أخيره

رحيل العالمة السودانية "ليلى زكريا" بلندن ..

اكتشفت (بذور قصب السكر) وعقار علاج (آثار الشيخوخة)
الخرطوم ـ سيف جامع
تلقت الأوساط البحثية والعلمية بالسودان أمس نبأ رحيل العالمة السودانية الفراشة السمراء في الحقول العلمية “ليلى زكريا” التي انتقلت إلى جوار ربها في العاصمة البريطانية لندن. ويُعد رحليها فقداً كبيراً للمعامل البحثية في مجالات الزراعة والصيدلة لما قدمته من أبحاث ذات جدوى اقتصادية كبيرة أبرزها اكتشافها بذور قصب السكر، وعقاراً يعالج آثار الشيخوخة ويطول مرحلة الشباب.
وغادرت الراحلة البلاد إلى بريطانيا وأقامت هناك منذ سنوات لتكملة أبحاثها العلمية قبل أن يذيع صيتها كأول امرأة سودانية تصل إلى اختراعات علمية مهمة. وحصلت على الأوسمة والجوائز داخل وخارج السودان، ومن دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، كندا، أستراليا، روسيا والصين، وغيرها.
وتعرضت بروفيسور “ليلى” إلى إغراءات من بيوت بحثية في الولايات المتحدة الأمريكية لبيع براءة الاختراع الخاصة ببذور قصب السكر ولكنها رفضت، وذكرت أن بلدها أحق بذلك.
ولدت “ليلى” بنت مزارع القطن والفراشة التي لطالما حلقت في المزارع بالسودان، وواصلت تحليقها في حدائق “مانشستر” للعلوم، ولدت بمدينة الجبلين أقصى جنوب البلاد وتلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدينة كوستى ثم جامعة الخرطوم كلية الزراعة، حيث تخرجت ببكالوريوس بمرتبة الشرف، ونالت درجة الماجستير في التقنية الحيوية وكذلك الدكتوراه والتي كانت عام 1995م من كلية الهندسة بجامعة (يومست  (بمانشستر.
و حظيت نتائجها المدهشة باهتمام كبير على الصعيد العالمي. وقد كرّمت “ليلى” من قبل الحكومة السودانية بمنحها ميدالية ذهبية لما توصلت إليه في حقل زراعة قصب السكر، كما أنها فازت بالجائزة السنوية لأفضل مشروع في الشمال والغرب على نطاق العالم. كما فازت وتم تكريمها في مملكة البحرين، كما كرمها سمو الشيخ “أحمد بن سعيد آل مكتوم” رئيس هيئة الطيران المدني بدبي لبحثها العلمي الخاص بإيجاد الحلول لمنع السموم والفطريات والطحالب في مياه الشرب.
وفي عام 2013 أعلنت الراحلة عن اكتشاف علمي عبارة عن عقار يمكن من إطالة فترة مرحلة الشباب باكتشافها مضاداً طبيعياً للأكسدة ، يمكن أن يكون بديلاً مضموناً لمادة (البوتكس) المستخدمة في عمليات التجميل، لكن هيئة علماء السودان تشككت في صحة جدوى الاختراع. وقال وقتها الأمين العام لهيئة علماء السودان، أ.د. “محمد عثمان صالح”: (لا تبديل لخلق الله، وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر).
وعملت الدكتور “ليلى” في إنجاز بحوث أخرى للمحاصيل التي يصعب تنمو من البذور، مثل البطاطا الحلوة والموز والنخيل، كما لها محاولات في تطوير أبحاث السرطان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية