مسألة مستعجلة
مولانا “الحسن”.. من “لندن” إلى (مايو) !!
نجل الدين لدم
اختار الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) الذي يتزعمه مولانا “محمد عثمان الميرغني”، أن يكون حي مايو الطرفي الذي يحاصر الفقر والحاجة أهله ليكون أولى محطات تدشين حملته الانتخابية (الجمعة) الماضية، بحضور مسؤول التنظيم السيد “محمد الحسن الميرغني” الرجل الثاني في الحزب في غياب والده مولانا “الميرغني”. ميدان التلال في الحي كان نقطة التجمع التي احتشد فيها أنصار الحزب والبعض من طائفة الختمية دعماً لمرشح الحزب في المنطقة. كل شيئ هناك كان على ما يرام حتى نهاية اللقاء الجماهيري الكبير، حيث أنه لا مجال بأن تقول إن اختيار المكان أو الزمان محض صدفة، أو أن الترتيب والإخراج ضربة حظ. فالواضح أن مسؤولي الحملة الانتخابية بالحزب أرادوا أن يرسلوا رسائل مزدوجة أولها أن مولانا “الحسن” القادم من “لندن” البعيد عن الجماهير الآن مع الغبش في مشاكلهم وقضاياهم، وأن هؤلاء الذين يسكنون الأحياء الطرفية ويعانون من ضعف الخدمات الأساسية يمثلون الهدف الأول للحزب.
إلى هنا تبدو أسباب ومبررات الاختيار صائبة، أن تكون نقطة الانطلاق مع جماهير تحلم ببرنامج انتخابي ينقلهم من شظف العيش إلى يسر الحال ومن ضعف الخدمات الأساسية إلى غدٍ أفضل يغير حياتهم. وحسناً فعل مولانا “الحسن” أن شهد هذا الحشد الكبير في أول تدشين، ولكن ما لم يستفد منه مسؤولو الحملة الانتخابية في تعزيز حملتهم التي ابتدروها من مايو، هو عدم الالتفات إلى ما تريده الجماهير الاتحادية التي تسكن الحي، فقد كانت تنتظر حديثاً مباشراً من قائد – ونقصد “الحسن”- وموجات الانتقاد تحاصره ، وهو بعيد عن الضعفاء والفقراء ومشالكهم لكنه يكتفي بإدارة الحزب بالوكالة من أي محطة خارجية.
وبالتأكيد فان بادرة اختيار هذا الحي الطرفي ستمهد للحزب الاتحادي أرضية صلبة ليجد مساندة ودعماً من جماهير الأحياء الطرفية خصوصاً وأنه أول حزب اختار أن تكون وجهته أحياء يسكنها الضعفاء والفقراء، ولكن حتى يكتمل التنظيم والترتيب فإن هؤلاء بحاجة إلى التصاق مباشر تحدثهم ويحدثونك كما فعل المؤتمر الوطني في حملاته الانتخابية ونجح في ذلك.
هذا هو مربط الفرس ليمحو الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) الصورة التي ارتسمت عند الكثيرين، بأن مولانا الصغير بعيد عن السودان لا يعرف حتى أحياء الخرطوم!!، فكيف له أن يلتحم كقائد مع الجماهير.