رأي

نموذج "أروى الربيع" في اليوم العالمي للمرأة

بقلم – عادل عبده
المرأة عموماً في الدورة الحياتية لا يتدهور ألقها المتعاظم خلال المسيرة الإنسانية ولا يغيب إمساكها الواضح على خيوط الخلافة في الأرض، فالقيمة الذهبية في العنصر النسائي أكبر من كبسولة الشعارات والأوصاف العميقة التي تطلق على حدود وخصائص حواء التي لا تحصى ولا تعد!!
من عقل المرأة كان الرأي السديد، ومن عطف المرأة انبلج ضياء الحنان والمودة، ومن وجدان المرأة كان تفكيك المركبات الصماء، ومن تحت أقدام المرأة كان الطريق إلى الجنة!!
المرأة في أي زمان ومكان لها بصمة واحدة لا تختلف في كثير من الأوصاف والمعاني!! وبذلك فإن اليوم العالمي للمرأة الذي يمر في هذا التوقيت يمثل كتلة متجانسة من الزوايا والملامح.
في المسرح السوداني درجنا من خلال هذه المناسبة الفخيمة على تحية الرموز النسائية في بلادنا اللائي كان لهن دور كبير في حقبة الاستقلال وما بعده، وكنا نغلق النافذة حول الحديث عن الجيل المثالي الذي يقود الآن الحراك السياسي والاجتماعي بكل همة ومسؤولية.
بلا مجاملة وتدليس رأيت من حقي في ذكر اليوم العالمي للمرأة إضاءة المصابيح على بعض المواقف عن الأستاذة “أروى الربيع” الناشطة المعروفة في مجال المجتمع المدني والفنون والتكاليف العامة.. ولا يساورني أدنى شك في أن الحديث عن “أروى الربيع” يعدّ امتداداً طبيعياً للمساهمات الإيجابية للجيل النسائي الذي تنتمي إليه والمكون من الناشطات “مها الزين”، “صباح محمد آدم”، “ناهد جبر الله”، “مديحة عبد الله” والماجدات الأخريات.
نموذج “أروى الربيع” يتأطر خلال اليوم العالمي للمرأة في الهواء الطلق ليكون معبراً عن حواء السودانية التي تقتحم الصعاب وتصادم البلايا وتقهر الظلم، فقد تولت “أروى” قيادة مشروع مقاومة العنف ضد المرأة، فكانت ركيزة أساسية في (الميكانيزم) الذي صوب ضربات قوية على المخطط الرامي إلى تحقير المرأة واختزال دورها وتفردها في المجتمع.. فضلاً عن ذلك، ساهمت “أروى” في إزالة الصورة النمطية الكلاسيكية عن المرأة السودانية من خلال التنوير والحراك والانكباب المدروس، وبذات القدر يرى الكثيرون أن “أروى الربيع” تحمل إيقاعات جامعة للعديد من الألوان والتخصصات، فهي ناشطة اجتماعية وسياسية وقانونية وباحثة في التراث وأستاذة موسيقى وصاحبة تجربة ثرة في المجتمع المدني، وقد وظفت تلك المزايا والتخصصات في خدمة القضية المركزية للسودانيين.
ظلت “أروى الربيع” الشخصية اللامعة في مركز (الخاتم عدلان) الذي يقوده الدكتور العالم “الباقر العفيف”، وكانت شريكة في العديد من الإنجازات الباهرة والأعمال السحرية التي أحرزها المركز بشهادة الكثيرين على جميع الأصعدة.
الأستاذة “أروى” الناقدة الباحثة في مجال الموسيقى كانت تضع أفكارها على صيغة علمية شفافة، تتحول إلى وهج ساطع في الفضاءات الواسعة، وقد ظلت تحمل قدراً كبيراً من الشجاعة والصراحة والتعمق عندما تندلق من كنانتها الصور النقدية والملاحظات الذكية لتكون بلسماً شافياً وعلاجاً ناجعاً للطلاب والمتعطشين للعلم والمعرفة في مجال الفنون والموسيقى والآداب.. ومن يمن الطالع أن الأستاذة “أروى” متزوجة من الدكتور “كمال يوسف” صاحب التخصص في مجال الصوت والعالم في دنيا الفنون والموسيقى.
هكذا مرت علينا سانحة اليوم العالمي للمرأة.. حيث كنا جالسين على بستان الناشطة “أروى الربيع”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية