تقارير

حزب الأمة الفيدرالي يعقد مؤتمره العام ويعلن دعمه للمرشح المشير "البشير"

بحضور”البشير” و”الترابي” و”أحمد المهدي”
الخرطوم ـ سيف جامع
يبدو أن حزب الأمة الفيدرالي بات منافساً قوياً لحزب الأمة القومي الذي انشق منه في 2004، فقد بدا الحزب أمس(السبت) في صورة أكثر قوة ونضجاً في مؤتمره العام الثالث، حيث تمكن الحزب من حشد جمهور في مؤتمره العام الثالث الذي عقده أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم تحت شعار (فلتدم أنت أيها الوطن) كان استثنائياً مقارنة مع حال الأحزاب الراهن حيث ضاقت به جنبات القاعة وسط هتافات مؤيدة لرئيسه “أحمد بابكر نهار”، وأخرى داعمة لرئيس الجمهورية المشير “البشير” (سير سير يا البشير). التنظيم الدقيق للمؤتمر أدهش الحضور ودفع برئيس مجلس الأحزاب أن يعبر عن سعادته بالحزب، وكانت المفاجأة الكبرى بدخول السيد “أحمد المهدي” إلى قاعة المؤتمر وكذلك الحضور اللافت للشيخ “حسن عبد الله الترابي” الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض وسط تصفيق حار من الحضور. ومشهد الأمس يتضح من خلاله أن حزب الأمة الفيدرالي بات يلتمس الخطى في الساحة السياسية بعد أن كان يصفه البعض بحزب الفكة، لكنه يبدو أنه يتجه بقوة إلى منافسة حزب الأمة القومي خاصة مع إعلانه بأنه يعمل على جمع مكونات الحزب الأصل، وعبر مسجل الأحزاب السياسية أن التنظيم الجيد يعكس مدى التزام الحزب بالديمقراطية وثقافة السلام والتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي.
هتافات الله أكبر ولله الحمد كانت حاضرة بقوة ورددها أنصار الحزب بالصوت العالي، والمدهش كان مدى الفاعلية بين الحضور حيث تغنوا وهزوا على أنغام أغنية (بتريد اللطام أسد الكداد الزام ..ود حبوبة قام وجمع الأنصار) وغيرها من أشعار التمجيد للأنصار (أنصار أنصار ولن ننهار)، (أنصار وقائدنا نهار)، كما هتفوا برمز ترشح الحزب في انتخابات أبريل المقبل (الفانوس لازم يفوز) .
رئيس الجمهورية المشير “البشير” فجر أمس مفاجأة كانت من العيار الثقيل وربما ستفتح عدة تساؤلات وتثير جدلاً في المرحلة المقبلة حينما أعلن أمس ولأول مرة، أن ثلاثة من قيادات حزب الأمة القومي وقتها وهم “أحمد بابكر نهار” رئيس حزب الأمة الفيدرالي و”عبد الله مسار” رئيس حزب الأمة الوطني والراحل “محمد بشير جماع” زاروه في الأسبوع الأول من مجيء الإنقاذ وقالوا له كتر خيركم انتو جيتو لإنقاذ السودان بل إنقاذ حزب الأمة لأنوا نحنا في الحزب ما عارفين نعمل شنو. وأكد “البشير” أنهم حينما جاءوه ليس طلاب مناصب وإنما لقول الحق ولذلك كان تقديرنا لهم. وأضاف “البشير” (اتهمونا بأننا نعمل على تقسيم الأحزاب وتشتيتها. وقال إن أخطر انشقاق في الحزب وطائفته تم في الستينيات حيث انقسموا إلى (طائفة) وأمة وضُرب الأنصار في مقتل. وتساءل “البشير” هل نحن طرف فيه. وأكد الرئيس “البشير” أن الإنقاذ جاءت لتحارب ثلاثة أمراض (الجهل والمرض والجوع) وثورة التعليم قالوا انتو ليه عملتوها والخريجين أكثر من الوظائف، أنحنا ما بنخرج عشان التوظيف وإنما لتحرر الناس ولأن الناس تحررت تماماً.
وأشاد “البشير” بطائفة الأنصار حيث قال (طائفة الأنصار مهمة وإرثها جهادي)، مشيراً أن الإنقاذ لم تطلب من أحد التخلي عن طائفته، لافتاً أنهم اختاروا ذكرى تحرير الخرطوم لافتتاح القصر الجديد احتفالاً بالأنصار مثل ما أسسنا جامعة باسم الإمام المهدي وكرمنا الخليفة عبد الله في أم دبيكرات. وذكر الرئيس (إحنا جئنا ناس توجه وكل من لديه توجه هو زولنا)، مبيناً أن الحكومة ليست حكومة مؤتمر وطني وإنما حكومة وحدة وطنية، لأن الشعب تعب من حفر الأحزاب لبعضها البعض في الحكومات السابقة لغاية كبروا الحفرة وكلهم وقعوا فيها. ولفت “البشير” إلى أن البلاد في حاجة لأن تخرج بصورة نهائية من مرحلة الدستور الانتقالي، ونطلب من البرلمان القادم إقرار دستور دائم. وطالب “البشير” الأحزاب بعدم التردد في خوض الانتخابات، لافتاً أنها موسم يقوي ويمتن الأحزاب.
واعتبر “البشير” دعوة الوطني للحوار ليست على ضعف. وسخر “البشير” من قادة نداء السودان وقال: (صلحوا بدلهم وجلابيبهم وتكلموا عن حكومة انتقالية). وأكد “البشير” أن كل الأحزاب ستشارك في الحكومة لكن ليست هنالك أحزاب حكومة ومعارضة.  وأضاف(هم عارفين ماعندهم جماهير تجيبهم البرلمان وعاوزين التعيين)، وأضاف (تاني مافي تعيين الذي يريد البرلمان يمشي للعب وصناديق الاقتراع). وقال (تحدثوا بأنهم سيدعون الناس إلى مقاطعة الانتخابات وإذا كان عندهم جماهير تقاطع الانتخابات كانوا نزلوا الانتخابات ذاتها والتحية لكل من قبل الحوار ونزل الانتخابات).
وشدد “البشير” على أن الحوار سيكون سودانياً دون وسيط أو مسهلين لأنو مافي جهة أحرص مننا على قضايا الوطن. وجدد “البشير” الدعوة لكل الأحزاب الرافضة، مشيراً إلى أنه بعد أيام ستنطلق المرحلة الرئيسة من الحوار، بعد أن حددت اللجان والعضوية والسكرتارية ورؤساء اللجان، وأن الحوار المجتمعي ماضٍ وسينتهي بالخروج بوثيقة، مؤكداً اكتمال كافة الترتيبات لانطلاق المرحلة الرئيسية للحوار السياسي بعد أيام.
وقال:( إن الحوار الذي دعت له رئاسة الجمهورية في يناير الماضي هو حوار سوداني سوداني خالص، ولا وصاية إقليمية أو دولية عليه). وأضاف: (ليس هنالك من أعرف وأدرى بطبائع وعادات السودانيين أكثر منهم). وأشار إلى تقديم الدعوة للمنظمات والمؤسسات الدولية كمراقبين لحضور الجلسة الافتتاحية والختامية والاطلاع على البيان الختامي والتوصيات.
وقطع “البشير”  بعدم التعيين للبرلمان، مشيراً إلى أن من يريد أن يحكم البلاد يجب أن يحتكم إلى صوت الشعب، مؤكداً أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة وتديرها مفوضية الانتخابات بوصفها جهة مستقلة اتفقت عليها كافة القوى السياسية، مشيراً إلى أن الانتخابات ستقوم على أكتاف الشعب السوداني ومن حر ماله .
وقلل رئيس الجمهورية من دعوة المعارضة للشعب لمقاطعة الانتخابات، وقال إنها فقدت القدرة على التنافس عبر صناديق الاقتراع. وأضاف: (لو كان لديهم القدرة على مقاطعة الانتخابات فلينخرطوا فيها).
وأشار إلى أن كل محاولات القوى الخارجية لتفكيك وتمزيق السودان باءت بالفشل، مؤكداً أن السودان سيظل محفوظاً بقدرة الله تعالى وبفضل أهله الطيبين من حفظة القرآن والذكر.
وحيا “البشير” حزب الأمة الفيدرالي وجهوده لبسط الشورى والعمل على إرساء دعائم الديمقراطية والممارسة السلمية للسلطة.
رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض الشيخ “حسن الترابي)، أشار إلى أن البلاد كثر فيها الخصام ونسأل الله أن ينول السلام والوئام والرحمة، وقد أصابنا بلاء في الوطن وامتد إلى أطرافه. ودعا الشيخ “الترابي” إلى الرجوع إلى أصول الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن كل الأحزاب في السودان أسست على أساس الدين لكننا الآن نصطرع. وأضاف: (نحن مسؤولون أن نكون رمزاً للعالم ونحن نتواصل يومياً مع العالم من خلال التكنولوجيا، ولو كانت الفيدرالية تعمقت في داخلنا لما انفصل الجنوب، الآن نتقطع ونتمزق وأوروبا تتوحد). وقال:  (إن شراً أصابنا ولم نسلم من حمية القبلية ونسينا أصول ديننا)، وزاد:(عقب الاستقلال اعتقدنا أن الحرية لنا وسنتعامل مع العالم سواء بالسواء ولكن اضطربنا، وحكومات نيابية عارضة رغم أنها تستند على أصول الدين، وهم يتنصبوا علينا باسم الدين لكنهم يتركون الدين). ومضى قائلاً: (نريد أن نعود مرة أخرى من انقلاب فثورة). وعن مشاركة حزبه في الحوار قال إنه ليس مخادعة أو تخديراً وإن جنحوا للسلم فاجنح لها.
ودعا الشيخ “الترابي” إلى النظر إلى ما يجري في سوريا وليبيا واليمن قائلاً: ( انظروا إلى ما حولكم ألا ترهبكم هذه المشاهد المؤلمة، نحن نحمل رسالة الأمة الواحدة رغم تعدد القبائل). وخاطب “الترابي” الأحزاب قائلاً: (وسعوا لا ضيق الله عليكم فالفيدرالية تعني التوسع). وفي ختام حديثه قال الشيخ “الترابي” كلاماً مؤثراً أحدث ضجيجاً بين الحضور (نسأل الله أن لا نتشقق ونحترب وأن يشرح قلبي وأن اطمأن على حال الوطن قبل أن يتوفاني الأجل وقد اقترب الأجل).
وتحدث رئيس الحزب “أحمد بابكر نهار” عن حزبه ونشاطه في الفترة السابقة، مشيراً إلى أنه أقام ثلاثة مؤتمرات وجاء الثاني حصاداً للأصوات في الانتخابات السابقة، معلناً عن مشاركتهم في الانتخابات أبريل القادم بـ(823) مرشحاً، مبيناً أن المكتب القيادي للحزب قرر دعم المشير “البشير” في انتخابات الرئاسة. وقال إن الانتخابات ستكون مدهشة ومبهجة للجميع، وأكد بأن الحزب سيمضي بالحوار ويحافظ على مصالح الوطن ولن نقبل مقولة إن السياسة لعبة قذرة، ولابد من العمل بصدق وأمانة أو تركها. ونفى بأنهم ليس لديهم معاملة مع جهة تحت التربيزة وكتابنا مفتوح .
وألقى القيادي بالحزب الاتحادي الأصل وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر كلمة باسم الأحزاب المشاركة في الحكومة، وكان ممثلو الطرق الصوفية وقيادات المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى حضوراً في المؤتمر، وضاقت القاعة الرئيسية بالحضور ولم يتمكن الكثيرون من الدخول واكتفوا بالانتظار بالخارج، ومشاركة المرأة كانت كبيرة زينت المؤتمر بالزغاريد والحماسة العالية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية