أخيره

"عواطف أحمد".. قصة أستاذة فضلت (بيع الشاي) على (التدريس)

توزع الفرح بين زبائنها بشارع النيل
الخرطوم – محمد جمال قندول
إن المؤمن القوي إذا أغلقت أمامه المنافذ يجد ضالته أينما كان الخير والعمل الصالح فيضرب أبواب الرزق الحلال دون كلل. وهذا ما عكسته لنا الحاجة والأستاذة “عواطف أحمد يعقوب” التي عملت بالتدريس لأكثر من (10) سنوات ولظروفٍ ما تركت مهنة الطباشيرة وحصص الصباح لتوقد نار الرزق وتبيع الشاي في شارع النيل للمارة والطلاب، فضربت بذلك أروع قيم العمل النبيل فحيثما حلت كانت خيراً، الحاجة “عواطف” توزع البسمة والأمل على زبائنها الذين يقصدونها .
جامعة بخت الرضا
وابتدرت “عواطف” حديثها لــ(المجهر) بسرد موجز عن حياتها تقول إنها جاءت إلى ولاية النيل الأبيض ودرست الابتدائي بمنطقة الطويلة ريفي كوستي ثم المتوسطة الإسلامية بكوستي والجامعة بالدويم بخت الرضا.
وأضافت “عواطف” أنها اتجهت إلى حقل التدريس كمعلمة لغة عربية أساس بمنطقة الجبلين لما يقارب الــ(11) عاماً وبعد أن استقرت بالخرطوم، وقبالة شارع النيل اضطرت الظروف الاقتصادية “عواطف” أن تمتهن بيع الشاي والتي كانت بموافقة زوجها حيث يعمل على توصيلها ويعود لأخذها بعد أن تفرغ من بيع الشاي و”عواطف” لديها من الذرية  بنت وولد.

(4) سنوات في شارع النيل
“عواطف” قالت إنها حالياً قضت (4) سنوات ونصف بشارع النيل، وأردفت قائلة بنبرة يشوبها الرضا بالمقسوم والمحال: (الحمد لله الرزق البنطلعو هنا في شارع النيل بمشينا وبمشي حالنا)
“عواطف” شكت من كشات المحلية والتي تأخذ أشياءهم بين الحين والآخر وقالت: (ما في زول بعاكسنا إلا ناس المحلية ونحن ناس دا رزقنا والرزق على الله) .
وتواصل حديثها قائلة: (أغلب الزبائن البجوني شباب وأنا بالنسبة ليهم أخت كبيرة وبوجه ليهم النصائح حتى أغلبهم  بنادوني “أمي”)

معرفة الناس كنز
واستنكرت “عواطف” الحديث الثائر حول وصم (ستات الشاي) وقالت: (شوف أي زولة شغالة الشغل دا نضيفة بس الظروف جبرتها)
وعن أبرز السلبيات والإيجابيات في مهنتها تقول “عواطف”: (طبعاً السلبيات الكلام الفارغ البتقال لينا وفي حقنا والإيجابيات معرفة الناس وزي ما بقولو معرفة الناس كنز)
وعن أسعارها قالت “عواطف” بأن كباية الشاي بسعر (3 جنيهات) والجبنة بــ(4 جنيهات) وشاي الحليب بــ(5 جنيهات)، مشيرة إلى إن حال شارع النيل ليس كما كان في الماضي حيث يسوده نوع من الفتور في الآونة الأخيرة .
وعن موقف فريد حدث لها بشارع النيل تروي “عواطف” قائلة : (مرة في واحد جاني ومعاهو أسرتو وقعدو ولمن ناداني وحاسبتو قال لي الرياضيات بتاعك قوي قلت ليهو درست في بخت الرضا وبعد عرفني وعرفتو اكتشفت إنو كان أستاذي في الجامعة).
واستبعدت “عواطف” فكرة الرجوع إلى مهنة التدريس مكتفية بعبارة مقتضبة مفادها : (في الزمن دا رزق اليوم ولا رزق الشهر)
وفي ختام حديثها شكرت “عواطف” (المجهر) وقالت إن كل طموحها يتوجه نحو تربية أبنائها وسعادتها بجانب أسرتها الصغيرة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية