المشهد السياسى
جامعة السودان وهي تخرِّج وتجيز وتمنح
موسى يعقوب
في العامين المنصرمين (2013 و2014) رفدت جامعة السودان البلاد بعدد كبير من التخصصات الأكاديمية والمعرفية المختلفة التي عرفت بها ويضاف إليها مردود جامعتها المفتوحة والتي ربما كانت الأولى من نوعها في السودان.
احتفال التخريج الكبير مساء الخميس 19 مارس في موقع الجامعة الرياضي الواسع المتميز بشارع 61 الخرطوم لم يقتصر على ذلك وإنما شمل درجات الدكتوراة الفخرية الـHonorary Doctorates التي منحها مجلس الجامعة بعد تقديرات ومراجعات لعدد من الشخصيات الوطنية التي لها ذكرها في مجالات مختلفة.. فكانت خطابات السيد مدير الجامعة ورئيس مجلسها الدكتور “عوض الجاز” وأخيراً البروفيسور “سمية أبو كشوة” وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد شكلت إضاءات كبيرة في ما سلفت الإشارة إليه.
على أن من شهد المناسبة يومها (هكذا) بلا دعوة رسمية أو سابق ترتيب من أمثالنا من أهل الصحافة والقلم لابد أن يكون قد جذب فكره وقلمه تلك الليلة أن شهادة الدكتوراة الفخرية كانت قد منحت لأربعة من الرموز التي لها عطاؤها – كما قال الدكتور “الجاز” في:
– الصناعات الهندسية العسكرية وقد كان المقصود هنا السيد وزير الدفاع الفريق (مهندس) عبد الرحيم محمد حسين.
– وفي المحاسبة والتمويل – وكان المعني السيد علي عمر إبراهيم مدير عام بنك فيصل الإسلامي السوداني.
أما الثالث والرابع فقد كانا السيد/ طه علي البشير الأكثر شهرة في مجال الرياضة علماً بأنه رجل اقتصاد ومال وسياسة وإدارة أعمال.. والسيد/ كمال إبراهيم رجل التخصص والاهتمام الزراعي الغابي، فأربعتهم الذين وقع عليهم الاختيار ومنحوا دكتوراة الشرف، كانوا أهلها ويستحقونها بحق.
وعلى سبيل المثال – الفريق مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” وزير الداخلية من قبل والدفاع القومي الآن هو أحد خريجي جامعة السودان – في طورها الأول. وهو الذي نهض بالصناعة العسكرية وطوّر القوات المسلحة السودانية لتصل إلى ما وصلت إليه الآن من صناعة وصيانة للطائرات والطائرات الخفية وبدون طيار، حيث شارك السودان مؤخراً في معرض دبي للطائرات والسلاح الحربي وكانت محل تقدير واحترام لدى من شاركوا في المعرض أو زاروه ووقفوا على معروضاته.
وليست الصناعة وحدها بطبيعة الحال وإنما الإعلام والإدارة ورفع القدرات والإمكانات والمعينات التقانية وكلها لم يكن عهد الفريق (مهندس) عبد الرحيم محمد حسين مسبوقاً إليها. ومن ثم كان قرار منحه الدكتوراة الشرفية أو الفخرية من مجلس أساتذة جامعة السودان في محله وصادف أهله، فالرجل – كما قلنا – كان وزيراً للداخلية وطوّر الشرطة وكان وزيراً لرئاسة الجمهورية ولم يقصر – حفظه الله.
أما الرجل الثاني الذي لم نكن بعيدين عن عطائه وأدائه السيد/ علي عمر إبراهيم فرح مدير بنك فيصل الإسلامي السوداني، فقد شاءت الصدف أن يكون قد هرع إلى حفل جامعة السودان المذكور بعد أن كان قد نعم بإجازة الجمعية العمومية لمساهمي البنك تقرير الأداء السنوي للبنك عن العام 2014 وقد كان الأداء فيه – شأن سنوات مضت محل رضا وقبول بل تميز.
فالسيد “علي عمر” منح الدكتوراة الفخرية اعترافاً بدوره في المحاسبة والتمويل هو الرجل عهد بنك فيصل الإسلامي، في عهده شهد طفرة في التقنية والخدمات وتمويل المشروعات وتحقيق مصالح المساهمين والمودعين والعاملين الذين نعموا بالرضا الوظيفي وحسن بيئة العمل.. وقد شهدت بذلك منظمات (الآيزو) والإصدارات العالمية المالية المتخصصة التي اعترفت للبنك بطفراته وتميزاته على الصعيدين الإقليمي والدولي وبالضرورة المحلي.
وما يرجع إليه في هذا الخصوص كثير وأشهره كتاب (مسيرة الريادة أو – عشر سنوات من التميز (2004-2014) الذي طبع مؤخراً وتم توزيعه على السادة المساهمين في الجمعية السنوية الأخيرة أو الـ36.
وفي خاتمة هذا (المشهد السياسي) أو العمود حقيقة نشكر لجامعة السودان أنها رفدت الوطن كما قلنا بأعداد كبيرة من حملة البكالوريوس والدكتوراة، وأضافت إليهم نخبة ممن أعطوا ومنحوا الدكتوراة الشرفية وفاءً وعرفاناً بما أنجزوا وأدوا.. علاوة على علمهم.
والشكر موصول – يقيناً – إلى من ذكرنا وهم أهل لذلك.