حوارات

الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي في حوار الصراحة مع (المجهر السياسي)

هذه المذكرة (لقيط) لا أصل لها ولا شرعية.. ومن كتبها لا يملك الشجاعة ليكتب عليها اسمه!
نحن الآن لا نقول (الكذاب وصلو الباب).. لكننا نقول سنظل نطرق على باب الحوار!
نعم.. ليس هناك ما يمنع أن نلتقي حملة السلاح وننسق معهم في الإطار السياسي.. ولكن..!!
لو كانت المعارضة استجابت منذ أول يوم لكنا اليوم حسمنا موضوع الحوار!!
حوار – سوسن يس
{ دكتور “كمال”.. ما هي حكاية المذكرة المناهضة التي طالبت بإنهاء تفويض شيخ “حسن”؟
– والله شوفي.. نحن اندهشنا من الكلام حول هذه المذكرة.. لأن النظام داخل المؤتمر الشعبي والبرنامج الأساسي للحزب يكفل لكل من ينتمي إلى المؤتمر الشعبي أن يعبر عن رأيه داخل منظومات وأجهزة الحزب.. فالذي يحدث في داخل القوى السياسية الأخرى من مذكرات تصحيحية ومذكرات إصلاح يحدث لأن غالبية هذه القوى لا تتوفر لديها نظم تكفل لعضويتها ولقياداتها التعبير عن رأيهم، ولكن نحن في حزب المؤتمر الشعبي الحرية والشورى مكفولة عندنا بشكل أساسي.
وهذه المذكرة نحن عندما سألنا عنها وجدنا أن من كتبها لم يكتب اسمه حتى.. واتضح لنا أنها مذكرة منبتة (ما عندها أصل).. داخل الحزب لا توجد مذكرة، وربما قرأتم أن هناك مجموعة من الشباب انسلخت من الحزب.. هذا ليس صحيحاً، فليست هناك أية مجموعة انسلخت.. ولا يوجد أحد الآن ضائق ذرعاً بالموقف داخل الحزب.
{ ولا توجد صراعات داخل الحزب؟
– لا يوجد صراع داخل الحزب.. الحزب في حالة تناغم.
{ لكن هناك تيارات مختلفة داخله بالتأكيد؟
– (مافي حاجة اسمها تيارات داخل الحزب).. (نحن عندنا ناس يصرون على آرائهم داخل منظومة الحزب).. يعني قد تجدين مثلاً في واحد من القطاعات بالولايات بعض الأشخاص في بعض الأمانات غير راضين بالموقف تجاه الحوار.. لكن ليس هناك أحد كتب مذكرة أو أصدر بياناً أو (أخذ موقفاً سياسياً).. وذلك لأننا حزب سياسي قائم على أسس وعلى برنامج، وقائم على الشورى.. لذلك نحن نستغرب هذا الكلام الذي نسمعه هنا وهناك.. هذا كلام (ما عنده علاقة) أصلاً بالمؤتمر الشعبي.. والمؤتمر الشعبي كما قلت لك يعيش الآن استقراراً سياسياً كبيراً.
{ كيف وصلت إليكم هذه المذكرة؟
– أنا قلت لك نحن لم نتسلم مذكرة.. (ما شفناها إلا في الصحف).. هذه المذكرة (شفتها أنا في الجريدة)، وعندما سألت (ناس الجريدة) عن صاحبها ومن هي المجموعة الموقعة عليها لم أجد أحداً.. أنا أقول لك شيئاً.. (هذه المذكرة لقيط، ما عندها أصل ولا عندها شرعية).. ومن كتبها شخص ما عنده الشجاعة ليكتب اسمه عليها.. نحن لا توجد لدينا مذكرة داخل المؤتمر الشعبي.
{ هل حققتم في الأمر؟ ألم تتوصلوا إلى كاتبها؟
– لو كانت هناك واقعة حقيقية معترف بها كنا سنحقق حولها، لكن ليست هناك واقعة أصلاً.. هذا كلام كُتب في جريدة والجريدة نفسها عندما سألناها من الذي كتبه لم نجد أحداً.. لم يظهر أحد ليقول (والله المذكرة كتبتها أنا).
{ ربما يكون كتبها شخص من خارج حزب المؤتمر الشعبي؟
– نحن نتوقع أن يكون كتبها شخص من خارج الحزب.. (وممكن يكون عملها حزب عنده غيرة وحسد على موقف المؤتمر الشعبي).
هذه المذكرة لا قيمة لها عندي (وعندما يكون من كتبها لا يملك الشجاعة والأمانة أنا أفتكر حقو الناس ما يدوهو قيمة).
{ أنت أمس قلت لـ(المجهر السياسي) إن المذكرة كتبها بعض أصحاب النفوس المريضة وإنهم الآن خارج العمل السياسي.. هذا حديث يوحي بأنكم توصلتم إلى كاتبها أو كاتبيها؟
– والله شوفي.. نحن حاولنا نخمن.. يعني حديثنا جاء في إطار التخمين وفي إطار محاولة توصيف من كتبوا هذه المذكرة، لكن تحرياتنا أكدت أن هذه المذكرة (ما عندها سند).. وأن من أصدرها شخص واحد أو شخصان في غالب الأحوال.
{ دكتور.. في بداية انخراطكم في الحوار الوطني كنتم قد قلتم إنكم دخلتم الحوار من منطلق (الكذاب وصلو الباب).. هناك من يتساءل ألم تصلوا إلى الباب حتى الآن؟
– والله شوفي.. حتى لو صح أننا قلنا في مرحلة من المراحل (الكذاب وصلو الباب) وقتها كانت تقديرات المؤتمر الشعبي– ولا زالت تقديراتنا رغم العثرات التي تواجه الحوار- أن الحوار هو الحل الأمثل للخروج من أزمة البلد.. وتصرفات المعارضة الآن تؤكد هذا.. ونحن سنظل نطرق هذا الباب وسنستمر نطرقه بشكل أساسي وسنستنهض كل المعاني وكل الدفع لدينا حتى نقوي من وتيرة الحوار، لأنه اتضح لنا الآن بعد حوار برلين وكلام المجتمع الدولي أن هناك مخططات خارجية لنقل الحوار إلى الخارج، وهناك محاولة لإقامة منبر آخر موازٍ للمنبر الداخلي.. وهذا له خطورته.
وأنا هذه المرة لا أقول (الكذاب وصلو الباب)، لكن أقول إننا سنظل نطرق على هذا الباب- باب الحوار- حتى نصل لنهاية هذا الحوار، لأننا نعتقد أن هذا هو الحل الأمثل لأزمة البلد.
{ دكتور.. قبل عام ونصف العام فقط أنتم كنتم تقفون في نفس موقف الذين ذهبوا إلى برلين وكنتم تلاقون نفس الهجوم الذي يلاقونه الآن وكنتم تدفعون بنفس الحديث الذي يقولونه هم الآن.. أنت كنت تقول ما الذي يمنع أن نلتقي حملة السلاح لننسق معهم في إطار العمل السياسي؟ وهم الآن يقولون نفس الكلام الذي كنت تقوله؟
– وحتى الآن أنا أكرره مرة أخرى.. ليس هناك ما يمنع، لأننا نحن في المؤتمر الشعبي نلتقي بالحركات المسلحة لننسق معها تنسيقاً سياسياً.. لكن أي تنسيق سياسي أعني؟ أنا أعني تنسيقاً سياسياً في إطار حملة الحوار الكبيرة.. مشروع الحوار المطروح الآن.
{ كقوى سياسية أنا حرة لا أريد الدخول في هذا الحوار لأنني أرى أنه غير ذي جدوى.. ما الذي يجبرني على دخوله؟
– (نحن ما أجبرنا زول.. ما مشينا شلنا سلاح لشخص قلنا له تعال أدخل الحوار).. لكن من ناحية سياسية ومن ناحية فكرية نعتقد أن هذه المشاريع الأخرى التي نراها الآن لا تعود على الوطن بخير.. نحن قبل ذلك جربنا (نيفاشا).. (نيفاشا) ماذا فعلت؟ (نيفاشا) فصلت الجنوب.. (نيفاشا) أشعلت الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. (نيفاشا) خلقت حالة من الاحتقان السياسي.. (نيفاشا) أضرت بالمشروع الوطني كله.
{ (نيفاشا) فعلت كل ذلك لأنها كانت اتفاقية ثنائية.. القوى السياسية تقول إن تجربة (نيفاشا) هي التي تدفعها للإصرار على موقفها.. فيها تم إقصاؤكم جميعاً فلماذا تصرون الآن على إقصاء القوى السياسية وإعادة ذات السيناريو؟
– من الذي أقصى نفسه حتى الآن؟ هم أقصوا أنفسهم.. (نحن ما أقصيناهم).. نحن ومنذ انطلاق الحوار ظللنا ندعوهم له، وظللنا نتحدث مع الجبهة الثورية، وأرسلنا وفداً إلى الخارج التقى بالجبهة الثورية، وطلبنا في لجنة (7 + 7) أن نلتقي تحالف الإجماع الوطني، ودعوات الحوار منذ اليوم الأول خاطبت كل القوى السياسية ونحن أشرفنا على دعوات الحوار.. هذا حوار شامل في قضاياه الـ(6)، وحوار شامل في الحريات والحقوق الأساسية وفي وحدة البلد والسلام في الاقتصاد وفي كل القضايا.. الدعوة كانت شاملة وما زالت شاملة حتى الآن.
{ المهم.. هل هو حوار جاد؟ هل هناك جدية من طرف المؤتمر الوطني.. يبدو أنه ليست هناك جدية لأن الانتخابات الآن ستقام رغم أنها قضية من قضايا الحوار؟
– يا أختي “سوسن” أنا أقول لك.. هل هو جاد أم غير جاد أنت لا تحكمي على هذا ابتداءً…
{ (مقاطعة).. كيف ابتداءً؟ الآن مر على الحوار أكثر من عام…
– (مقاطعاً).. خليني أتم الكلام.. ثم أردف ممازحاً (إنت ذاتك مشيتي برلين ولا شنو؟).
اسمعي.. هذا الحوار صحيح تعثرت خطواته وهذا كان شيئاً متوقعاً بالنسبة لنا، لكن أريد أن أقول لك شيئاً: إذا كانت المعارضة استجابت لهذا الحوار منذ أول يوم، الآن كنا حسمنا هذا الحوار.. إما حوار حقيقي.. أو لا حوار حقيقي فكنا اتجهنا للعمل التعبوي لإسقاط النظام عبر الثورة الشعبية.. لكن نحن أمضينا سنة وشهرين نلاحق المعارضة.. ونقدم الدعوات.. والمعارضة (سنة وشهرين) ما استقرت إلى اليوم.. المعارضة المعترضة على الحوار سنة وشهرين ما استقرت على منهج واحد لتحل به أزمة البلد.. مرة تذهب إلى…. و(مرة تعمل إعلان باريس).. ومرة تذهب إلى أديس، ومرة إلى برلين.. ومرة…. (لفت كل عواصم العالم.. كل عواصم العالم المعارضة الآن لافاها في قضية كان ممكن نقعد هنا كلنا ونحسمها مع بعض).
{ المعارضة إذا قرأت هذا الكلام ستقول لكم: لو أنتم كنتم أظهرتم جدية منذ اليوم الأول لكنا الآن توصلنا إلى نتائج هذا الحوار (فما ممكن تدعوني لحوار وتقول لي ما في حاجة اسمها حكومة قومية أو انتقالية والانتخابات لازم تقوم).. هل هذه روح حوار؟
– طبعاً المشكلة الأساسية التي تواجهنا هي فهمنا لطبيعة الحوار.. مشكلة المعارضة هي أن لديها إشكالية في فهم ماهية الحوار.. ما هو الحوار؟ الحوار هو عملية نقاش لقضايا البلد.. (يعني ما ممكن تقول لي اليوم نعمل حكومة انتقالية ونلغي القوانين المقيدة للحريات ونعمل الدستور حتى نجئ ونحاورك).. (طيب ح تحاوروني في شنو؟! ما ياها دي هي قضايا الحوار!!).. محاولة وضع شروط مسبقة، هذا لا يكون حواراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية