رأي

مجرد سؤال؟؟

رقية أبو شوك

ملاريا وخيمة وأخرى حبشية!!!

الملاريا هي الأخرى أصبحت تأتينا بمسميات مختلفة (وخيمة وحبشية) وملاريا حميدة كالورم الحميد وقد تأتي الخبيثة حمانا الله وإياكم من جميع أنواع الملاريات
وسواء أكانت حميدة أو خبيثة المهم في النهاية ملاريا.. والملاريا من الأمراض القاتلة إذا لم يتم علاجها بالصورة المطلوبة أو وصلت المعدلات العالية من الإصابة وذلك حسب معلوماتى الطبية المتواضعة.. يتم علاجها بالحقن الزيتية أو الراجمات أما الملاريا الحبشية التي ظهرت مؤخراً بالسودان فإن هنالك على ما يبدو (14) حبة لعلاجها، فالملاريا معروف أسباب عدوتها وانتشارها.. فالأسباب واضحة ومعلومة.. فالباعوض هو الناقل الأول للملاريا ونحن نعرف هذا تماماً ونعرف أيضاً مسببات انتشار البعوض.. الآن نستطيع أن نقول إن الملاريا عادت بقوة من جديد بعد أن قلت بنسبة كبيرة نسبة الإصابة بها حتى في الولايات المعروفة بالملاريا كولاية “الجزيرة” و”سنار” وغيرهما من الولايات الأخرى، ولكن الآن جاءت وبمسميات جديدة
فالسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ازدادت نسبة الإصابة؟؟
فالإجابة الآن تقول إن الوضع البيئي المتردي الذي ينجم عن المياه الأسنة والأوساخ والنفايات المتراكمة والتي تكون بمثابة مأوى امن لتوالد البعوض وانتشاره هي السبب الأساسي، لذلك فالمياه الأسنة بالجملة وقد تنكسر ماسورة في مكان ما وتستمر في تدفق المياه حتى تكون عاق لحركة المارة والكثيرون يتجنبون الذهاب حول المياه الأسنة حتى المركبات العامة والخاصة تتجنبها لأنها ربما تكون مياه للصرف الصحي.. تتجنبها لأنك ربما تكون ذاهب لأداء فريضة الصلاة في أحد المساجد ولا الطهارة شرط أساسي للصلاة (وثيابك فطهر)، فقد تضطر للذهاب مسافة بعيدة جداً هروباً من المياه الأسنة وهكذا، فولاية الخرطوم رغم أن هنالك حركة في نقل النفايات ومعالجة كسورات المياه إلا أن المناطق الطرفية مازالت تعاني من تراكم النفايات والأوساخ بالشوارع العامة والتي تزكم الأنوف وتصاب مع الملاريا بأمراض الحساسية والجيوب الأنفية.. فالرقم الهائل من سيارات نقل النفايات والذي تحدث عنه والي ولاية الخرطوم “د.عبد الرحمن الخضر” لم نره في الأحياء ولم نسمع الصافرة التي اعتاد المواطنون على سماعها بل اعتاد البعض لحمل النفايات مسافات بعيدة ويرمي بها كما اعتاد البعض للقذف بها في أقرب شارع، وهذا لعمري يؤدي إلى توالد البعوض والذباب وغيرها من الأمراض الناقلة للأمراض.. فهذه الآفات من شأنها أن تسبب عدداً كبيراً من الأمراض من بينها الملاريا، ولابد أيضاً أن نسأل أنفسنا لماذا تراجعت نسبة الإصابة بالملاريا لتعود بقوة من جديد وبمسميات جديدة سواء أكانت في الولايات أو في مناطق التعدين المهم في نهاية الأمر ملاريا، فالملاريا التي ظهرت بقوة لم تأتي من فراغ فهنالك بيئة آمنة جدا للجهات المسببة للمرض.. فالكل عندما يجد المأوى الآمن المستقر لابد أنه سيستقر ويتكاثر وتنتشر ذريته تجوب الأرض بحثاً عن الرزق والغذاء والاستمرار في الحياة ولكي تستمر في الحياة فلابد من أن تعيش… فالباعوض يتغذى ويعيش على دم الإنسان وينقل له المرض، فالأمر بحاجة إلى المعالجة بصورة كبيرة تتكامل فيها كل الجهود.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية