" غندور" في أميركا.. قد يختلف الناتج
زيارة مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور “إبراهيم غندور” للولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت أمس، تمثل مرحلة جديدة في مسار العلاقات السودانية – الأميركية، خاصة أنه وصل إلى واشنطن بدعوة من الإدارة الأمريكية .
وحسب علمي أن واشنطن وجهت الدعوة لـ”غندور” في وقت سابق عندما كان رئيساً لقطاع العلاقات الخارجية قبل نحو عامين، لكنه تحفظ ورأى أن الأفضل توجيه الدعوة للمسؤول الأول بالحزب ووقتها كان الدكتور “نافع علي نافع”، وبالفعل تم تصحيح العنوان، وأعلنت الخارجية الأميركية عن دعوة “نافع” لإجراء مباحثات حول ملف مفاوضات السلام وتحقيق الوفاق الوطني بالسودان، ولكن تعثرت الزيارة لأسباب مختلفة .
الآن.. اختلف الوضع و أصبح “غندور” مسؤول الحزب ومساعداً للرئيس مما يساعده في تحقيق اختراق مهم في ملف العلاقات (الثنائية)، إذا كانت الولايات المتحدة جادة في الوصول لهذا الهدف، ولا تسعى لخديعة جديدة واستدراج حكومة السودان لـ (فخ) يشبه أفخاخ (نيفاشا) وبرتوكول “أبيي”، واستفتاء تقرير مصير جنوب السودان، وانفصاله، والاتفاق الإطاري (نافع – عقار). فكلها كانت مطبات و(حفر) وقع فيها السودان حكومة وشعباً، وتعرض بسببها لخسائر تاريخية سياسية ومادية فادحة .
وفي ظني أن البروف “غندور” سياسي ودبلوماسي بطبعه وسلوكه الشخصي قبل علمه ومعارفه، ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً بنتيجة مختلفة هذه المرة، إيماناً بقدرات الرجل.. لا بحسن نوايا الأمريكان .
(أميركا لا تدفع ثمن ما يهدى إليها ).. هذا ما قاله “كسينجر”، ولهذا فإنها لم تدفع للسودان ثمن هداياه القيمة التي لا تقدر بثمن في ملف (محاربة الإرهاب)، ولم تدفع ثمن (نيفاشا) ولا تمرير استفتاء الجنوب بتجاوزاته الكبيرة، والاعتراف بالدولة الوليدة قبل تسوية خلافات الحدود وأبيي والبترول وجيوش (قطاع الشمال) في جبال النوبة والنيل الأزرق، ودعم وتمويل حركات دارفور !!
خدعتنا أمريكا مراراً وتكراراً، وظللنا نلعق الهزائم الدبلوماسية كل عام، والرئيس الأمريكي يجدد العقوبات على السودان في شهر نوفمبر من كل عام !!
آمالنا في “غندور” أكبر أن ينصلح الحال وتعي واشنطن مصالحها في بلادنا، وتفهم أنها أضرت كثيراً بشعب السودان قبل أن تضر بحكومته .