مسألة مستعجلة
ضيف فوق العادة!!
نجل الدين ادم
حملت صحيفتنا (المجهر السياسي) وعدد من الصحف، أمس (الخميس)، تصريحات مهمة للمشير “عمر البشير” بوصفه مرشحاً لحزب المؤتمر الوطني وليس رئيس الجمهورية وهو يتحدث عن برنامجه الانتخابي في جزئية معينة هي التعليم وقضاياه، فقد قدم برنامجاً طموحاً وهو ضيف على برنامج (ما يريده الطلاب من مرشح الرئاسة) الذي ينظمه الاتحاد العام للطلاب السودانيين في شكل جديد من أشكال الدعاية الانتخابية لمرشحي الرئاسة، في لقاء أشبه بالمكاشفة، حيث إن (50) طالباً يشاركون في هذا البرنامج بصوره مباشرة بالنقاش والاستفسار ويجيب الضيف وهو بالتأكيد مرشح الرئاسة عن كل التساؤلات، ويتم في نهاية الأمر تسليم المرشح قائمة بما يطلبه قطاع الطلاب والشباب من المرشح القادم.
وأنا أتابع خلال الفترة الماضية جل ضيوف هذا المنبر الحيوي من مرشحي الرئاسة الـ(15) والرئيس “البشير” آخرهم، لاحظت أن المنبر كان مرناً في تفاصيل الاستضافة من حيث الزمان والمكان، فرغم تحديده موقعاً محدداً لهذه اللقاءات، إلا أنه تجاوب ونزل عند رغبة بعض المرشحين باستضافتهم في دور أحزابهم وآخرين في أماكن أقامتهم.. وقائمة المرشحين تترى في ضيافة البرنامج وهي تقترب من النهاية، لم أكن أتوقع أن يفلح الطلاب في كسب الرئيس “البشير” كضيف فوق العادة، ولم أتوقع كذلك أن تكون قيادة المؤتمر الوطني أو مكتب الرئيس مرنين بالتفاعل مع هذا البرنامج من واقع أن الرئيس ربما ليس بحاجة إلى ما يقدمه المنبر لاعتبارات أرضية التواصل التي خلقها مع القطاعات المختلفة، إلا أن المفاجأة كانت قبول الرئيس “البشير” وحزبه ومكتبه أن يكون ضيفاً على هذا البرنامج المتواضع شكلاً، فحل المنبر ضيفاً على الرئيس “البشير” في بيت الضيافة.
الرئيس ركز جل حديثه عن برنامجه الانتخابي في قضايا التعليم، وبشكل تفصيلي وسهل حمل جملة بشريات بتحسين وضع الأستاذ الجامعي وزيادة المنح الخارجية للطلاب وتحسين بيئة التعليم وغيرها من البشريات.. لكن برغم هذه المكاسب وأهمية اللقاء مع صاحب تجربة رئاسية، غياب الإعلام خصم الكثير من هذه المكاشفة المباشرة.
هذا اللقاء كان من الأهمية بمكان أن يشهد حضوراً إعلامياً كثيفاً وحضوراً من الطلاب، وأعتقد أنه إذا قُدر للإعلام ووجد فرصة حضور هذا المنبر الذي يخصصه قطاع نوعي فاعل كان يمكن أن يكون أكثر حيوية.. وأحسب أن الرئيس “البشير” نجح تماماً في اللقاء وحصر حديثه فيما يطلبه الطلاب ولم ينفتح على محاور كثيرة ويشتت الأفكار والبرنامج، لذلك أعتقد أنه استفاد دون سواه من المرشحين ليس في الترويج لبرنامجه الكلي بل لقضايا تفصيلية تهم قطاعاً حياً، هم بالتأكد جيل المستقبل.. التهنئة لهم وهم يكسبون حزمة بشريات باتت قاب قوسين أو أدنى.