حاجة المدينة، لذلك تعمل الإدارة منذ سنوات بتقسيم المدينة إلى جزئين (يوم شمال ويوم جنوب). ويقول بعض المواطنين إن الجهود التي ذكرها والي جنوب دارفور أمام رئيس الجمهورية دون الطموح أسهمت في استقرار الإمداد بنظام (يوم شمال ويوم جنوب)، وتساءلوا عن مدى التزام الحكومة بتوصيل الكهرباء القومية لولايات دارفوربعد أن ظل مواطنو نيالا يحلمون بتيار كهرباء منتظم كغيرهم من مواطني السودان التي تنعم مدنه بل قراه بكهرباء مستقرة .