حوارات

نفيسة المليك للمجهر 2/2

حكومة “إسماعيل الأزهري” أفضل حكومة أنصفت الشعب السوداني
“فاطمة عبد المحمود” امرأة شجاعة لكن فرصتها في الفوز بالرئاسة ضئيلة..!!
لا أنتمي لأي حزب رغم أنني كنت اتحادية!!
كنا لا نخاف من الحكومات.. و(الإنقاذ) استهدفتني!!
 حوار- أمل أبو القاسم
• أي بيت في السودان يكاد لا يخلو من امرأة خرجت لسوق العمل.. إلى ماذا تعزين ذلك؟
– هذا أمر حميد، والمرأة هي التي يمكن أن تحدد ماذا تريد وإذا وجدت طموحها محققاً في قيادة الطائرات فلتقدها، وعلى المجتمع أن يعطيها الفرصة لتحديد ماذا تريد، وأي مجال تدخله المرأة يمكن أن تنجح فيه.
• ما رأيك في انتشار ظاهرة الطلاق التي أصبحت منتشرة في المجتمع؟
– أعدّها ظاهرة سياسية، وستكون نوعاً من التمرد والرفض والكبت والمعاناة وستخلق أشياء سالبة، نحن في دولة تتوفر فيها كل الموارد التي يمكن أن تسهل سبل الحياة، لكن لماذا أصبح أبناؤنا يهاجرون خارج البلاد؟؟
• هل احتفلتم بعيد الأم في الأيام الماضية؟
– نحن في الاتحاد النساء أول من احتفلنا بعيد الأم، في العام 1953م، كنا نقيم مسرحيات تمجد عظمة الأم ورسالة الأم في الدنيا.

• من هن أبرز قياديات الاتحاد النسائي؟
– أبرزهن الدكتورة “خالدة زاهر” أول رئيس للاتحاد النسائي، الأستاذة “فاطمة طالب” ومن هذا المنبر أنادي بتكريمها ومدرسة أم درمان الثانوية سميت باسمها وهي أول سودانية تعمل كناظرة مدرسة سودانية عليا، الأستاذة “ثريا أمبابي” ولديها مدرسة أهلية في العرضة، “زكية مكي” و”أم سلمة سعد” كانت أول مديرة مدرسة (حالياً معهد المعلمين العالي)، تخرجت فيها “بخيتة أمين”، ومن مطالب النقابة كان ابتعاث النساء للتعلم خارجاً وأنا رشحت لمدرسة في إنجلترا ورفض الأهل ذلك، وبعدها استقلت.
• إلى أين ذهبت؟
– ذهبت إلى مدرسة المليك وذهبت نيابة عني الأستاذة “صفية محمد” لأن أسرتها كانت مستنيرة، ونحن أهلنا في الجزيرة (متمسكين شوية) فعملت مع والدي ومعنا “شهوة الجزولي”، “آمنة حسن جوهر”، “آمال شبيكة”، “مريم الجاك” وابنتا أختي رغم أن كلتاهما تحصلتا على شهادة (أكسفورد) و(كمبريدج) إلا أنه لم يسمح لهما بدراسة الجامعة، واكتفتا بتدريب المعلمات والتدريس في الثانوي.. وكان الهمّ أن يتمدد التعليم أفقياً أكثر منه رأسياً خاصة أن البنت بعد ما تحجز كرسياً تخرج للزواج.
• ألم تواجهي صعوبات في مسيرتك الاجتماعية والأسرة؟
– على الإطلاق.. فقط عندما تأتي حكومة دكتاتورية كانت توقف النشاط الاجتماعي.
• هل كانت الحكومات الدكتاتورية توقف النشاط الاجتماعي؟
– نعم.. فهي تعتقد أن أي نشاط هو عمل معادٍ.
• أستاذة “نفيسة”.. أنت عاصرت أغلب الحكومات أليس كذلك…؟
– (مقاطعة).. نحن لا نخاف من أية حكومة وكنا نكتب لها المذكرات.
• من أبرز المذكرات التي قامت “بنت المليك” برفعها للحكومة هي التي كانت تتعلق برفع حالة الطوارئ في البلاد.. حدثينا عنها.. وهل تمت الاستجابة لها؟
– نعم أنا من كتبها.. وكانت لكل نقابة مطالب تكتبها، منها مطالب خاصة بالعاملين وأخرى عامة، ونحن طالبنا بإلغاء حالة الطوارئ التي كانت تعيشها البلاد، لأن كثيراً من زميلاتنا أولادهن سجنوا وعذبوا وضربوا لأن أفكارهم معارضة للحكومات، لذلك طالبنا بإلغاء المادة (105) المقيدة للحريات، وكان هذا هو مطلب كل النقابات.. قمنا بتبني الأمر لأن الكثير من عضويتنا تأذت من الأمر ولتلبية حاجات الأسر لأن هنالك نساء ترملن وأطفالاً تيتموا.
• بمعاصرتك للحكومات كافة التي مرت على تاريخ السودان والنشاط الكبير الذي كنت تقومين به.. هل هنالك حكومة استهدفت “نفيسة المليك” في شخصها؟
– نعم.. استهدفتني حكومة (الإنقاذ)، وعندما أقيم في كل عام ذكرى ابني ويأتي الأدباء والمثقفون وبعض السياسيين للمواساة، تأتينا الجهات الأمنية وتعتقلنا.
• كم مرة اعتُقلت “نفيسة المليك”؟
– ثلاث مرات تم اعتقالي.. واجهنا جميع أنواع القهر.. وكان يتم إطلاق سراحنا بعد محاكمتنا بغرامات.
• في رأيك.. ما هي أفضل حكومة أنصفت الشعب السوداني؟
– أعتقد أن أية حكومة ليست ديمقراطية أو شرعية أتت بالقهر وحد السلاح ليست بالحكومة الشرعية، وأفضل حكومة أنصفت الشعب السوداني كانت حكومة الراحل الزعيم “إسماعيل الأزهري”، وأبرز إنجازاتها تحقيق الاستقلال ورفع العلم السوداني، وأعطتنا الأجر المتساوي للعمل المتساوي، واعترفت بحقوق المرأة وإعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية، وكانت هذه هي مطالبنا، وكان حق الانتخاب للمرأة مكفولاً.. الأحزاب وقفت معنا لأصواتنا وليس لجمال أُعيننا.
• أول امرأة دخلت الانتخابات؟
– الأستاذة “فاطمة أحمد إبراهيم” في دوائر الخريجين، حيث أيدها كل الخريجين لأنها من بيت متعلم وهي متعلمة، وأفكارها متقدمة وصاحبة سيرة طيبة، لذلك صوتوا لها.
• في أي عهد قمعت المرأة السودانية؟
– عهد (الإنقاذ)، لأن في عهد حكومات الأحزاب كانت هنالك الديمقراطية، أما حكومة “عبود” فقد حلت الاتحاد النسائي، لكن شكلت تنظيماً آخر، ولم أدخل فيه.
• لماذا رفضت الدخول فيه؟
– عندما وجهت لي الدعوة قلت لهم (أنا لن أدخل لتنظيمات تكون داخل المكاتب الحكومية، لأن الهيئات النسائية يجب أن تنبع من حاجات الناس، وليس لأهداف معينة يريدون أن يقوموا بها).. كان ذلك التنظيم مسيّساً من قبل وزير الإعلام والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت “طلعت فريد”.
• ما رأيك في ترشّح “فاطمة عبد المحمود” لرئاسة الجمهورية؟
– “فاطمة” امرأة شجاعة، لكن فرصتها ضئيلة في الفوز، لأن الناس ما زالوا يعيشون بالعقلية القديمة وهي (المرة كان فأس ما بتقطع الرأس)، وهي خطوة شجاعة من “فاطمة”، وعندما كانت وزيرة فعلت أشياء كثيرة استفاد منها الناس، وهي رسالة للمرأة السودانية والمجتمع السوداني إذا كان يريد تكريم المرأة عليه أن يرشحها لرئاسة الجمهورية، فقد جربوا الرجال في ذلك لماذا لا يجربون المرأة؟؟ “فاطمة” هي ربيبة الحركة النسائية منذ أن كانت في المدرسة الثانوية، وزوجها ساعدها في عملها فقد كان عميداً لكلية القانون جامعة الخرطوم د. “سعيد”، وهي من أسرة محترمة.
• من هي أفضل من تقلدت منصب (وزير) في تاريخ السودان برأيك؟
– أعتقد أن أية امرأة تتقلد منصب (وزير) ولديها صلاحيات مطلقة يمكن أن تقدم الكثير، إلا في حال وجود معوقات تعترض طريقها، و”فاطمة عبد المحمود” وأخريات اثبتن وجودهن وقدرتهن على المنافسة، وأنا أرى أن هنالك أحزاباً يمكن أن ترشح السيدات وإذا رشحتهن يمكن أن تكسب الانتخابات.. وأعتقد أن أية كبوة حدثت في السودان سببها عدم الاعتراف بحق المرأة.
• هل المرأة مؤثرة في الإعلام؟
– المرأة مؤثرة جداً، لأن المواقع التي تقلدتها المرأة لولا الإعلام لما وجدتها، وكانت صحيفة (الصراحة) تصدر عدداً خاصاً بالمرأة إضافة إلى (الرأي العام) و(السودان الجديد) كنا نحرر فيها صفحات بأنفسنا، وكانت لدينا المساحة للرد على كل من يتهمنا أو يهاجمنا، وحتى المعارضة في ذلك الوقت دفعتنا لنيل حقوقنا الكاملة إلا إذا تنازلت المرأة عن حقوقها.
• أكبر تحول في تاريخ المرأة الإعلامية؟
– المرأة أثبتت وجودها قبل أن يتم تعيينها في أي موقع، عن طريق كتابة المقالات التي تحارب العادات السيئة في المجتمع السوداني والدعوة للخلق القويم والقضايا المسكوت عنها ما دفع الرأي العام لتبنيها.
• أول (رئيس تحرير) امرأة في السودان “آمال عباس”.. ماذا أنت قائلة عنها؟
– “آمال عباس” امرأة شجاعة ومنذ أن كانت صغيرة هي عضو معنا في الاتحاد النسائي، وكان توليها لرئاسة التحرير بمثابة نقطة تحول كبيرة للمرأة السودانية في الصحافة والإعلام، لأن هذا الموقع يعد موقعاً كبيراً واعترافاً مجتمعياً بأن المرأة يمكن أن تتصدر رئاسة المؤسسات الإعلامية وغيرها، وهو رصيد يحسب للمرأة السودانية، لأن الرجل السوداني (طغيان).
• هل تنتمين لأي حزب من الأحزاب؟
– لا.. لا انتمي لأي حزب من الأحزاب.. وأقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت.. ورغم أنني اتحادية منذ زمن “الأزهري” الذي كان يرأس اجتماعاتنا التي كنا نقدم له فيها الانتقادات التي يوجهها له الناس في البرلمان وكنا نواجهه بها حيث كان ينصت لها جيداً ويعمل بها ولا يغضب منا، ويؤكد دائماً أننا بناته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية