رأي

النشوف اخرتا

 سهرة الخميس

سعد الدين ابراهيم

{ لوحة سوداء
لم يكن صديقنا الراحل “عبد الرحمن أحمدون” صحافياً عادياً.. كان بطلاً لتراجيديا باذخة.. كان مختلفاً.. لديه فلسفته الخاصة.. كان مثل أبطال الأحاجي.. شخصيته تميزت بغموض خلاق.. فكان الشاطر “حسن” ولكنا لم نعرف أية سكة اختار، سكة السلامة، أم سكة الندامة، أم سكة الذي يذهب فلا يعود.. كانت ابنته الصحافية النابهة “فاطمة” تذكرني كلما التقينا بمحبة والدها لي.. وحقيقة هي محبة متبادلة.. فحتى إن اختلفت معه فأنت أمام خيارين إما أن تحبه أو تحبه جداً.. ذات مرة ضجر من صحيفته التي يعمل بها، وطلب منى التوسط له للعمل مع ناشر ضارب حينذاك.. وعرفته به وتحاورا.. عندما هممنا بالانصراف قال لي الناشر: صديقك يضع شروطاً كأنني الذي أريد العمل معه لا هو.. قلت له: صحي يا أستاذ.. قال: حتى لا يحسب أنني محتاج إليه.. فقلت له: أنت حقاً محتاج إليه.. فقال: لا هناك عشرات الناشرين ولكن هناك أحمدون واحد.. نعم كنت واحداً يا صديقي.. لك الرحمة بما وسعت رحمة الله.
{ ذاكرة زرقاء
ها قد أصبح لقناة النيل الأزرق تاريخ ومكتبه زاخرة بالمواد القديمة.. كانت فكرة جيدة، البرنامج الجديد (ذاكرة زرقاء).. وهو مثل الأرشيف.. أو أسود وأبيض.. لكن تشوهت الفكرة بالإنتاج المتعجل والمونتاج غير المحكم والتقديم غير الرصين، فالفقرات القديمة التي اختاروها جاءت مختصرة ومرات غير مشبعة وربما غير مفيدة.. يحتاج البرنامج إلى إعداد مخدوم ومونتاج محكم.. وتقديم مسؤول.. الحلو ما يكلمش!
{ دهشة
انتهت حلقات مسلسل (عباس الأبيض) بعد إعادته في قناة النيل الأزرق.. شاهدت الحلقات الأخيرة.. مجدداً.. فطربت كثيراً لأداء “يحيى الفخراني” السهل الممتنع.. إنه يقدم فكراً تمثيلياً.. يقدم الشخصية بتداعٍ مدهش حتى تحسب أنه فعلاً “عباس الأبيض”.. أو “لطفي الجنايني”.. وطربت من المؤلف “يوسف معاطي” الذي أحكم ربط الحلقات ولم يقدم حشواً كان يدهشنا بجديد في كل لقطة.. وطبعاً للإخراج دوره.
{ أدوار
تجيد “نسرين سوركتي” برامجها الحوارية في المجال السياسي والخدمي في قناة الشروق.. لكن تميزت ببرامج المنوعات الشاملة.. ونفذت أفكاراً برامجية عشعشت في ذاكرة المشاهد مثل (الوجه الأجمل).. أعتقد أنها يمكن أن تقدم هذا وذاك.
{ سنة فقط
استحق (الكاردينال) تهنئة على وعده بإنجاز الجوهرة الزرقاء على حسابه الخاص.. وتم توقيع الاتفاق مع الشركة الصينية.. لكن قرأنا تشكيكاً في تنفيذ بنود هذا الوعد الجميل.. وأن قدرات (الكاردينال) المالية ليست بحجم الوعود.. لكن هذا استباق.. كلها سنة ويظهر هل كانت الوعود صادقة أم سراباً!!
{ برنامج ديني
الدكتور الذي يقدم الفتاوى والإجابة عنها في قناة النيل الأزرق أضجر أحد المشاهدين.. فاتصل به قائلاً: يا أخي إنت بتتكلم أكتر من الدكتور المفتي.. مش المشكلة بتكلم أكتر من الدكتور المفتي.. المشكلة إنو مفروض ما يكون قاعد ذاتو.. لأنو دورو ممكن يأديهو الدكتور الذي يجيب على الأسئلة.. وجودو (تمومة جرتق) وكلامو الكتير (بجرتق) الحلقة!!
{ أغنية
زيد مهابة.. وأبقى طبع ملوك
سيب غلابه.. بالحنان يرجوك
زي سحابه.. ضلها مباريك
ترضى تابا.. برضو تحنو عليك

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية