رأي

مسألة مستعجلة

توهم “عرمان” !!

نجل الدين  لدم

طالعت على موقع (سودان تربيون) تصريحاً للأمين العام للحركة الشعبية “ياسر سعيد عرمان” والقيادي بالجبهة الثورية يقول فيها إن المعارضة باتت في حل عن أي التزام بعد إعلان الحكومة رسمياً مقاطعة المؤتمر التحضيري للحوار الذي دعت له الوساطة الأفريقية في أديس أبابا.
حديث ممجوج يعبر عن خيبة أمل الرجل وهو يتوقع أن الحكومة ستكون أو المهرولين نحو العاصمة الإثيوبية “أديس أبابا” للحاق بهذا المؤتمر بعد أن أبدت بعض من قوى العارضة موافقتها. المؤتمر التحضيري ربما يعتبره البعض فرصة أخيرة لإنقاذ عملية الحوار والتعويل عليه في رسم خارطة طريق جديد للحوار ولكن الحكومة أو المؤتمر الوطني يرى بغير ذلك، حيث إنه يعتقد أن الحوار الداخلي هو الوسيلة الأمثل للوصول إلى تفاهمات في كل القضايا محل الخلاف، الأمر الثاني فإن الحكومة تنظر إلى أن هذا الحوار محاولة لإجهاض عملية الحوار الذي دعا له الرئيس “البشير” العام الماضي ودعا له كل القوى السياسية والحركات المسلحة مع توفير الضمانات الكافية لها بالتأكيد فإن هذا الحوار الذي تمخضت عنه آلية (7+7) قطع شوطاً مقدراً رغم التعثر الذي انتابه والمطبات التي تعرض لها، والشاهد في محاولة الإجهاض هذه أن الوساطة نفسها تساهم في هذا الأمر عن قصد أو دون قصد وهي تتجاهل القوى السياسية التي انضمت لعملية الحوار الذي دعا له الرئيس وعلى رأسهم شركاء الحكومة ومعارضة الداخل. عرمان وصحبه يريدون شرف تمثيل المعارضة دون سواهم ويريدون في المقابل أن يكون المؤتمر الوطني هو الحكومة لوحده والطرف الآخر بعيداً عن شركائه في السلطة، وهذا ما عبرت عنه الدعوة التي قُدمت للمؤتمر الوطني لذلك آثر أن يرفضها لأنها حملت في ثناياها عمليه إقصاء شركاء الحكومة والبعض من قوى معارضة الداخل.
والسؤال البديهي والملح ما هو الالتزام الذي يتوهمه “عرمان” بإنهم كمعارضة سيكونون في حل عنه؟! إذا كان الرجل يقصد وقف إطلاق فان حالات تقتيل وترويع الأبرياء ما تزال تحدث في ولاية جنوب كردفان من قبل قطاع الشمال حتى أول أمس، إذن ما هو الأمر الذي أنت في حل عنه؟، وما هي المعارضة التي تتحدث عنها، ومن العجب العجاب أن ينصب شخص نفسه متحدثاً باسمهم دونما أن يجمعوا عليه أو يفوضوه. “عرمان” لا يريد أن يتحقق أي سلام لأن ذلك يعني إنهاء فواصل البطولات المتوهمة للرجل الذي بات لا يقوى على تحمل أي أجواء للسلام!!.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية