عز الكلام
أم وضاح
“هاشم صديق” فهم حاجة!!
أكثر ما يميز المبدع السوداني أنه الأكثر عطاءً والأقل حظاً ونصيبه في الحياة تشكله المعاناة وتكيفه الصدف التي هي غالباً غير سعيدة، ودعوني أقول إن المبدع شاعراً كان أو فنانا أو ملحناً أو عازفاً أو تشكيلياً تظل حياته رهينة المعاناة، وهي المفردة التي تمثل المخاض العسير لمُنتَجه الإبداعي حتى يتشكل جنيناً مكتملاً ومن ثم طفلاً كامل النمو. ويظل المبدع يعاني طوال حياته، وأكثرهم مطلوب منه أن يغذي هذا الجنين من حبله السُرِّي، وهو للأسف يعاني ما يعاني من شظف العيش وصعوبات الحياة؛ لذلك كثيراً ما توقفت متأملة تجارب بعض المبدعين الكبار والواحد فيهم لو فعل كما فعل “برناردشو” حينما قال إنه يضع قصاصات من انتقدوه ويقف عليها فيزداد طولاً، لو أنه حول قصاصات ما كتب أو رسم أو (نوَّت) لجملة موسيقية لنقود من فئة الخمسة جنيهات فقط لتحوَّل إلى ملياردير يشار إليه بالبنان، لكن لسخريات الأقدار يظل معظم المبدعين بين مطرقة الفقر وسندان التجاهل والجهل بهم!! أمس حملت أولى هذه الصحيفة خبراً عن مقاضاة الشاعر الكبير “هاشم صديق” لهيئة الثقافة بالشارقة والتي قامت بطباعة مسرحيته العظيمة (نبتة حبيبتي) دون الرجوع إليه، ونبتة هذه عندنا لا تقل عن روائع “شكسبير” كـ(هاملت) و(تاجر البندقية) لكنه ليس قدر “هاشم” وحده أن لا يصل العالمية، لأننا وللأسف تلد حواء السودانية المبدعين صباح مساء لكننا لا نحسن زينتهم وتجميلهم وتقديمهم للآخر. و”هاشم صديق” ليس الأول ولن يكون الأخير في قائمة المبدعين الذين تشرق أعمالهم جهاراً نهاراً ويُهضم حقهم الأدبي، ومن قبله اختطف “محمد منير” (الدائرة) للإمبراطور “محمد وردي” وفعلها “محمد فؤاد” مع “شرحبيل أحمد” وكررها “منير” نفسه مع رائعة “محجوب شريف” (الشعب حبيبي وشرياني)!! ليظل المبدع السوداني يشكو للسماء ذوي القربى الذي ينتظرون يوم شكره يجئ ليشكروه، وظلم الآخرين الذين يعجبهم حقنا ويستكثروه علينا!! وإن كنت أثق أن الأستاذ “هشام صديق” (حيفهم حاجة) والرجل معروف عنه مواقفه القوية في ما يختص بحقوق الملكية الفكرية، وأحسب أنه لن يتهاون أو يتنازل ما لم يثبت حقه الأدبي قبل المادي لعلها تكون الخطوة الأولى التي نعيد بها موروثات سودانية كثيرة استلبت وغُيِّرت ملكيتها، ويكفي أن متاحف العالم تعرض آثاراً للحضارة المروية دون أن نعرف مرقت كيف، وبأي ثمن؟ وهي جزء أصيل من تاريخنا ما كان ينبغي أن نفرط أو نتهاون فيه!!
{ كلمة عزيزة
كثير من الصحفيين والكُتاب يحتاجون أو يبحثون خلال مسيرتهم الصحفية عن (خبطة) خبرية أو ربما زاوية تلامس واقعهم وهمومهم فترسخ في ذاكرة القراء، ولعلي لست استثناء من هذه القاعدة وإن كنت أضيف إليها أن الصحفي أيضاً محتاج أن يصطحب في سيرته الصحفية تجربة عمل أو رفقة شخوص بارزين للمؤسسة التي يعمل بها، وأعتقد أن هذا القلم سيفاخر يوماً أنه عمل برفقة الأستاذ الصحفي “الهندي عز الدين” ولفترتين منقطعتين، الأولى في (الأهرام) في عهدها (الذهبي) والثانية في كتيبة (المجهر السياسي) التي هي الآن في عهدها الذهبي، ومنبع فخري أنني في مؤسسة يقودها صحفي شاب قلمه لا يعرف المجاملة ولا المهادنة ولا الانحناءة، وهي صفات تكسب من يعمل معه الصمود والصلابة وتجعله مصراً ألا يقل بريقه عن بريق (المجهر) الاسم الرقم الذي اعتلى قوائم التوزيع وفات الكبار والقدرو.. فالتحية لكل قراء (المجهر) والشكر لكل من رحب بي على صفحاتها!!
{ كلمة أعز
غداً أكتب عن فيديو كليب الفنان الشباب “طه سليمان” (بعيد عنكي) دون مجاملة لأن الشاب يحتاج لقول النصيحة قبل التصفيق!!