(المجهر) ترصد الأجواء من داخل المدارس بالخرطوم وشمال كردفان
في اليوم الأول لامتحانات الشهادة السودانية
تباين الآراء حول مادة اليوم الأول تفاؤل في مدراس أم درمان وهدوء في الأبيض
مدارس بحري .. عفواً ممنوع الاقتراب والتصوير
تقرير : محمد جمال قندول ـــ نهلة مسلم
الأبيض – آدم عبد الرحيم
سالت الأحبار ورفعت الأيدي إلى السماء طلباً للنجاح، وتوحد الزمن في كل ولايات السودان على وقع انطلاق امتحانات الشهادة السودانية التي يجلس لها نحو (458) ألفاً و(566) طالباً وطالبة.
وعاش الطلاب على وقع التوتر قبل الدخول لأجواء الامتحانات، ولكن يبدو بأن الحبر الذي سال على ورق الامتحانات خفف من وطأة التوتر لدى الغالبية منهم بينما تجلت حالات من الإحباط عقب أول امتحان.
(المجهر) رصدت تفاصيل اليوم الأول لامتحان الشهادة السودانية ونقلت أحداثه
أجواء رضا وقبول
بداية جولتنا كانت بأم درمان بمنطقة دار السلام أمبدة، ووسط أجواء اتسمت بالهدوء خرج الطلاب من مقاعد الامتحانات ورسمو لوحة من الرضا وهم يتسامرون على ما ورد في مكتوبات خلفوها وراءهم. والتقينا الطالب “مزمل موسى” من مدرسة دارسلام القديمة والذي عبر عن سعادته. وأوضح أن مادة التربية الإسلامية كانت سهلة ولا توجد أي صعوبة فيها، مؤكداً استفادته من حصص التركيز التي كانت بمثابة جرعات لتقوية المعلومة.
بينما أمن الطالب “أحمد عباس” على رأي زميله السابق وأكد أن الأجواء كانت مواتية تماماً إضافة إلى المراقبة طيبة.
على الجانب الرسمي تحدث إلينا مدير مدرسة دار السلام القديمة بنين الأستاذ “مبارك محمد أحمد” الذي قال إن عملية الامتحان تسير بصورة هادئة، مشيراً إلى أن الاسئلة لم تخرج من صميم المقرر. وأضاف أن المدرسة اهتمت بالمستلزمات الضرورية كافة، شاكياً في الوقت ذاته من عدم وجود خدمة التيار الكهربائي بالمدرسة الشيء الذي خصم من البيئة المدرسية في ظروف مهمة كامتحانات الشهادة.
(المجهر) لم تكتف بمدرسة واحدة حيث قصدت مدرسة (المجد الثانوية بنات) بدار السلام والتقت بالأستاذ “محمد أحمد نور” الذي أوضح أن المدرسة قامت بدورها الكامل تجاه الطلبة بتوفير الخدمات الأساسية التي تساعدهم في هذه الايام المهمة، مشيراً إلى أن مادة التربية الإسلامية كان فاتحة خير عليهم واضاف في حديثه لــ(المجهر) بأنه حتى الآن لا توجد أي مشاكل أو معوقات تعتري سير الامتحانات. واسترسل قائلاً: (الحمد لله المركز هادي والطلاب جاهزين من ناحية نفسية وأمنية، بالإضافة إلى اكتمال عدد الحضور بعدد يقدر بــ(270) طالبة.
ورغم الاجهاد لتسري عملية الامتحان بصورة طيبة ومن داخل غرفة الكنترول بمدرسة المجد لم تبخل علينا الاستاذة رقية “إسماعيل” والتي عبرت عن سعادتها بسير العمل والإشراف على الامتحانات بصورة طيبة جداً.
ومن جانب الطلاب تحدثت إلينا من نفس المدرسة الطالبة “هبة الله دوواد” وعضت على صعوبة بعض الاسئلة بالامتحان ولكنها تتفاءل خيراً ببقية الامتحانات القادمة بأن يكون خيراً على الطلاب.
وفي دار السلام بأم درمان كانت لنا وقفة بمدرسة (قنبور الثانوية بنين) والتقينا بالطالب “عبد الرحمن إبراهيم” والي وصف بأن أول امتحان كان وسط وليس بإمكانه تحديد صعوبته أو مدى سهولته.
وأضاف بأنه وجد جدول للمذاكرة المبكرة لمعالجة المواد الأساسية وأن جدول الامتحانات مناسب والغابات مريحة.
وبمدرسة الجديدة بنين بدار السلام تحدث إلينا الطالب “أحمد عباس” والذي قال إنه كان متخوفاً من الامتحان الأول ولكن بعد دخول قاعة الامتحان تلاشي الخوف. وأضاف قائلاً: (الحمد لله الامتحان كان طيباً وتلاشت كل الهواجس التي كانت تصاحبني قبل الامتحان).
بحري.. الصمت سيد الموقف
وعلى الجانب الآخر من العاصمة وفي مدينة بحري كانت بداية جولتنا بمدرسة الشيخ “حمد” الثانوية بنات بحلة حمد، ثم صمت يخيم على المكان، اقتربنا رويدا رويدا لعلنا نلتقي الطلاب، ولكننا اصطدمنا بإدارة المدرسة والتي رفضت الإفصاح عن أي معلومة دون الرجوع إلى مكتب التعليم العام، ثم دلفنا إلى مركز آخر بشارع المدارس ببحري ونفس التعنت ثم مدرسة ثالثة والصمت سيد الموقف.
وحينها بادرنا بمراقبة الشارع فثم سيدة على ما يبدو تحمل إحدى الطالبات وعلى وجه السرعة ملامحها تشير إلى انهيار كامل لنفسيتها قد يمكن من صعوبة الامتحان أو وعكة صحية طارئة ألمت بها داخل حجرة الامتحان .
وعلى الجانب الآخر من الشارع تستعد الطالبات المسيحيات للدخول منتظرات فراغ الطلاب من مادة التربية الإسلامية وأبدين الاستعداد الكامل للامتحان.
وفي ضفة أخري ولي أمر التقيناه عرفنا بأنه “عبد الرحمن محمد” ينتظر ابنته “لجين” والتي جلست للامتحان وعبر عن تخوفه نظراً للارتباك الذي صاحب ابنته ولكنه يتفاءل خيراً بأن يتلاشى كل شيء على عتبة باب أول امتحان.
وبعد قرابة الساعة بجولتنا ببحري خرج الطلاب بشارع المدارس العريق ثمة وجوه ضاحكة مستبشرة وأخرى معكرة وما بين التفاؤل والإحباط لا يعترف بنتائج الامتحان إلا يوم النتيجة.
الطالب “زيد علي” قال لـــ(المجهر) إن الامتحان ساهل جداً مقارنة باستعداده حيث ركز على الحصص التركيزية قبل الامتحان.
لا يتفق مع “زيد” الطالب “رامي أحمد”الذي عبر لـــ(المجهر) عن خيبة أمله من الامتحان الأول وعسى ولعل أن يستفيد من قادم المواعيد بالامتحانات.
الطالبة “ريم حسين” عبرت عن رضاها بالامتحان والترتيبات وأشادت بالمراقبة الطيبة. وقالت إن الامتحان جيد مقارنة بخوفها المسبق منه.
هدوء في شمال كردفان ..
وفي ولاية شمال كردفان أكد الأستاذ “الأمين البشير أحمد” مدير عام وزارة التربية أن عدد الطلاب الجالسين لامتحان الشهادة السودانية لهذا العام بلغ (19.244) طالباً وطالبة من بينهم (9493) من البنين و(9751) من البنات موزعين على (151) مركز على كافة محليات الولاية، مشيراً إلى أن نسبة المساق العام بلغ (30%) و(70%) للمساق الأدبي، مؤكداً أن الجالسين للمساق الفني بلغ (701)، ويشمل ذلك الجانب الصناعي والتجاري، مشيراً إلى أن هنالك زيادة ملحوظة في المساق العلمي وتقلص في المساق الأدبي وهذا يدل على أن هناك تطوراً ملحوظاً في الجانب التعليمي بالولاية. وأكد “علي” أن هناك زيادة في عدد الطلاب الجالسين لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عدد الطلاب في العام الماضي (17.474) وهذا العام (19.244)، مؤكداً على توفر الاحتياجات كافة، ولم توجد مشاكل في الجوانب الخدمية المتمثلة في توفير المياه والكهرباء، مشيراً إلى استتباب الأمن والهدوء في كافة أرجاء الولاية. من جانبه أشار الأستاذ “عثمان بقادي” مدير عام التربية والتعليم بولاية جنوب كردفان إلى أن عدد الطلاب الجالسين لهذا العام بلغ (9.453) موزعين على عدد (102) مركز من بينهم (2) مركز للمجاهدين، حيث بلغ عدد الجالسين من البنين (5.21) ومن البنات (44.32) حيث بلغ الجالسين في المساق العلمى (2.252) والمساق الأدبي (7105) والمتبقي للتعليم الفني، مؤكداً أن الامتحانات بدأت بصورة هادئة وممتازة حتى مدينة كالوقي، مشيراً إلى أن الغياب الذي ظهر هو غياب طبيعي ليس إلا، مشيراً إلى هدوء الأحوال الأمنية بأرجاء الولاية كافة الذي شاركت فيه كل الجهات الأمنية والقوات النظامية من قوات مسلحة وشرطة وأمن بأكثر من ألف ضابط وضابط صف. كما أشار إلى أن الأخوة بالقوات المسلحة قد ساهموا لحل كل إشكال طارئ، مؤكداً أن المراكز التي تحتاج إلى تغذية تسير بصورة ممتازة وذلك بعد وصول الدعم من وزارة التربية الاتحادية. أما في الجانب الصحي أكد الأستاذ “بقادي” أنه يسير بصورة ممتازة بتغطية كل المراكز بمساهمة من وزارة الصحة والهلال الأحمر، مشيراً إلى إستقرار المياه والكهرباء برئاسة الولاية وفي ختام حديثه قال: (لو توقعنا حدوث أي طارئ يعتبر حالة طبيعية وكل الاحتياجات متوفر لحل كل طارئ).
كما أكد الأستاذ “محمود الدود كريفان” مدير المرحلة الثانوية بولاية غرب كردفان أن عدد الطلاب الجالسين لإمتحان الشهادة السودانية لهذا العام في جميع التخصصات بلغ (14.364) طالباً وطالبة موزعين على (141) مركزاً في كل أرجاء الولاية، مؤكداً على توفر الاحتياجات كافة من حكومة الولاية واستتباب الأمن في كل أرجاء الولاية، ولا توجد إشكالات تواجه سير الامتحانات بولاية غرب كردفان.