حوارنا ( غير المنشور ) مع الرئيس !!
حوارنا أمس مع الرئيس “البشير” على متن الطائرة.. كان حوار مختلفاً.. كان واضحاً فيه وصريحاً جداً.. وكنا كذلك جادين في توضيح بعض الحقائق وتقديم الدفوعات للسيد الرئيس حول الاتهامات المساقة باستمرار من الدولة ضد الصحف السودانية والصحفيين.
نشكر للرئيس أنه احتملنا واستمع لآرائنا وأسئلتنا (المنشور منها وغير المناسب للنشر)، وتقبلها بصدر رحب، مثلما تقبلنا باحترام وجهة نظره حول ميل الصحافة للإثارة واستهدافها للدولة في قضايا الفساد وغيرها، وهزيمتها المعنوية للشعب وتهديدها للسلم الاجتماعي.وأيا كانت مواقف ورؤية قيادة الدولة تجاه الصحافة، إلا أن الحوار الصادق والبناء بين جميع الأطراف الوطنية مطلوب في كل الأوقات والحالات والظروف.
الصحافة السودانية تصدت لمهام وأدوار وطنية مهمة في فترات مختلفة من تاريخ وحاضر الشعب السوداني، ولا يجب أن تُغفل ملاحمها الوطنية و(حوباتها) في الملمات وعند المصائب والأزمات. فليس كل ما هنا سالباً، وليس كل ما يُكتب من نقد حاد هو استهداف منظم، وتآمرٌ بليلٍ، ومحاولات لفتِّ عضد الدولة.
نحن جزء من تركيبة هذا الوطن العزيز، فإن تمزق تمزقنا، وإن تقزم تقزمنا، نماؤه يعني نماء مهنتنا، ورفاهية شعبنا هي إضافة لانتعاشة سوق المعرفة والتنوير في بلادنا.
لم يقل أحد منا إنها مهنة بلا أخطاء.. كلا.. وحاشا.. فكل ابن آدم خطاء، لكننا نعمل ونجتهد في ظروف سياسية واقتصادية بالغة التعقيد، ومن بعد ذلك نسعى لبلوغ كمال (مهني) عسير في ظل سلطات بخيلة وضنينة بالمعلومات!!
نريد أن نرتقي بالعلاقة ما بين السلطة والصحافة إلى مراقي تفاهمات واحترامات متبادلة لصالح خدمة البلاد والعباد، وضمان استقرار دولتنا في ظل انهيارات معلومة ومشهودة لأنظمة الحكم في محيطنا العربي؛ مما أدى إلى فوضى (غير خلاقة) أنتجت رعباً وهلعاً وشردت الملايين في المعسكرات وعلى امتداد الخلوات على حدود سوريا وأطراف ليبيا وتخوم اليمن.
شعب السودان مارس الحريات والديمقراطية كاملة الدسم قبل (60) عاماً من الزمان، وقدم أنموذجاً يُحتذى بين الدول العربية والأفريقية، في زمن لم تكن الكثير من دول الإقليم المتقدمة الآن قد نالت استقلالها، وهذا يفترض أن يكون إضافة لرصيد هذا الشعب (المعلم) وصحافته المجتهدة في أن تحفظ حقوق الوطن وواجبات المهنية الحقة.
حوارنا بالأمس (بين طيات السحاب) حول أوضاع الصحافة بالسودان، يمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
شكراً سيدي الرئيس.. نأمل أن يتصل الحوار.