(الانفتاح) الخارجي . . وأثره على (الداخل)
يشهد السودان انفتاحاً كبيراً على مستوى العلاقات الخارجية خلال الأشهر الأخيرة، فمن تطور إيجابي مشهود في العلاقة مع مصر الشقيقة، إلى تحسن واضح في التواصل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى نقلة نوعية في العلاقة أو فلنقل التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال دعوة إدارتها لمساعد الرئيس البروفيسور “إبراهيم غندور” لزيارة “واشنطن” الأسبوع الماضي .
وفي أفريقيا .. حدث اختراق ننتظر نتائجه الملموسة في العلاقة مع أوغندا، فقد زارها قبل أيام نائب الرئيس “حسبو محمد عبد الرحمن” ودخل في حوار صريح تحت شجرة مع الرئيس “موسيفيني”، كما كان لرئيس البرلمان “الفاتح عز الدين” سعي في ذات المحور .
ويأتي كل ذلك متسقاً مع مجهودات واجتهادات وزير الخارجية “علي كرتي” التي بلغت ذروتها باستضافة الخرطوم لملتقى العلاقات (الروسية – العربية) نهاية العام المنصرم، وما جرى على هامشه من مباحثات مختلفة وجدية بين السودان وروسيا ترأسها وزيرا الخارجية في البلدين.
على مستوى مجلس الأمن، أصبح المندوب (الروسي) يتخذ مواقف لصالح حكومة السودان، تكون أحياناً أقوى من موقف مندوبنا الذي غاب عن جلسة بالغة الأهمية، خصصت لتقرير مدعية محكمة الجنايات الدولية!!
ما يزعجني ويدهشني . . وربما يثير عجب الكثيرين، أن هذا الانفتاح غير المسبوق على المستوى الدولي والإقليمي، لا يقابله (انفتاح سياسي) على الصعيد (الداخلي) !!
منطق السياسة يقول إن علاقات الخارج وأوضاع الداخل مرتبطان غالباً، خاصة في عصرنا هذا الذي استحال العالم فيه إلى قرية صغيرة، لا خصوصية لها ولا أسوار !!
تحتاج قيادة الدولة أن تنظر ملياً في هذه التطورات الإيجابية في علاقاتها الخارجية، وتوجهها لصالح تحقيق واقع سياسي مختلف يمضي نحو مشروع حقيقي لمصالحة شاملة، وحريات سياسية وإعلامية تحت مسمى (التعافي الوطني)، كما قال بذلك الشيخ “الترابي”.
نأمل في غدٍ أفضل . . لسودان أفضل . . وشعب يستحق .