العاصفة
أعلن السودان رسمياً مشاركة القوات المسلحة السودانية في عملية (عاصفة الحزم) الجارية باليمن والتي قالت الجامعة العربية إنها تستند إلى ميثاق الجامعة، وقد أتت بطلب من الرئيس اليمني “هادي منصور”، وهكذا ينضم السودان إلى حلف من عشر دول عربية فضلاً عن حكومات أخرى تساند التحرك من خارج المنطقة، فضلاً عن دول أخرى تنتظر اكتمال إجراءاتها القانونية لإجازة فعل مماثل، وقطعاً فإن دوافع الخرطوم للانخراط في العملية موضوعية ومتفهمة تمتد من الحرص على استقرار الدول العربية إلى حزمة تقديرات سياسية وأمنية، جعلت القرار قيد الإجراء الفوري. وإن كان لفت نظري فيه أن إعلان الموافقة بالمشاركة أتى من وزارة الدفاع وشدد على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين السعودية والسودان، ومسؤولية السودان في حماية أرض الحرمين الشريفين، وحماية الدين والعقيدة، ليؤكد مشاركته لتبقى المملكة آمنة مستقرة بلداً حراماً تأوي إليه الأفئدة والأبدان.
المهم في الأمر الآن أن هذا التطور على صعيد التعاون العربي في شأن ضبط التفلتات المهددة لاستقرار الدول والشعوب كانوا حوثيين أو غيرهم، يجب أن تؤسس لواقع جديد يسهم في محاصرة بؤرة الفوضى، ولئن كان التمدد الحوثي وغيره يهدد أمن دول الخليج وبعض الحكومات والأمم، فالسودان قد ابتلي بتمردات لا تقل خطورة عن تلك المهددات على الأمن الداخلي أو الأمن الإقليمي بالجملة، فهناك متمردو دارفور الذين امتد شرهم إلى ليبيا وجنوب السودان وكذا الحال لمتمردي قطاع الشمال، وغيرهم من الجماعات والفرق المسلحة الحاملة لشرور التدمير والقتل وأعمال العنف.
المهددات لا تتجزأ والتمرد الحوثي الذي بدأ صغيراً فإنه تمدد حتى صار أزمة إقليمية، وبذات القدر يجب محاصرة وضرب أي تمرد مماثل في أي بقعة وذلك بمحاصرة ظواهر الخروج عن الشرعيات الوطنية والتبجح بذلك على نحو ما يفعل المتمرد “عبد العزيز الحلو” في تسجيل متداول الآن على الوسائط الإعلامية يتوعد فيه بتخريب الانتخابات وهو يخاطب مفرزة من الجند المتمردين قبل تحركهم لحرق وقتل الأبرياء في كالوقي وغيرها. وعليه فليشارك السودان في الحرب ضد الحوثيين، طالما أن القرار السياسي والأمني قد أقر ذلك فلا بأس، ولكن بالمقابل على ذات الجامعة العربية الحرص على الإقرار بأن بلادنا تواجه كذلك خروجاً على الشرعية من بعض الفصائل يتوجب ردعهم.
لا نحتاج إلى تدخل خارجي أو عون جهة فقط كل ما هو مطلوب أن تساند تلك الحكومات والجامعة الخرطوم في دعم وإسناد مواقفها السياسية الداعمة للحوار والسلام، فما أضر بالقضية السودانية إلا حصول المتمردين على دعومات كثيرة من جهات متعددة. وصحيح أن هذا يحدث من دوائر غربية وليست عربية ولكن اعتقد أن تلك الدوائر يمكن الوصول إليها عبر أكثر من محطة عربية نشاركها الآن الخنادق وحمل البنادق.
عموماً نسأل الله السلام في كل المنطقة وأن يطفئ هذه النار ويهدي الجميع.