رأي

مجرد سؤال ؟؟

رقية ابوشوك
كهربة الزراعة بالشمالية..هل من مزيد؟؟

عندما تكون آليات التنفيذ ومعيناته صعبة المنال تبدو الحياة أكثر تعقيداً وتتوقف المسيرة سواء كانت مسيرة إنتاج أو مسيرة تنمية حتى وإن كانت الأشياء التي يتم تنفيذها بسيطة للغاية، وذلك على عكس توفر معينات العمل والتي بالطبع تنعكس على المسيرة وتزداد وتيرة السرعة وينعكس ذلك في تنفيذ الخطط والبرامج والتي يأتي تنفيذها بنسبة كبيرة جداً تذهل المتابعين لمسيرة هذا المشروع قبل توفر المعينات، وحينها تبدو الحياة كأسهل ما يكون وهكذا.
أقول هذا وفي الخاطر أهلي وعشيرتي بالولاية الشمالية الذين يعشقون الأرض والزراعة خاصة وأن التاريخ يتحدث عن حبهم لزراعة الفول المصري بمساحات كبيرة وكذلك القمح لأن طبيعة المناخ هنالك مهيأة لزراعة هذه المحاصيل ونجاحها.. فالمحصولان (أي الفول المصري والقمح) بحاجة كبرى للطقس البارد جداً فهنالك كما تعلمون أن الولاية الشمالية من ذوات الطقس البارد الأمر الذي يجعل نجاح الزراعة هنالك ممكناً جداً، وذلك بالرغم من الحيازات الصغيرة التي تقف عائقاً كبيراً دون الطموح وازدياد المساحات التي ستزرع شتوياً وكذلك الزراعة بالجازولين والتي هي الأخرى مكلفة جداً وتؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج وعندما ترتفع تكلفة الإنتاج يكون العائد من الإنتاج غير مجزٍ وبالتالي سيهجر المزارعون الزراعة بالرغم من حبهم اللا محدود لها.
الآن مجلس وزراء الولاية الشمالية أعلن في اجتماعه مؤخراً بحاضرة الولاية دنقلا عدداً من البشريات والتي من بينها زراعة (84) ألف فدان قمحاً و(49) من الفول المصري حيث عزت الناطق الرسمي باسم الولاية في حديثها أمام الاجتماع أن التوسع سببه كهربة المشاريع الزراعية، بالإضافة إلى دخول عدد من الشركات وشركات القطاع الخاص في مجال الزراعة.
نعم الكهرباء وفرت الوقت والمال، والشركات أيضاً وفرت المال، والمزارعون بخبرتهم التراكمية أنجزوا المهمة، وكانت النتيجة زراعة مساحات مقدرة من القمح والفول المصري ..فكهربة المشاريع الزراعية هي التي دفعت بشركات القطاع الخاص في هذا المجال خاصة إذا علمنا أن الزراعة بالجازولين تعتبر مخاطرة لهذه الشركات لأنها تسعى للربح وليس الخسارة.
نتمنى أن تتم كهربة ما تبقى من مشاريع زراعية بالولاية الشمالية ولاية نهر النيل خاصة أن الأخيرة بالإضافة إلى زراعة القمح والفول السوداني والبساتين اشتهرت بزراعة البصل والتوابل وغيرها من المحاصيل ذات الأهمية بمكان.
نعم المساحات ليست بالكبيرة بهاتين الولايتين ولكن التوسع الزراعي بها سيؤدي إلى الاكتفاء الذاتي لمواطني الولاية من هذه المحاصيل وهذه محمدة كبرى … فمزارعو الولاية الشمالية مثلا عندما يحصدون إنتاجهم يتم تحويل جزء منهم لـ(المونة) السنوية لأسرته ومن ثم استخراج تقاوى الموسم القادم وبيع ما تبقى ليسدد به مديونيته إن كانت هنالك مديونية بل ومعظمهم كان يخرج بأرباح كبيرة تشجعه لدخول الموسم القادم … هكذا كانوا إلا أن ارتفاع التكلفة والتي كان السبب فيها ارتفاع الجازولين …تركهم يخرجون إلا أنهم حتماً سيعودون للزراعة بعد الكهربة وبعد أن تحولت الحياة الصعبة عندهم إلى حياة سهلة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية