ابكل الوضوح
عامر باشاب
انتو في وادي ونحن في وادي
{ الشغل الشاغل للسياسين في بلادي بمختلف انتماءاتهم موالين ومعارضين في هذه الأيام هو الحديث عن الانتخابات منهم يساندها بقوة وينتظر إقامتها في وقتها ومنهم من يقاطعها ومنهم من يطالب بتأجيلها وهناك من يقف في محطة وسطى (بين بين) لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء.
{ أما المواطنين المغلوب على أمرهم فشغلهم الشاغل في كل يوم هو البحث عن لقمة العيش الحلال في زمن كثر فيه الحرام.
{ معظم السياسين ظلوا يحشدون كل ما لديهم من إمكانيات مادية وبدأوا يهيئون زينتهم ويعدون مفتخر الثياب استعدادا لانتخابات الرئاسة وانتخابات الدوائر الجغرافية.
{ والسواد الأعظم من السودانيين يحشدون كل ما لديهم من صحة وعافية للعمل ليل نهار حتي يوفروا لأولادهم رسوم الدراسة ومصاريف الفطور والمواصلات.
{ الساسة يبعدون عن الواقع ويتنافسون في ما بينهم بتصريحات مستفزة ويوعودن قواعدهم ببرامج انتخابية وهمية.
{ ويظل الغلابى الكادحون يكتوون وحدهم بجمرة الواقع والحال (الواقع)، ويتنافسون في الكفاح من الصباح في جمع (حق الملاح) ويملأون أفواههم بالعبارات القاسية (الحالة صعبة) (العيشة ضاقت) و(السوق مولع) و(السلع ما بتنهبش).
{ السياسيون- حاكمين ومعارضين- لا يتذكرون الشعب إلا مع اقتراب موعد الانتخبات والشعب من كتر الهموم فقد الذاكرة تجاه كل الأشياء.
{ الساسة يحلمون بالثروة والسلطة والمواطنون يحلمون بسترة الحال.
{ كل شيء الآن يؤكد أن السياسيين في وادٍ والشعب في وادٍ.
{ ولسان حال الشعب يقول للساسة(انتو في وادي ونحن في وادي)
{ وضوح أخير
{ من تصريحات السياسيين المثيرة للضحك حديث زعيم المؤتمر الشعبي الشيخ “الترابي” قبل يومين والذي قال فيه إنه حس بدنو أجله ويريد أن يطمئن على حال البلاد قبل ان يتوفاه الله والشيء الذي يدعوا للاستغراب والتعجب هو أن المفكر الإسلامي المثير للجدل لم يتذكر الموت إلا بعد أن وصل من الكبر عتياً ألم يكن زعيم الحركة الإسلامية يدري أن الموت يمكن أن يأتي في أي لحظة وهو أقرب إلينا من حبل الوريد؟.
ثم ثانياً لماذا لم يفكر زعيم المؤتمر الشعبي كل السنين الماضية في الاطمئنان على حال البلاد وحال (الشعب ) الذي سمي به حزبه ولم يقدم له شي ؟
وأخيراً نقول للشيخ اطمئن على حال أسرتك وحال حزبك فللبلاد وللشعب رب يحفظهم ويحميهم.