حوارات

القطب الاتحادي مولانا "حسن أبو سبيب" في حوار الصراحة مع (المجهر)

نعم إذا أصرّوا على المشاركة في الانتخابات (سنعمل انقلاب) داخل الحزب.. سموه انقلاب أو أي اسم!!
نحن في حيرة وأصابتنا الدهشة بسبب تبدّل موقف “الحسن الميرغني”!!
الديمقراطية إذا أتت بمولانا رئيساً للحزب على العين والرأس.. وإذا أبعدته على العين والرأس!!
“محمد الحسن” همّشنا وتجاوزنا.. أنا سني أكبر من سن والده وتصرفه معنا غير لائق!!
لن نتصل بمولانا فقد أصبحنا في حِل!! وسننقذ الحزب!!
حوار – سوسن يس
أعلن القطب الاتحادي القيادي التاريخي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا “حسن أبو سبيب” أن الحزب شكل لجنة ستقوم بمخاطبة مجلس تسجيل الأحزاب للاعتراض على الخطوة التي قام بها السيد “الحسن الميرغني” وسحبه لاستمارات الترشيح من مفوضية الانتخابات تأهباً لدخول الانتخابات المقبلة، وقال “أبو سبيب” إن الحزب ليس مؤهلاً لدخول الانتخابات وليس به مؤسسات ويعاني انفصالاً بين القواعد والقيادات، مشيراً إلى أن الاتحادي الأصل لم يعقد المؤتمر العام للحزب منذ (48) سنة في حين أن قانون تسجيل الأحزاب يجدد فترة خمس سنوات للأحزاب لعقد مؤتمراتها العامة كشرط لاعتمادها. ولم يستبعد “أبو سبيب” أن يتم تصعيد الأمر إلى المحكمة الدستورية في حال لم تجد اللجنة استجابة من مجلس الأحزاب.. وقال “أبو سبيب”: (سنخاطب المجلس استناداً إلى أن دستور الحزب يمنع مشاركة الحزب في هذه الانتخابات).. وأضاف: (دستور الحزب يمنع ذلك، لكن للأسف الحسن جاء من لندن ومكث ما يقرب من الشهر ولم يتصل بقيادات الحزب ولم يتصل بالمشرفين ولا بالقواعد.. ذهب بمفرده وتفاوض مع المؤتمر الوطني وقرر الدخول في الانتخابات).. وبدا “أبو سبيب” عاتباً على “الحسن” وقال: (الحسن جاء وقعد ولم يتصل بنا لا بالتلفون ولا بأي حاجة.. وعمل العملو وسافر ونحن أكبر منه سناً.. أنا سني أكبر من سن والده).. ووصف تصرفه بغير اللائق وقال إنه ينطوي على عدم احترام وتهميش لقيادات الحزب.. فإلى مضابط الحوار..
{ موقف الحزب من المشاركة في الانتخابات لم يتحدد حتى الآن على ما يبدو.. وهناك تياران يتصارعان؟
_ الحزب تقريباً موقفه تحدد، لكن مشكلة الاتحادي الديمقراطي الأصل هي أنه حزب ليست له مؤسسات سياسية منتخبة لتدير العمل داخله.. لأنه حزب لم يُقم مؤتمره العام منذ 1968م، أي منذ (48) عاماً، منذ أن توفي “الأزهري” و”الهندي”، وآلت الرئاسة بالتراضي للسيد “محمد عثمان الميرغني”.. هي رئاسة بالتراضي وليست بالانتخاب.
{ عدم قدرة الحزب على إقامة مؤتمره العام هذا نفسه مثار تساؤل؟
_ والله هذه هي المشكلة ذاتها، لأنه وعلى مدى أربع أو خمس سنوات يحدد تاريخ لانتخاب المؤتمر، وفجأة يصدر السيد رئيس الحزب قراراً يلغي المؤتمر.. ونحن كقيادات لا ندري لماذا الإلغاء ولماذا التأجيل، وما هي الأسباب التي من أجلها ألغي هذا المؤتمر.
{ يبدو أن السبب هو خوف مولانا من أن يسحب المؤتمر العام البساط من تحت قدميه ويحرمه من قيادة الحزب؟
_ والله نحن لا نفكر في هذا.. نحن نفكر في أنه لابد أن يقوم المؤتمر لأنه هو السلطة. هو ينتخب لجنته المركزية ومكتبه السياسي ورئيس الحزب والأمين العام ونوابه ويضع البرنامج ويراجع دستور الحزب، وهو السلطة العليا.. فإذا قامت هذه المؤسسات يكون هناك حزب أما إذا كان الحزب ليس له مكتب سياسي منتخب وحتى الهيئة القيادية التي عينها مولانا لم تأت عن طريق الانتخاب وظلت سلطات هذه الهيئة كلها في يد رئيس الحزب والهيئة ليست لها صلاحيات حتى للدعوة لاجتماع.. عدم وجود هذه المؤسسات هو الذي تسبب في ما يحدث الآن.. وهناك حقيقة، أن كل الناس لا يختلفون على رئاسة السيد “محمد عثمان” لكن يريدون أن يكون ذلك عبر الديمقراطية، لأن ذلك يعطيه صلاحيات.
{ الآن يوجد صراع داخلي حول الموقف من الانتخابات؟
_ نحن قلنا إنه لا يمكن أن تقوم الانتخابات والحوار لم تظهر نتائجه والقوى السياسية لم تتفق على رؤية بخصوص الانتخابات.. وقلنا يجب أن تؤجل حتى ينتهي الحوار ويتفق الناس على شيء يخرج السودان من هذا النفق المظلم.. نحن كقيادات وكجماهير وقواعد أصررنا على مقاطعة الانتخابات، لكننا فوجئنا بأن السيد رئيس الحزب اتصل بالمؤتمر الوطني وأبلغه أنه يؤيد ترشيح “البشير”، ويريد أن يدخل الانتخابات التي رفضتها جماهير الحزب بكل الولايات.
رئيس الحزب له ما يقرب من العام في لندن، في وقت كان يجب أن يكون موجوداً.. أرسل ابنه “الحسن الميرغني”، لأن “الحسن” هو أمين تنظيم الحزب ونحن استبشرنا خيراً وقلنا (يمكن الحسن داير يجمع القيادات ويتشاور معاهم)، لكن للأسف “الحسن” جاء ومكث ما يقرب من الشهر ولم يتصل بالمشرفين وبالقيادات، وذهب ليتفاوض مع المؤتمر الوطني حول المشاركة في الانتخابات دون أن تشاور مع القيادات أو مع القواعد، وقرر الدخول في الانتخابات وهذا القرار اتخذه بمفرده، وبالطبع (يكون مع والده).
{ من الواضح أن هذا قرار مولانا “الميرغني”؟
_ نعم.. هذا قرار والده طبعاً (ما في كلام).. ولكن نحن كقيادات وكجماهير وكقواعد رفضنا هذا الرأي.. وهو عندما جاء همّش هذه القيادات ولم يتصل بها ولم يأخذ رأيها.
{ ألم تلتقوه؟
_ لا.. لم نلتقه (لأنو نحن ما دعانا ما بنمشي ليهو).
{ ألم يتصل بكم إطلاقاً؟ لا بالتلفون ولا بغيره؟
_ لم يتصل بنا لا بالتلفون ولا بـ(أي حاجة).. لذلك نحن عددنا هذا أمراً لا يليق.. ولأنه ليست هناك مؤسسات في الحزب تداعينا نحن كمشرفين وكأعضاء هيئة القيادة المعنية وجلسنا مع بعضنا واتخذنا قراراً بالرفض، وتسندنا في هذا جميع الولايات.. ونحن الآن كوّنا كياناً واتفقنا على رفض المشاركة في الانتخابات، ونحن الآن بصدد تكوين مكتب سياسي انتقالي ليحضّر لقيام المؤتمر ويحرك هذا الحزب.
{ ألم تتصلوا بمولانا؟
_ أولاً مولانا هذا عندما ذهب إلى لندن هو بنفسه عيّن لجنة من (26) شخصاً من هيئة القيادة وطلب من اللجنة تقييم المشاركة، واللجنة قيمت المشاركة وكتبت تقريرها.. هذا التقرير حمله “حاتم السر” وسلمه مولانا.. ومولانا أمسك التقرير ولم يرد عليه حتى الآن، ونحن كقيادات وكمشرفين على المحليات كتبنا مذكرة لمولانا وأرسلناها له ولم يرد عليها حتى الآن.. إذن سنضطر للعمل لإنقاذ هذا الحزب.. نحن أصبحنا في حل.
{ في حلٍ من انتظار رأي مولانا.. وفي حلٍ من أن تتوسلوه رأيه؟
_ نحن لدينا خيارات كثيرة مطروحة، لكننا اخترنا أن نسعى لإصلاح هذا الحزب.. ونحن لا نرفض قيادة مولانا.. لا نرفضها أبداً.. لكن نريد أن يكون للحزب مؤسسات قيادية ديمقراطية منتخبة.
{ وما الذي يمكن أن يحدث في ملف الخلاف الآن؟
_ والله الصورة الآن تحركت في كل الولايات، وكل المكاتب السياسية بالولايات أبلغتنا برفض المشاركة في الانتخابات، ومنهم من جاء وحضر معنا المؤتمر الصحفي الذي عقدناه السبت الفائت، واليوم سيكون هناك اجتماع سيحضره (30) شخصاً من اللجان التي تم تكوينها.. (ناس الشمالية كلهم مقاطعين).. وسنجتمع في كريمة.. (500) قيادي من مناطق الشمالية ليقرروا الرفض.. والناس هنا في الخرطوم كلهم يرفضون المشاركة في الانتخابات.. وناس القضارف وكسلا ونهر النيل.. وناس بربر.. وكل الولايات حتى نيالا أرسلت مندوبين معترضين على المشاركة.. كل الناس قرروا المقاطعة.
{ هذا هو ذات السيناريو الذي حدث حين تم طرح أمر مشاركتكم في الحكومة الحالية.. كل قياداتكم وقواعدكم قررت رفض المشاركة وبالرغم من ذلك تقررت المشاركة؟
_ إذا حدث هذا فلنا رأي.. ولكل حدث حديث.. لا نقوله الآن.
{ إذا حدث ذلك ستنشئون مؤسسات انتقالية كما قلت قبل قليل؟
_ هذا بدأنا فيه، ودستور الحزب يسندنا.
{ يعني ستقومون بانقلاب داخل الحزب؟
_ نعم.. (سموها أي حاجة انقلاب انتفاضة أي حاجة).
{ لكن يا مولانا من الصعب القيام بمثل هذه الخطوة في حزب طبيعته مثل طبيعة الحزب الاتحادي الديمقراطي.. حزب يقدس شخصية رئيس الحزب مولانا “الميرغني”؟
_ (القداسة دي الآن تعرضت لما تعرضت له.. وما معروف البحصل شنو).
{ مولانا “أبو سبيب”.. كيف تفسر الانقلاب الكبير في موقف السيد “الحسن الميرغني”.. فـ”الحسن” كان من أشد المعارضين للنظام والرافضين للمشاركة؟
_ الغريب أن السيد “الحسن” كان من أكثر الناس معارضة للنظام وللمشاركة، ونحن الآن في حيرة وأصابتنا دهشة لأن هذا الذي كان معارضاً الآن يذهب ليتفاوض ويرشح نفسه!!
{ هل حدث هذا بتأثير والده أم بتأثير المؤتمر الوطني؟
_ والله قد يكون بتأثير الاثنين.. قد يكون بتأثير من هذا ومن ذاك!!
{ نائب رئيس مفوضية الانتخابات قال: اعتمدنا الحزب الاتحادي الديمقراطي باعتباره حزباً كبيراً ومؤهلاً؟
_ والله (كبير) هذه أوافقه عليها، لكن (مؤهل) لا أوافقه.. لا أوافقه على أنه حزب مؤهل الآن لأنه الآن هو حزب ليست له لجان أو مؤسسات، وقواعده في حالة انفصال عن قياداته.
{ هل ستتقدمون بطعن لدى المفوضية وتقولون إن سحبكم لاستمارات الترشيح تم رغم عدم…..؟
_ (مقاطعاً).. (نحن ما سحبنا استمارات).. الاستمارات سحبها السيد محمد الحسن وهو لم يجتمع بنا لنريه رأينا.. (جا وقعد وما اتصل بالقيادات.. وعمل العملو وسافر).. ونحن لنا وضعنا السياسي ولنا قدراتنا السياسية.. ونحن أكبر منه سناً أنا من مواليد 1934م.. سني أكبر من سن “محمد عثمان”.. “محمد عثمان” مولود سنة 1935 وأنا مواليد سنة 1934م..!!
{ هل شعرت بأن تصرف “الحسن” ينطوي على تقليل احترام أو …؟
_ تقليل جداً، وتهميش لقيادات لها مكانتها ولها تاريخها.. هذا الحزب نحن عاصرناه منذ قيامه.. (ما معقول يعني!! دا كتير!! ما قبلناه ولا في زول بقبل كلام زي دا أبداً والله).. نحن نحترم السيد “محمد عثمان” لكن في وضعنا السياسي هذا (لازم نقول رأينا بوضوح).
{ مولانا.. ألم تخاطبوا مجلس تسجيل الأحزاب أو تتصلوا به للاعتراض على الخطوة التي قام بها “الحسن الميرغني” فحزبكم مخالف للقانون حيث إنه لم يعقد مؤتمر العام منذ (48) عاماً ورغم ذلك اعتمدته المفوضية؟
_ في قانون الأحزاب هناك بند واضح يقول: (أي حزب لا يقيم المؤتمر العام لمدة خمس سنوات لا يعتمد).. وأمس تم اجتماع بين المحاميين “علي السيد” و”البخاري الجعلي” وعدد من المحامين وتحدثوا في هذا، وكونوا لجنة من المحامين لتقوم بمخاطبة مجلس الأحزاب ولتعترض على دخول هذا الحزب في الانتخابات استناداً إلى أن لوائح الحزب ودستور الحزب تقول إنه لا مشاركة في وضع شمولي أو وضع قام عبر انقلاب عسكري.. دستور الحزب يقول ذلك.. والآن وبكل أسف يأتي السيد “الحسن” ويذهب بمفرده ليفاوض المؤتمر الوطني ويقرر دخول الحزب الانتخابات.. لا.. هذا كلام مرفوض.
{ هل من الوارد أن تصعّدوا الأمر إلى المحكمة الدستورية في حال لم تجدوا تجاوباً من مجلس الأحزاب؟
_ ممكن.. ممكن.. (ممكن يتصعد لأي مستوى).. هذا وارد ونحن نقول بالصوت العالي أي شخص يذهب للانتخابات في هذا الوضع يكون قد خان دستور الحزب وخان جماهير الحزب.
{ “أحمد بلال” قال في تعليقه على خطوة السيد “الحسن الميرغني”: (الاتحادي الأصل هو حزب مولانا ونجله).. ما تعليقك على عبارة “أحمد بلال”؟
_ “أحمد بلال” في مناظرة في التلفزيون بينه و”علي السيد” قال نفس هذا الكلام، و”علي السيد” قال له: (والله هذا حزب الجماهير حزب القواعد، ومولانا حتى الآن هو ليس منتخبنا لم يأت بالانتخاب وإنما جاء بالتراضي).
{ يبدو وكأن مولانا “الميرغني” يتخوف من قيام المؤتمر العام للحزب؟
_ (والله دا يجاوب عليه هو).
{ ربما هو لا يريد قيام المؤتمر لأنه يتخوف أن يسحب المؤتمر البساط من تحت قدميه؟
_ نحن لا نقول هذا.. نحن نقول هذا حزب اسمه الاتحادي الديمقراطي.. الديمقراطية هذه إذا (جابت) مولانا على العين والرأس.. (ما جابتو) على العين والرأس.
{ يبدو أن مولانا متخوف من هذه الديمقراطية فهو يرغب في توريث الحزب لأنجاله.. والمؤتمر العام سيحول دون ذلك؟
_ (هي لكن يورثهم شنو؟ الزول بورث قيادات وجماهير مؤمنة به.. ديل يورثهم شنو؟! يعني يورثهم شنو؟ يورثهم المشاكل)؟؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية