مجرد سؤال ؟؟
رقية أبو شوك
الدولار الجمركي !!
أمس الأول وعبر هذه المساحة كنت قد تناولت أزمة الغاز التي امتدت لفترة طويلة ومازالت حتى الآن، وأشرت إلى أننا مازلنا في بداية تطبيق الموازنة العامة للدولة والتي استبشرنا بها خيراً، لكونها جاءت وكما أكد وزير المالية “بدر الدين محمود” (جاءت خالية تماماً من الضرائب والرسوم وخالية من الأعباء على المواطن)، كما أن تصريحات وزير المالية كانت جلها تصب في مصلحة المواطن ولكن!!
الموازنة الماضية 2014 كان وزير المالية أكد في أول مؤتمر صحفي له بعد إجازة الميزانية، (أنه سيكون خفيفاً على المواطن وأن الأعباء ستتحملها الدولة بدلاً من المواطن) ولكن!!
الآن ظهرت أشياء لم تكن في الحسبان وميزانية 2015م يمر على تطبيقها أقل من الشهر، لأنها لم يعلن عنها أثناء وقبل إجازة الموازنة من قبل البرلمان ..الأشياء التي ظهرت الآن تمثلت في زيادة الدولار الجمركي من (5.7) إلى (6)، وبالطبع هذه مفاجآت تفاجأ بها الشارع السوداني.
ولأن الدولار الجمركي له علاقة وطيدة جداً بالواردات فإن السلع المستوردة جلها ستتأثر به كما ستتأثر السلع المحلية، لأن قطاع النقل سيتأثر خاصة وأن الإطارات وقطع الغيار سترتفع أسعارها، إضافة إلى الأجهزة الكهربائية خاصة تلك المرتبطة بالاستيراد. ولأن الإطارات وقطع الغيار ستتأثر فإن أصحاب المركبات سيطالبون بزيادة تعريفة المواصلات، لكون قطع الغيار ارتفعت وكذا الإطارات.
نعم تفاجأنا بزيادة الدولار الجمركي وهذه زيادة رقم (1) يا وزارة المالية، ونحن مازلنا في بداية تطبيق الموازنة العامة للدولة. ونقول للمالية سنتوقع زيادات أخرى ورسوماً وضرائب وربما رفع ما تبقى من الدعم على المحروقات.
الاقتصاد السوداني لا أظنه سيتعافى بمثل هذه المسكنات كزيادة الدولار الجمركي مثلاً، ولا أظن أن التضخم سينخفض به ولا الدولار سينخفض ويسير في نفس خطه السوق الموازي …فالمسكنات هذه لا تصلح فالاقتصاد السوداني بحاجة إلى خطة أولاً تؤدي إلى خفض الدولار وتوفيره بكميات كبيرة، حتى يؤثر هذا الضخ على انخفاض الأسعار وبالتالي انخفاض معدلات التضخم …فالبداية بتخفيف الأعباء المعيشية على المواطن يجب أن تكون من الأولويات، كما يجب تحريك قطاع الإنتاج ليس بزيادة الدولار الجمركي، وإنما بدعمه حتى ينتعش ليسير جنباً إلى جنب مع قطاع المعادن والنفط.
نحن نمتلك كل المقومات ولكننا لا نوفر لها الجو المناسب للنمو والانتعاش، لأننا تعودنا على المسكنات التي تسكن الألم في لحظته، وبعد زوال المؤثر يعود الألم كما كان لنعود بعد ذلك للمربع الأول ومسكنات أخرى تزيد من أعباء المواطن وهكذا.
الآن معدلات الفقر في ازدياد والمرض كاد يقتلنا لأننا لا نمتلك فاتورة العلاج ونموت مرضاً وفقراً ..الفقر يسبب المرض والمرض يقتل بالرغم من أن الأعمار بيد الله ..أقول وفي الخاطر ما سرده لي أحد أقرباء أحد المرضى ببلادي والذي قال لي: ذهبنا لعلاج والدي ولكن نفد كلما بأيدينا واطررنا لبيع الثلاجة من أجل العلاج، وعندما نفدت مبالغ الثلاجة رجعنا للمكوث بالمنزل لأننا لا نمتلك فاتورة العلاج .
فهذه حالة وصلتني عن طريق الصدفة وربما هنالك حالات أخرى كثيرة يعاني منها المواطن السوداني!!
وأخيراً نتمنى أن تمر بقية شهور موازنة 2015 دون زيادات أخرى حتى لا تجعلنا نفقد الثقة في التصريحات.