"الميرغني" ذبح الحزب أم جذر القيادات؟
عز الدين عمر مصطفى
تحت الترويسة التي تصلح تماماً (مسرحية كوميدية)، كتب المستشار بجريدة (المجهر السياسي) الغراء الأستاذ العظيم “يوسف عبد المنان” الابن البار (لكردفان الكبرى) (صُرة) البلاد ومصدر عزها وفخرها وملاذها عندما تدلهم الكروب، لقد امتاز على ذاته وبر كل الإعلاميين بالمناشط المقروءة والمسموعة، فشكراً نبيلاً لك أيها (الغرباوي) النبيل لأن كل سطورك وحروفك قد كانت قذائف وحمم غضبى وحارقة وتعلن لأهل بلادنا هوان بساط السياسة عندما تطأهم أقدام القداسة، حيث كان قلمك متفاعلاً ومنفعلاً بالأحداث المروعة والتي تشهدها (دار أبي جلابية) من عملية سحل وإبادة بالجملة لكل الرموز الاتحادية والتي ظلت تتعاطف مع (آل البيت الميرغني) رغم مناشدتنا لها بأن تنفض أياديها لأن أولئك القوم إنما يخططون لعودة (حزب الشعب الديمقراطي) المقبور، وأن القيادة الطائفية تؤمن بسيطرة (البيت الختمي العظيم) على مقاليد حزبكم خاصة بعد رحيل العظماء “الأزهري” و”الهندي” البطل.
أقول لقد علق الأستاذ “عبد المنان” على تلك (المذبحة السياسية الكبرى) بحروف دامية وصرخة مدوية لإسماع كل الدنيا والتي صارت بفضل التقدم التكنولوجي قرية واحدة، قال الإعلامي المقتدر حتى صرخت الحروف ودمعت السطور “استل “محمد الحسن الميرغني” المفوض من والده مالك الحزب وسيده ووريثه الشرعي والده محمد عثمان الميرغني رضي الله عنه وعن تابعيه بإحسان أو بغير إحسان إلى يوم يبعثون – استل سكينه من ذراعه اليسرى ووضع الحزب على جانبه الأيمن وقرر ذبحه من الوريد إلى الوريد والقضاء عليه ليرتاح السيد “الميرغني” من تفلت المتفلتين ومعارضة الشائنين وسوء تقدير القيادات التي (قلت أدبها) على الحزب وزعيمه الروحي”.. انتهى.
ولو جاز لي حق التعقيب على هذه (المرثية) الفخيمة لأقول للابن “عبد المنان” (لا فضّ فوك) ولا شلت يمينك وليبقى قلمك مدافعاً عن الغافلين والحالمين والذين ارتضوا لأنفسهم أن يصيروا (أضحوكة وملهاة) لصبيان حديثي عهد بالسياسة، يتعاملون بها تعامل القرون الأولى.
إنني أساساً لم أكن تواقاً للتعليق على مثل ذلك (الحدث الفظيع)..لأنني كنت أتوقعه منذ أن ارتحل “الشريف حسين” فارس الحزب والبطل القومي الذي لم يبايع ولم يسالم ولم (يهادن) ولم يدبج مقالات (التبريك والتهاني) لكل الانقلابيين منذ (نوفمبر) مروراً (بمايو) وقبل أن تجئ الإنقاذ والتي كنا نظنها قد جاءت (لضرب) كل مرتكزات (الخنوع) و(الخضوع) و(الارتداد)، ولكن خاب رجاؤنا فيها بعد أن علمنا تماماً بأنها تنحاز لكل (معوق) و(محطم) و(حاقد) على مبادئ وعظمة (الحركة الاتحادية) والتي قامت من أجل أن تكون هي (الصخرة) التي تنكسر دونها كل قرون (العملاء والأجراء)، ولكن عزاءنا الأوحد والذي يفرحنا كثيراً هو أن (ابن الأكرمين) سيدي ومولاي “محمد الحسن الميرغني” قد أراد لوحده أو بإيعاز من والده العظيم العودة والحنين (لبعث) حزب الشعب الديمقراطي الجناح السياسي (لطائفة الختمية)، ولا نُريد أن نعقب كثيراً لأن المراغنة (أحرار) فيما يفعلون بشؤون ممتلكات وموروثات البيت “الميرغني العظيم”، ولكن الذي يُعذبنا كثيراً هو انحياز (الإنقاذ الثورة) والتي كنا نظنها قد جاءت لحماية الفعل السياسي والوطني ضد كل مرتكزات (الرجعية) و(الخنوع)، وأن بيان اتفاق (الإنقاذ) مع ابن “السيد الميرغني” لا يخيفنا ولا يعني كل (قواعد الحزب الاتحادي العظيم) والتي تقف اليوم وبكرة من أجل عودة ذلك الحزب العظيم، والذي صنع التحرير ورفع للبلاد علماً، أو حقق (السودنة والجلاء) وأعلن الاستقلال من داخل البرلمان، ولكن الطائفية السياسية وكوريث شرعي للاستعمار الثنائي قد كانت هي المكلفة بخنق الحرية ووأد الديمقراطية وتعطيل حركة (التعمير)، قد كانت هي الخميرة والتي تكفلت بإسقاط حكومة التحرير وقيام حكومة السيدين الجليلين والتي قامت بدورها بتسليم السلطة للحكومة، وأن المطلوب من (الإخوة المفصولين) ألا يكابروا ويعلنون البقاء داخل (حظيرة الاتحادي الديمقراطي) والذي يطلقون عليه كلمة (اتحادي) و(ديمقراطي) و(أصل) كدعاية (لماركات تجارية)، فالأرحم والأسلم لهم أن يتجمعوا مع إخوتهم (الاتحاديين) والذين يمثلون أكثر من (70%) من الشعب السوداني داخل الوطن العريض، ولأن حزبنا قد (جاء ليبقى)، وليحقق (إعادة البلاد موحدة) خالية من مبررات الانفصال والانقسام و(الانهزام)، وحتى يكون كل أهل بلادنا (حماة) لهذا الحزب والذي ولد ليكون لكل أهل بلادنا بلا (شللية) وبلا (طائفية) وبلا (جهوية) ولا (عنصرية)، فالسودان في لوائحنا ودستور حزبنا هو الحزب مصغراً وأن حزبنا العظيم هو السودان مكبراً.
شكراً كثيراً لكل (الأقلام النبيلة) التي وقفت تدافع وتنافح ضد محاولات (قتل الديمقراطية) و(وأد الحريات السياسية) داخل القطر السوداني العظيم والذي علم الدنيا كل مفردات التحرير والتحرير من قيود (الإذلال والاستعباد)، وتحياتي وعظيم تقديري لكل من استنكر ذلك التصرف المشين والذي لا يشبه بيت الأشراف.