حوارات

مسؤول الاتصال بـ(العدل والمساواة) "محمود تيراب" في حوار الاعترافات

لا ننكر قتالنا بجانب “القذافي” لأننا كنا ندافع عن أنفسنا ولكن….

“القذافي” موّل حركات دارفور وتصدينا للثوار في “بنغازي” لهذه الأسباب..

حينما دخلنا أم درمان لم نطلق رصاصة على المدنيين وإلا فإن مجزرة كانت ستحدث

تعاملنا مع قيادات الوطني وعرفنا قدرهم والرئيس “البشير” رجل نحبه جداً

شهدت قضية دارفور في الفترة الأخيرة تحولات مختلفة منها توقيع حركات للسلام وتمترس أخرى في المواجهة العسكرية مع الحكومة، وفي الجانب الآخر انتقلت قيادات الحركات إلى خانات أكثر اعتدلاً وبرودة كحالة رئيس حركة (العدل الثورية) عضو المكتب الرئاسي لمجلس حركات سلام دارفور مهندس “محمود إدريس تيراب” الذي شغل رئيس مكتب الاتصال بحركة (العدل والمساواة) وانشق منها ليؤسس حركة (العدل الثورية) الموقعة للسلام في 2012م. (المجهر) التقت به في حوار تناول عدة موضوعات منها مزاعم مشاركة حركات دارفور في قمع الانتفاضة الليبية وصولاً إلى الوضع الراهن للسلام في دارفور.. فالي مضابط الحوار وحسب رئيس الحركة فإن (العدل الثورية) جزء من إلية الحوار الوطني (7+7)، وبصدد التحول إلى حزب سياسي.
حوار ـ سيف جامع
{ باشمهندس بداية حدثنا عن فترة وجودكم بحركة (العدل والمساواة) وما حقيقة مشاركتكم القتال بجانب “القذافي”؟
– كنت مسؤول مكتب الاتصال بالحركة بـ”طرابلس” وانفصلت منها عقب مقتل “خليل إبراهيم”. أما عن مشاركتنا في الأحداث بـ”ليبيا” جاءت بدافع حماية أنفسنا وحماية الدولة التي كانت تأوينا لكن بعدها بدأنا في سحب قواتنا من “ليبيا” أثناء الأحداث، لكن أنا بقيت هنالك إلى نقلت المكتب من “بنغازي” إلى منطقة “وادي هور” بالسودان، وطبعاً عندما بدأت الأحداث لم نهرب لأن لنا مصالح هنالك سيارات وعتاد وبقينا هنالك حتى رحيل القذافي.
{ حصل أن التقيتم بـ”القذافي”؟
–    كنا نلتقي به عادة وبحضور رئيس الحركة “خليل إبراهيم” وإحساسه تجاهنا كمظلومين وبطبعه يرى أننا حملنا السلاح لأخذ الحقوق.
{ هنالك اتهامات بمشاركتكم في قمع الثورة؟
–    نعم حاربنا مع “القذافي” ولا ننكر ذلك.
{ لماذا؟
–    لأننا كنا ندافع عن أنفسنا في تلك الأيام وفقاً للتوازنات السياسية انضممنا بجانب “القذافي”، لأنه كان مضيفاً لحركة (العدل والمساواة) التي تعمل لإسقاط النظام بالخرطوم، في حين أن الثورة الليبية كانت تهدد “القذافي” وأيضاً حركتنا، وغير ذلك السودان كان وقتها يرعى المهدد الاستراتيجي لنظام “القذافي”، بينما نحن نمثل المهدد الاستراتيجي للنظام بالخرطوم، لذلك سارع السودان بالمساهمة بالسلاح لإسقاط “القذافي” الذي كنا جزءاً منه.
{ ما هي مهمتكم حينما اندلعت الثورة الليبية؟
–    مهمتنا التصدي للثوار ومنعهم من دخول مدينة “بنغازي”.
{ هنالك حديث عن استجلابكم سلاحاً ضخماً إلى السودان؟
–    هذا لم يحدث لأننا لم نستلم أصلاً سلاحاً من “القذافي” وقاتلنا بجانبه بسلاحنا.
{ إذن لماذا المجازفة بالدفاع عن حاكم وصفه العالم بالطاغية والديكتاتور؟
–    طبعاً نحن أهل دارفور لا نخون ونحترم المواثيق والعهود، و”القذافي” كانت لنا عهود ومواثيق معه، و”القذافي” كان يرى أن (العدل والمساواة) ضيوف كرام عنده.
{ لكن هذا تناقض في مبدأ حركات دارفور التي قامت من أجل الظلم و”القذافي” كان نظامه غير سوي؟
–    سوء نظام القذافي يراه آخرون غير ذلك والدليل أن الشعب الليبي الآن يبكي على زوال حكم القذافي ونادمين على سقوطه.
{ كيف وصلتم إلى “ليبيا”؟
–    “ليبيا” تقترب جغرافياً لدارفور، فرئاستنا في “وادي هور” كانت على مقربة من مدينة “الكفرة” الليبية.
{ هل موّل “القذافي” أنشطتكم؟
–    بالتأكيد، وطبعاً من الضروري أن يفعل ذلك.
{ يا ترى ماذا تغير بعد مقتل “خليل إبراهيم”؟
–    دكتور “خليل” من الرجال المميزين وهو خسارة لكل الحركات الدارفورية وبموته فقدت دارفور قيادياً مميزاً، لأنه كان يؤمن بالسلام، وما حصل أنه أوصى جنوده بالقتال.
{ لكنكم فعلتم ذلك حين دخولكم أم درمان؟
–    من قال لك ذلك ياخي.. نحن عندما دخلنا أم درمان لم نطلق رصاصة على المدنيين والدليل أنه لم يسقط أي مدني قتيلاً أو جريحاً ولو استخدمنا السلاح لحدثت مجزرة، خاصة وأن عتادنا كان كبيراً.
{ أين كنت يوم الهجوم؟
–    كنا في “ليبيا” ونتابع كل ما يجري.
{ معتمد محلية (السنطة) بجنوب دارفور ذكر أن (206) انشقوا من حركتكم؟
–    هذا غير صحيح والمعتمد أصبحت لديه تصرفات غير لائقة ومشينة بخلاف الود والتراحم والتعاون المشترك بيننا والمؤتمر الوطني ليجيزهم الله خيراً للتعاون والخدمات التي قدموها لنا، الأسباب التي دفعتنا إلى التمرد ظلم الناس أمثال المعتمد وتصرفه القمعي وغير المسؤول وكذبه بانسلاخ منسوبينا، تعاملنا مع قيادات في الوطني عرفنا قدرهم وقيمتهم واحترامهم للآخرين أمثال مساعد الرئيس بروفيسور “إبراهيم غندور” و”مصطفى عثمان” و”علي عثمان محمد طه”، حتى الرئيس “البشير” شخص نحبه جداً، لكن عندما نقول إسقاط نظام نقصد أمثال المعتمد، فهو الدودة التي يجب أن قتلها حتى نستريح من أوجاعها.
{ أين موقع حركتكم في الساحة السياسية؟
–    حركة (العدل الثورية) جزء حقيقي وأصيل من الحراك السياسي بالبلاد، كما أنها وفق المنظومة السياسية المحورية جزء من إلية الحوار بدعوة رئيسية، وبانخراطنا في (7+7) ووجدنا المؤتمر الوطني دقيقاً معنا، ومكتب سلام دارفور حريص بأن يكون هنالك سلام حقيقي بدارفور، كما أننا نسعى للسلام من خلال إكمال ملف الترتيبات الأمنية ومن ثم عقد المؤتمر التأسيسي وتحول الحركة إلى حزب سياسي بنشاط وإمكانيات كبيرة، الآن لدينا أعضاء مشاركون في الانتخابات الدائرة (11) (السنطة) والدائرة (9).
{ في رأيك هل يفضي الحوار الوطني إلى نتائج أم إنه تقصير لعمر الزمن قبل الانتخابات\؟
–    نحن في الحق لا نخشى لومة لائم من الميدان إلى أن وصلنا إلى هنا لا نخشى الغلطان نقول له أنت غلطان حتى “غندور” قلت له أنت غلطان، وأرسلت له رسالة في هاتفه ممكن أشوفك ليها.
{ ماذا قلت له في الرسالة؟
–    قلت له: (يا غندور أنا النصب والاحتيال ما ينفع معي)، لنؤكد أننا لا نجامل في قضايا الوطن.
{ حالياً نلاحظ تناغماً بين الحركات الموقعة والحكومة ماذا سبب ذلك؟
–    نعم متفقون تماماً لان الحكومة سعيها حثيث في تنفيذ الاتفاقيات، وجلسنا مع كل القيادات السياسية بمعنى أنه في حسن نية، لكن لماذا معتمد محلية (السنطة) بجنوب دارفور يحاول خلق مشاكل بينا، وبفهمه هذا يريد أن يرجعنا للتمرد ويوحي لنا بأن الحكومة تغش فينا وتمروحنا، ومن جانبنا لا نسمح بذلك ونناشد ونطالب القيادات السياسية وعلى رأسهم “مصطفى عثمان إسماعيل” أن يتدخلوا بشكل فوري لحسم تصرفات المعتمد الهوجاء في ولاية كبيرة وغنية بالموارد حتى لا نترك مساحة من الحوار في شخص المعتمد.
{ نسألك عموماً عن ما يجري في الساحة السياسية.. وذكرت أنكم طالبتم الوطني بتصحيح الأخطاء ما هي هذه الأخطاء؟
–    الأخطاء التي قادتنا إلى التمرد عدم مصداقية النظام الحاكم وتصرفه القمعي تجاه المواطن وهذا يؤدى إلى الظلم، الآن وقعنا على السلام ووافقنا عليه نحن شركاء في القرار والسلطة والثروة يبقى القرار مسؤولية ألاهية يسألنا منه الله تعالى، والآن في ظل السلام نسعى بأن يعود الاستقرار إلى دارفور وما زالت ذات الممارسات مستمرة.
{ البعض يحملكم كحركات مسؤولية تأخر تحقيق السلام بدارفور؟
–    علينا أن نتكلم بشكل شفاف وواضح، العيب ليس في المؤتمر الوطني العيب في أبناء دارفور داخل المؤتمر الوطني، فأنت إن قبلت تساوم على بيتك ستساوم على والدتك، والأرض هي مثل الأم ونحن لا نقبل المساومة والتجريح والعنصرية، مجتمع دارفور كيان واحد متعافٍ متصالح والآن شغالين شغل حقيقي، وفي بداية أبريل ستكون هنالك زيارة لمعسكرات دارفور كلها ومعنا اللجنة الأولمبية، ووعدونا بزيارة ويقدمون فيها الهدايا وليتعرفوا بوجود سلام حقيقي دارفور، لأننا طالبنا الحكومة الأمريكية برفع العقوبات والحصار الاقتصادي على السودان وهم يريدون إثبات أن هناك سلاماً على أرض الواقع.
{ تعني أن الوطني برئ من ما يحدث في دارفور؟
–    أما من جانب علاقاتنا مع المؤتمر الوطني، فهم إخوة ونناقش معهم القضايا المحورية، الصح بنعمله والخطأ نتركه، بالنسبة للساحة السياسية فهي مشدودة وبها مشاحنات المعارضة بجانب وأحزاب الوحدة بجانب والحركات بجانب، كله يشير إلى روح وطنية حقيقية مغروزة لدى الجميع وينبغي على الناس أن تنشط في ذلك لكن العيوب أن النظام لا يوعد ما لم يستطع أن توفي، لأنه وعد النظام لنا نوعد به الجيش فمنذ أن وقعنا على السلام في 20/ 4/2012م، أنا لدى جيش قوامه (1018) شخص يريد أن يأكل ويشرب، الدعم للجيش واقف وأنا إذا أتيت طالبت المركز بقوت للجيش وإن كان (عيش ماريق) المركز يقول أمشي الولاية وجنوب دارفور فيها ناس زي المعتمد الذكرتو ليك تفتكر أن الجيش حيأكل لو مرت سنة أو سنتين.
{ جيشك قوامه كم جندي؟
–    (1018 ) جندي وملفاتهم الآن في وزارة الدفاع.
{ وأين عتادكم العسكري؟
–    تجرى ترتيبات لتسليم الآليات ودمج القوات في إطار تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وبسلاحنا والياتنا متمركزين في جنوب دارفور، ولم يقع سوى حادثين وحاسبنا الجناة وسلمناهم للجهات المختصة والحادث الثاني قام به المتفلتون من حركتنا وتم فصلهم بخطاب رسمي وقام باحتوائهما المعتمد لكي يأتي لنا مرة أخرى بالنهب إلى المنطقة للكسب السياسي، وأن يجعل منهم حركة فيما يدعيه أنهم انسلخوا بالباطل.
{ ألا ترى أن غياب أهم الشخصيات من سلام دارفور ينتقص من العملية السلمية؟
–    نحن الآن في حراك سياسي حقيقي وحوار شفاف مع الحركات التي لم توقع، ووجودنا كمجلس حركات سلام دارفور أهمية الإشراف على أي قرار يتخذ في دارفور وفقاً لوجود المجلس، وعلاقتنا السابقة مع رفقائنا في الميدان توصلنا معهم لتفاهمات مهمة وحواراتنا جارية وقريباً ستكون هنالك نتائج.
{ مع من أجريتم اتصالات؟
–    اتصلنا بـ”مني أركو مناوي” و”عبد الواحد نور” والمكتب الإعلامي لـ”جبريل إبراهيم”، وقد كنا يوماً جزءاً من (العدل والمساواة)، وكنت مسؤول الاتصالات بـ(العدل والمساواة) وفي المكتب القيادي، وعندما كنا في ليبيا كنت ممسكاً بكل محاور الخطوط وعلاقتي معهم واصلة.
{ هل لمستم منهم موافقة مبدئية للانضمام للسلام؟
–    نعم، لكنهم يتخوفون من عدم الثقة وهم لا يثقون في النظام، ولا نقصد نظام المؤتمر الوطني كحزب لكن كنظام من الداخل، وآلية النظام من الداخل أقطابها كثر، ونحن اكتشفنا أن أبناء دارفور داخل النظام هم من كرهونا المؤتمر الوطني.
{ ماذا تقصد بعدم الثقة؟
–    الثقة في تنفيذ الاتفاق طبعاً وهم ينظرون لنا بأننا وقعنا قبل أربع سنوات والاتفاق لم ينفذ منه حرف، فكيف لهم أن يأتوا وإخوانهم الذين سبقوهم لم يفعلوا شيئاً، إضافة لذلك هناك عدم قناعة لديهم بالسلطة الإقليمية الحالية ويرون أنها وهمية، وكلنا نرى أنه يفترض أن يكون هنالك بديل حقيقي لها يخدم قضايا المنطقة والسودان بشكل قومي، فالسلطة تحولت إلى قبلية ممحورة في فئة وشخص محدد وأنتم تلاحظون الانقسامات التي وقعت ما بين “التجاني السيسي” و”بحر إدريس أبو قردة” و”نيام”، هذه الوقائع لم تأت عن عبث وإنما بإخفاقات موجودة في جسم السلطة وتوقعاتنا نتمنى بنهاية أجلها أن يكون هنالك استفتاء حقيقي لتشارك كل القوى السياسية في اختيار القوي الأمين لتنفيذ مشروعات التنمية في دارفور.
{ أنتم كمجلس حركات دارفور لا تشاركون في السلطة الإقليمية؟
–    أبداً لا نشارك رغم أننا نمثل (18) حركة دارفورية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية