بكل الوضوح
عامر باشاب
قصة إعرابي مع الرسول (ص)
بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الطواف إذا سمع إعرابياً
يقول: يا كريم.
فقال النبي خلفه: يا كريم.
فمضى الإعرابي إلى جهة الميزاب وقال: يا كريم.
فقال النبي خلفه: يا كريم.
فالتفت الإعرابي إلى النبي وقال: يا صبيح الوجه، يا رشيق القد، أتهزأ بي لكوني إعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك إلى حبيبي محمد صلى الله
عليه وآله وسلم.
فتبسم النبي وقال: أما تعرف نبيك يا أخا العرب؟
قال الإعرابي: لا.
قال النبي: فما إيمانك به؟
قال: آمنت بنبوته ولم أره وصدقت برسالته ولم ألقه.
قال النبي: يا إعرابي، اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الآخرة.
فأقبل الإعرابي يُقبل يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال النبي: مه يا أخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها، فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً، بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً.
فهبط جبريل على النبي وقال له: يا محمد، السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام، ويقول لك: قل للإعرابي، لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا، فغداً نحاسبه على القليل والكثير، والفتيل والقطمير.
فقال الإعرابي: أو يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال: نعم يحاسبك إن شاء.
فقال الإعرابي: وعزته وجلاله، إن حاسبني لأحاسبنه.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وعلى ماذا تحاسب ربك يا أخا
العرب ؟
قال الإعرابي: إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته، وإن حاسبني
على معصيتي حاسبته على عفوه، وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه.
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي وقال: يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويقول لك: يا محمد قلل من بكائك فقد ألهيت حملة العرش عن تسبيحهم، وقل لأخيك الإعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.