رأي

بكل الوضوح

عامر باشاب
“السمؤال خلف الله”  وأفراح لم تتم
بذات إحساس المفاجأة الصادم الذي استقبلت به الأوساط  الإعلامية والثقافية والإبداعية خبر إعفاء “السمؤال خلف الله” من كرسي وزارة الثقافة قبل عدة سنوات الذي لم يكمل فيه العامين، هاهم أهل الثقافة وقبيلة الإعلاميين والمبدعين يتفاجأون ويفجعون للمرة الثانية بقرار إعفاء “السمؤال خلف الله”  من منصبه كمدير عام للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.
وعندما تم تعيين “السمؤال” وزيراً للثقافة تفاءل الجميع خيراً  بأنه سوف يحرك ساكن الثقافة وينعش قطاعاتها المختلفة. وبالفعل لاحت بوادر هذا الحراك وبدأت الحياة تدب في مفاصل وزارة الثقافة، وعمت الفرحة كل القطاعات الثقافية  حتى أن البعض شبهوا عهد “السمؤال”  بعهد الراحل المقيم “عمر الحاج موسى” وزير الثقافة في العهد المايوي، ومنوا أنفسهم بفتوحات إبداعية  ومهرجانات ثقافية،  ولكن يا فرحة ما تمت لتأتي رياح الموازنات السياسية لتزيح “السمؤال” من موقعه وسط دهشة الجميع.
وبمثلما استقبل الإعلاميون والمثقفون  والمبدعون وحتى المستمعين والمشاهدين خبر تعيين الأستاذ “السمؤال خلف الله “مديراً للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، بفرحة عارمة واشتعل التفاؤل في أوساطهم بعهد جديد تعود فيه هذه الأجهزة إلى سيرتها الإبداعية الأولى، فيعود الجمال إلى الشاشة وترجع الدهشة إلى المايكرفون، ولكن للأسف للمرة الثانية لم تتم الفرحة ولم يكتمل الأمل، فقد ارتدت الكرة  مرة أخرى وهاهو الإحباط يخيم في الأوساط الإبداعية  وعم الحزن قلوب المشاهدين، فهم قد   أملوا في أن يتغير مضمون الفضائية السودانية لتعود جاذبة لـ(أزرار الريموت) التي هجرت مداراتها طويلاً.  وقبل أن يجف مداد التعيين أتى قرار إعفاء “السمؤال”  ليكون قاصمه ظهر الأحلام  المسموعة والمرئية. ولو تأمل أصحاب القرار مشهد الفرحة في أوساط المبدعين  الإعلامية  وأصحاب الحقوق الضائعة لأعادوا النظر.
 وفي الآخر نقول (إن السمؤال محظوظ لأن الله أبعده من (حيتان الحيشان)  وأزال عنه هماً ثقيلاً،  وأراحه من  مسؤولية كبيرة ومهام جسام خاصة أنه في كل المواقع التي تقلدها يظل مبذولاً للتكليف ولخدمة الثقافة والإعلاء من شأنها، والخاسرون هم  المثقفون  والمبدعون .
وللأستاذ “السمؤال” نقول (هون عليك) فأروقة أحوج ما تكون لمجهوداتك والمبدعون المهمشون  ينتظرونك لتصعد بهم إلى منصات التكريم.
وحتى الآن مازال الجميع في حيرة من أمرهم وكل المحللين عجزوا عن التفسير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية