الحسن الميرغني.. التعامل بمنهج سوق (التشاشة)!
بقلم – عادل عبده
عقلية سوق البصل في أماكن البيع والشراء مبنية على التسطيح وانعدام الإتقان وغياب المنطق والحجة في العرض والتسويق، وهو منهج الدعاية المفضوحة والترويج الكسيح الذي لا ينطلي على المشتري وهو يسمع إشارات المدح على أكوام البصل المضروب في ثنايا الصياح العالي، فلا يقبل على البضاعة التالفة ويذهب بعيداً عن تلك الأجواء المهزوزة وهو يضحك على ذلك المنهج.
يحاول “الحسن الميرغني” من خلال دخوله العملية الانتخابية والمشاركة في الحكومة المقبلة تطبيق منهج سوق (التشاشة) مع الاتحاديين المخالفين لمنهجه، فقد وصفهم بـ(الدواعش) في الأيام الفائتة في حين أن التوصيف الصحيح ينطبق عليه لفظاً ومعنى، فهو يمارس الشطط والإجراءات الغليظة مثلهم، علاوة على ذلك فقد دخل “الحسن” في مستودع العزلة والفيتو الواسع كما حال (الدواعش)، وبذلك جاء وصفه على هؤلاء بلا إتقان وحرفية.
وفي مشهد آخر حاول “الحسن” الاستعانة بكاتب صحفي لصيق الصلة بالقصر جاء بناءً على ترتيبات معلومة لتحسين صورته وتجميل تحركاته، فجاءت المحصلة على غير ما يشتهي الرجل، بل ظهر المردود على ضفة “الحسن” في قول الشاعر (يقضي على المرء في أيام محنته.. أن يرى حسناً ما ليس بالحسن)، ومن هذا يبرز السؤال المنطقي هل يتعامل “الحسن” بمنطق سوق (التشاشة) في خطواته السياسية؟ الإجابة الواضحة.. في تركيبة المرايا الداخلية للسيد “الحسن” أنه شخصية عنيدة لا تعرف التراجع عن القرارات والخطوات التي يصدرها، لذلك ظل الرجل يتمسك بذلك المنهج لتبرير المواقف والسياسات التي يؤمن بها حتى لو ارتكزت على الحجج الواهية والبلاغات التي تمشي على ساق واحدة.!! فهو الآن يشترط تدخل والده حول عودة المفصولين من الحزب ثم يقول بأن لجنة “أسامة حسون” قد أصابت في قرار فصلهم لأنهم خالفوا لوائح الحزب ورفضوا الترشيح في بعض الدوائر.. فالواضح أن “البخاري الجعلي” و”طه علي البشير” و”علي السيد” و”بابكر عبد الرحمن” و”أبو سن الدابي” و”حيدر قدور” وبقية الكوكبة قد تم فصلهم (بالعقلية العشوائية).. ومثل ما تعرض فرش (التشاشة) في السوق بلا جماليات ولا إتقان، فإن مبررات فصل الـ(18) قيادياً من الاتحادي الأصل جاءت على لسان “الحسن” بلا حرفية وجماليات مثل فرش (التشاشة).. بل هو منطق لا ينطلي على حفيدة الدكتور “علي السيد”!! فهل يعقل أن هؤلاء الرموز يمكن أن يأتي فصلهم من بعض الراكبين على ضهر الأسد ولا يعرف إذا كانوا مستشارين سياسيين أو رجالاً من البلاط.. طاشت رميتك يا مولانا “الحسن”.. فالفصل السياسي لا يتم بهذا الشكل المضحك والمبكي معاً.. تصوروا أن الرجل يرى أن عودة المفصولين يجب أن تتم عن طريق والده السيد “محمد عثمان الميرغني”.. إنه منطق لم يدرس التأويل والأبعاد الناتجة عن هذا الشأن!!
تعالوا ندخل إلى عالم الدعاية الانتخابية وتدشين حملات الاقتراع لمرشحي (الاتحادي الأصل) في الانتخابات المقبلة.. يقول “الحسن” إن المؤتمر الوطني لم يتنازل لحزبه في بعض الدوائر وإن تنازل الحكم الحاكم عن أي دائرة يعني فشله في الفوز بها.
ربما تكون هذه الإشارات مرسلة إلى الجمهور السوداني في القطب الجنوبي إذا كانوا موجودين هنالك.
في الأيام الفائتة دشن مرشح (الاتحادي الأصل)
أزهري وداعة الله” حملته الانتخابية في الدائرة (30) بمنطقة (جبرة) ولم يكن هنالك حسب السيناريو مرشح منافس للمؤتمر الوطني بالدائرة!!
هل يعلم السيد “الحسن الميرغني” أن الاتحاديين هم أذكى شريحة سياسية في السودان، وأن من فرط دهائهم الشديد وعبقريتهم الفذة يسلخون الناموسة!!