حوارات

القيادي بـ(الاتحادي الأصل) "علي نايل" يفتح النيران لـ(المجهر):

المؤتمر الوطني (عمل كادوك) لجر ابن “الميرغني” للمشاركة في الانتخابات
هؤلاء يريدون حرق “الحسن” سياسياً.. وكل من يشارك باسم الاتحادي خائن
حوار – محمد إبراهيم الحاج
بات واضحاً الآن أن الحزب (الاتحادي الديمقراطي) متنازع من قبل تيارين مختلفين، الأول يقود المشاركة في الانتخابات المقبلة بعد أن فاجأ السيد “الحسن” نجل “محمد عثمان الميرغني” الأوساط السياسية بإعلانه على رأس قائمة مرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة، ولكن في ذات الوقت أعلنت قيادات الحزب عبر مؤتمر صحفي رفضها المشاركة في الانتخابات واعتبار ما قام به نجل “الميرغني” قابلاً للمراجعة، وأنه مساق بجهات معينة تهدف لجر الحزب إلى المشاركة في الانتخابات.
(المجهر) أدارت حواراً حول آخر تلك التطورات مع القيادي بالحزب “علي نايل” الرافض لمشاركة الحزب في الانتخابات، بل إنه مضى إلى أبعد من ذلك وقال إن المؤتمر الوطني يهدف إلى حرق المستقبل السياسي لنجل “الميرغني” الذي كان رافضاً منذ البداية مشاركة الحزب في الحكومة الحالية، حوار عاصف قال فيه “علي نايل” الكثير جداً فإلى مضابطه…
{ الأوضاع تفجرت في حزب الحركة الوطنية بإعلان “الحسن الميرغني” الترشح ورفض الهيئة القيادية للاتحادي الديمقراطي المشاركة؟
–    الأوضاع متفجرة في الحزب منذ أن أعلن الحزب مشاركته في الحكومة الحالية ودخول “أحمد سعد عمر” وما شابهه، والاحتجاجات في الحزب أمر قديم والآن استفحل وازداد سوءاً بمحاولة المشاركة في الانتخابات المقبلة التي أرى أنها لا تمثل الشعب السوداني لأن المؤتمر الوطني ينافس نفسه فيها ولا يوجد تكافؤ بينه والقوى السياسية الأخرى، وهدف الانتخابات دائماً هو تحقيق الحرية والديمقراطية، ولكن مثل هذا النوع من الانتخابات لا يحقق طموحات الشعب السوداني، والمؤتمر الوطني يحاول أن يستجدي بعض المسميات الحزبية التي لا أسميها (أحزاب) ويطلق عليها (أحزاب الفكة) وهي مسميات لأفراد، لأن الأحزاب لها جماهير وقاعدة ولكن الحزب (الاتحادي) له اسمه وتاريخه وقاعدته الجماهيرية العريضة ونربأ به أن يشارك في مثل هكذا انتخابات.
{ ولماذا إذاً صمتم طوال هذه الفترة ولم تجهروا برأيكم للمشاركة في الحكومة؟
–    لم نصمت وأنا عضو هيئة قيادة وعضو مكتب سياسي وكنت رئيس لجنة الإعلام وفي أول اجتماع للمشاركة في الحكومة الحالية أعلنت موقفي ضد هذه المشاركة، وعندما وجدت أن الاجتماع يقود للمشاركة خرجت منه غاضباً وكل الناس علمت برأيي، ومنذ ذلك التاريخ ظللت ضد هذه المشاركة وكونا مجموعة (محليات الخرطوم السبعة) لديها شرعية التحدث باسم الحزب (الاتحادي الديمقراطي) كنت رئيساً لمحلية (كرري) و(أبو سبيب) ورئيس لمحلية أم درمان، بالإضافة إلى محليات أخرى في (بحري) و(شرق النيل) وغيرهما.
{ ما الذي فعلته هذه المحليات؟
–    ظللنا نجتمع ونطالب “الميرغني” بفك المشاركة حتى فوجئنا بالأدهى والأمر بالمشاركة في الانتخابات المقبلة التي يرفضها كل الشعب السوداني وليس هناك حزب يشارك فيها (الأحزاب الكسيحة)، أمام الأحزاب الكبيرة مثل (الأمة) و(الشعبي) و(الشيوعي) فكلها ضد المشاركة.
{ ولكن السيد “الحسن الميرغني” يقود المشاركة؟
–    نحن نعتقد أن مشاركة السيد “الحسن محمد عثمان الميرغني” في هذه الانتخابات أمر غريب للغاية لأنه كان شخصياً ضد هذه المشاركة، ولكن “أحمد سعد عمر” وبعض المشاركين في الحكومة ساقوه إلى ذلك.
{ وكيف تقيم هذا الأمر؟
–    في اعتقادي أن المؤتمر الوطني بمعاونة المشاركين يريدون حرق المستقبل السياسي للسيد “الحسن” لأنني شخصياً كنت أقول إنه سيكون الوريث الشرعي للسيد “محمد عثمان الميرغني”.
{ وهل تغير رأيك الآن بعد مشاركته في الانتخابات؟
–    رأيي أن السيد “الحسن” وضع يده في يد المؤتمر الوطني وأنا لا أقبل هذا الوضع ولا أقبل أن أضع يدي في يد حزب شمولي، وعندما تم اختياري في هيئة القيادة وضع السكرتير السيد “خالد الميرغني” أمامي المصحف وطلب مني أداء القسم لصياغة مبادئ الحزب التي منها رفضه للشمولية والعسكرية والانقلابات، وهذه من أهم البنود التي وردت فيه، وأديت القسم على المصحف على ذلك ولا يمكن أن أنكث عنه والمؤتمر الوطني جاء إلى الحكومة عن طريق الانقلاب العسكري، ولكن السيد “الحسن” أراد لنفسه هذه الخطيئة وأنا أصف ذلك بالكارثة.
{ هل من الممكن أن يحدث انقسام في الحزب؟
–    نحن حريصون على أن لا يحدث انقسام داخل الحزب واجتمعنا كهيئة عليا في اجتماع ضخم ضم أعضاء المكتب السياسي، ونحن حريصون على عدم الانقسام لأن الاتحادي الديمقراطي بجماهيره العريضة وتاريخه يستند إلى الطريقة الختمية التي تستند بدورها إلى قادة السادة المراغنة، وإذا حدث أي انقسام يكون على الحزب السلام.
{ إذن كيف سوف تديرون هذه المعادلة الصعبة؟
–    الانتخابات في شهر أبريل المقبل ونحن لينا محاولات جادة وحثيثة لإبطال هذه المشاركة رغم الإجراءات التي تمت في هذا الخصوص، ونسعى حرصاً على الاتحادي الديمقراطي وتاريخه وعلى الطريقة الختمية ومكانة السادة المراغنة لإيقاف هذه المشاركة الخطيرة التي تهدر مستقبل الحزب.
{ أين مضت مساعيكم لإبطال المشاركة؟
–    أمس وضعنا أسساً ومحاولات في اجتماع شامل لكل ممثلي الحزب في جميع المناطق حتى لو بالقانون.
{ كيف؟
قانون الأحزاب لا يسمح بالتصرف الفردي للسيد “الحسن”، وهو تصرف مفبرك تقوده الفئة المشتركة مع المؤتمر الوطني وهم مجموعة “أحمد سعد عمر” الذين يقودون المشاركة في الانتخابات، وأرادوا أن يلعبوا ضد الشعب السوداني كله بإقحام الحزب في انتخابات يريد بها المؤتمر الوطني تجميل واقعه، ولا يوجد حزب لديه قيمة يرضى بالمشاركة، ولدينا محاولات جادة مع مولانا السيد “الحسن الميرغني” لنوصل له رسالتنا وإبلاغه أن الأمر خطر عليه وعلى الحزب، وأنه يجب عليه أن يتلافى هذه الخطوة، ونعتقد أن المشاركة إذا تمت سوف تكون إساءة كبيرة.
{ ولكن مولانا “محمد عثمان الميرغني” أعلن دعمه لـ”البشير” في انتخابات الرئاسة؟
–    نحن نعتقد أن كل ما تم إعلانه باسم مولانا “محمد عثمان الميرغني” غير صحيح لأنه لم يصلنا منه حديث بأنه أيد “البشير” وهو لم يتحدث سوى عن مبادرته التي طرحها لجمع الشمل السوداني.
{ ولكنه لم ينف تأييده لـ”البشير”؟
–    في آخر حوار له مع جريدة (الشرق الأوسط) تحدث فيه عن الانتخابات ووضع شروطاً حول قبوله لها ولم يقبلها بعلاتها، ونحن قيادات أصيلة في (الاتحادي الديمقراطي) ولدينا وفد ذهب لمقابلته وأبلغهم بأن “أحمد سعد عمر” لا يمثله ولا يحق له التحدث نيابة عن الحزب، ونحن لدينا رأي أن كل ما ينسب لـ”الميرغني” لا صحة له، ونحن نمسك “الميرغني” بجزئيتين الأولى نشره لمبادرته والثانية حواره مع (الشرق الأوسط) الذي قال فيها إنه لا يوافق على الانتخابات، ونحن الآن في مشكلة وفبركة المقصود بها مولانا السيد “الحسن الميرغني”.
{ هل تعتقد أن لديها مصالح بجر الحزب للمشاركة في الانتخابات؟
–    كل هذا التحرك تحركه مصالح شخصية لا علاقة لها بمصلحة الشعب السوداني أو جماهير (الاتحادي الديمقراطي)، والذين يقودون المشاركة هم أصحاب مصالح خاصة أرادوا أن يترشحوا باسم (الاتحادي).
{ ولكن هناك مناديب للحزب في الولايات سحبوا استمارات للمشاركة؟
–    أمس خاطبنا السيد “الإدريسي” المشرف على الولاية الشمالية، كما جاءت إلينا تأكيدات من “سنار”، وكثير من الولايات أعلن مقاطعته للانتخابات، ومن سحبوا هذه الاستمارات هم فئة محدودة، وأنا من هنا أقول إن أي شخص يترشح للانتخابات المقبلة هو شخص خائن لمبادئ (الاتحادي).
{ حتى وإن كان السيد “الحسن الميرغني”؟
–    لو ترشح بيكون خائن.. وآي كلام يقولوا “أحمد سعد” عندي فيهو 60 رأي…وبدون فرز (أي إنسان يترشح باسم (الاتحادي الديمقراطي الأصل) يكون خان مبادئ الاتحادي وخان مبادئ الشعب السوداني، لأن هذه الانتخابات هزيمة للديمقراطية لأنها قائمة على قوة المؤتمر الوطني، ولا توجد أحزاب حقيقية تنافسه.
{ التيار المساند للمشاركة في الانتخابات نجح في مسعاه؟
–    إذا كان أي شخص يريد أن يرتكب جريمة يمكنه أن يفعل ذلك وبعضهم استنفر أصحاب المصالح الخاصة والمرتزقة السياسيين والذين لا يفكرون في مصلحة البلد واستغلوا أصحاب تلك الحاجات واستجابت لهم قلة، وأنا زول ختمي وما أراه فيه إساءة للختمية، وأرجو أن يبرئ السيد “الحسن الميرغني” نفسه من هذه المشاركة.
{ هل تعتقد أن جماهير الحزب تساند موقفكم؟
–    جماهير الحزب تقف معنا والختمية واقفة معانا بشدة وفي كل يوم أتلقى اتصالات من كل الولايات تسند موقفنا، والمجموعة التي اجتمعت في (الأسكلا) كانت بقيادة “طه علي البشير” الذي بدأ حديثه بالشعار الختمي سانده كل الموجودين في الاجتماع.
{ برأيك ما هو الشيء الذي دفع “الحسن محمد عثمان الميرغني” للمشاركة في الانتخابات؟
–    أولاً أنا بعتبر نفسي (زول رجعي جداً) والسيد “الحسن الميرغني” عملوا ليهو (كادوك) حتى يشارك في الانتخابات المقبلة لأنه كان من أكثر المعارضين لفكرة المشاركة في الحكومة، وعندنا ناس في الإنقاذ يؤمنون بمثل هذه الأشياء، وكنت أعتقد أن السيد ابن السيد ابن السيد لا يمشي فيهو (كادوك)، ولكن ناس الإنقاذ ديل ممكن يعملوا اي حاجة.
{ إذن أنت تتهم الإنقاذ بأنهم (عملوا سحر) لأبن الميرغني؟
–    نعم وأي شيء يمكن يضر، وأنا متألم جداً لأن انتقد أي اتحادي، ولكن وجدت نفسي مضطراً لذلك.
{ هل ثمة رسالة تود إبلاغها له؟
–    عايز أقول أتمنى من الله أن لا يخيب أملنا في مولانا السيد “الحسن الميرغني” وأن يعود إلى رشده وأن يمحي عنه ما فعله به (أهل الكواديك) لأن ما حدث لا يشبهه فهو حفيد الصالحين، ونحن نرى أن ذلك لا يشبهنا وتاريخنا ناصع البياض ولم يحدث أن أكلنا مال الحرام أو أثرينا على حساب الشعب السوداني، وعندي أمل كبير في أن يتراجع عن هذا الجرم في حق الحزب، وأنا عايزو يحاسب نفسو ويعرف خطورة ما فعله لما سيترتب على مستقبله الديني والسياسي، وأن يراعي شعور المحبين والمريدين.
{ ماذا سوف تفعلون إذا أصر “الميرغني” وابنه المضي في المشاركة؟
–    وقتها لكل حادث حديث ولا أريد أن أتحدث عن ما نريد فعله، ولكن لدينا أمل كبير في أن هذه المشاركة لن تتم، وعندنا أمل انو الانتخابات دي ذاتها ما تقوم و(الناس ديل نشكيهم على الله).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية