شهادتي لله

" البشير " في شرم الشيخ.. عين السوء !!

في زمن (الواتس) و(اليوتيوب) لا يجدي نفي الأحداث والوقائع دون تبريرات قوية تقف على ساقين.. النفي بلغة (هذا كذب وافتراء) لا ينفع، بل لا يناسب عصر الفضاءات المفتوحة والبث المباشر بمئات الكاميرات المتوثبة !!
ولو أن صديقنا الدبلوماسي المميز سفيرنا في القاهرة “عبد المحمود عبد الحليم” اكتفى بما أوردته عنه (المجهر) في نفيه لواقعة مغادرة وفدي أمير الكويت ونائب رئيس دولة الإمارات أثناء مخاطبة الرئيس “البشير”  لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بمدينة “شرم الشيخ” يوم (الجمعة) الفائت، لو أنه اكتفى بقوله إن الرجلين غادرا قاعة المؤتمر متوجهين للمطار، لكان ذلك مخرصاً للذين (يحومون) في أزقة (النت) بحثاً عن مثل هذه الترهات ليسيئوا بها لبلدهم وشعبهم قبل رئيسهم!!
فالحقيقة أن الشيخ “صباح الأحمد” والشيخ “محمد بن راشد” غادرا القاعة بعد لحظات من صعود الرئيس “البشير” لمنصة المؤتمر، وقد يكون ذلك أمراً خاصاً بهما ولا علاقة له بموقف سياسي، لأن أمير الكويت بدا متأثراً بتوعك صحي وكان واضحاً في كلمته التي تلاها بصعوبة، ثم في مشيته أثناء المغادرة ما اضطر الشيخ “محمد بن راشد” أن يمسك بيده دالاً إياه على طريق الخروج، كما رأيت بأم عيني في الفيديو !!
ولهذا فإن ما ابتسرته بعض الصحف من تصريح السفير “عبد المحمود” هو الأهم، وفيه قال إن الشيخين غادرا للمطار. في هذه المواقف التبرير بالمعلومات هو المطلوب، وليس النفي والتكذيب لأساس الواقعة.
لكن الأهم أن ما جرى لا يمثل (موقف خليجي) كما أراد البعض تصويره شوقاً لهكذا مواقف، والدليل أن ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير “مقرن بن عبد العزيز” – وهي (مفتاح) المواقف الخليجية – كان موجوداً بل رصدته الكاميرات وهو يتابع بانتباه كلمة “البشير”، فضلاً عن ملك البحرين وملوك ورؤساء آخرين.
وبأمانة كانت كلمة “البشير” مختصرة وبسيطة ومباشرة، فنالت استحساناً وعدة فواصل من التصفيق الحار، دون حاجة إلى أن يدفع (4) مليارات  دولار!!
إن الذين يركزون على مثل (المقاطع) المراسمية والبرتوكولية ويأخذون منها ما يناسب منطلقاتهم السياسية، يخطئون ويغادرون مربع الموضوعية بابتذال؛ لأن هذه (الجزئيات) الصغيرة ليست مؤشراً  ودليلاً دامغاً على قوة أو ضعف العلاقات الدبلوماسية بين الدول، فالرؤساء الأوربيون – مثلاً – لا يستقبلون ضيوفهم من الرؤساء الزائرين في المطار، بل على عتبات بوابة القصر الرئاسي (الداخلية) سواء كان “الإليزيه” أو غيره !!
وفي مطار شرم الشيخ استقبل الرئيس “السيسي” أخاه الرئيس “البشير”، بينما استقبل رئيس الوزراء المصري “إبراهيم محلب” أمير الكويت الذي تم تجليسه لاحقاً يمين “السيسي” في المؤتمر، فلماذا لم يعلق المغرضون على هذا المشهد، وملأوا الشبكة ضجيجاً عندما استقبل “منصور بن زايد” الرئيس “البشير” في أبوظبي؟!! هل قصد الرئيس المصري التشاغل عن أمير الكويت الذي جاء متكبداً مشاق السفر ودفع (4) مليارات دولار؟!!!
مؤكد لا.. ولكنها ترتيبات مراسمية تتدخل فيها عوامل خاصة وعامة، وظروف قاهرة غير مرئية للجميع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية