انخفاض درجات الحرارة يؤدي لارتفاع الطلب والأسعار موجة البرد تنعش سوق الملابس بالخرطوم
الخرطوم – محمد جمال قندول
موجة البرد التي ضربت البلاد في الأيام القليلة الماضية أنعشت أسواق الملابس الشتوية، حيث نشطت حركة التسوق في الأسواق التجارية في ولاية الخرطوم وشهدت إقبالاً كبيراً وحركة نشطة وانتعاشاً كبيراً خلال هذه الأيام مع بداية فصل الشتاء وبرودة الجو ورغماً عن ارتفاع الأسعار ازدحمت الأسواق بالرجال والنساء والفتيان والفتيات، وكان الإقبال ملحوظاً على محال الملابس الشتوية بأنواعها الرجالية والنسائية، وأيضاً محال المستلزمات الأخرى مثل الأحذية والجوارب وملابس الأطفال وكمالياتها المختلفة، هي الأخرى شهدت إقبالاً.. (المجهر) قامت بجولة سريعة داخل أسواق الملابس بولاية الخرطوم لمعرفة أحوال البيع والشراء داخلها.
حسب الجودة وبلد المنشأ
في بداية جولتنا تحدث إلينا “عوض عبد الباقي إبراهيم” صاحب محل الهودج بالسوق العربي والذي ابتدر حديثه قائلاً: بأنه له ما يقارب الــ(18) عاماً في بيع الملابس وتوارث التجارة فيها عن جدوده بشرق السودان.
ويواصل “عوض” حديثه بأنهم يأتون بالملابس الشتوية عن طريق تجار الإجمالي وأسعارها الدستة للملابس الشتوية الكبيرة بــ(1800) جنيه والصغيرة بـ(1200) جنيه، بينما تباع بالفردة الواحدة للكبار بــ(150) جنيهاً والصغار (120) وأدنى سعر (60) جنيهاً، مشيراً إلى أن الأسعار شهدت زيادة بنسبة (50%) عن الأعوام الماضية نظراً لما أسماه جشع تجار الإجمالي على حد تعبيره، وأشار “عوض” إلى أن الملابس فيها الرخيص والغالي وسعرها حسب الجودة وبلد المنشأ وللزبون حرية الخيار.
دبي والصين
يواصل “عوض” حديثه بأنه يأتي بالملابس الشتوية من تجار الإجمالي والذين يأتون بالبضاعة من الصين ودبي، وأثنى على البضاعة التي ترد من دبي بقوله: البضاعة التي تأتي من دبي قوية وهي مصنوعة على يد أناس لهم خبرة كبيرة بالمجال، ولكن التي تأتي من الصين عبارة عن صناعة شركات غرضهم الأساسي الربح المادي دون النظر للجودة.
وأضاف: بأن السوق في الأيام القليلة الماضية شهد إقبالاً كبيراً نظراً لموجة البرد التي ضربت البلاد، وقال ساخراً عنها: انتعاشة شديدة من يوم وقفة العيد ما شهدناها، وأضاف إلى أن حال سوق الملابس بشكل عام يعاني من ركود وأصبح لا ينتعش إلا في فترات الأعياد والمناسبات نظراً لارتفاع الأسعار الجمركية على الوارد من الخارج عقب ارتفاع أسعار الدولار والذي جعل شراء لبسة كاملة مرهقة للناس بصورة راتبة مما دفعهم إلى الشراء فقط في المناسبات.
“عوض” قال إن مكسبه في (اللبسة) الشتوية الواحدة يتراوح ما بين (15) وحتى (30) جنيهاً كحد أدنى.
أما العم “عمر علي” الذي وجدناه يتسوق بسوق بحري قال إن موجة البرد هي التي دفعت المواطنين على الإقبال على أسواق الملبوسات، لمواجهة هذا الطقس البارد والاستعداد له بشراء الملابس الشتوية، المصنوعة من الصوف والقطن والجلد الصناعي، وأبدى “عمر” انزعاجه من ارتفاع الأسعار عموماً، مما زاد الحمل على رب الأسرة.
السيدة “سمية عبد الوهاب” قالت حضرت بصحبة زوجي لشراء البطاطين والسويترات للأولاد ووجدنا أسعارها تختلف حسب جودتها، فالايطالية والهندية الأغلى والمصري والصيني الأرخص وبالنسبة لي اشتريت المتوسط من المعروض.
ارتفاع موجة البرد رفع الطلب
في المقابل استطلعنا التاجر “يوسف رحمة الله” والذي قال لــ(المجهر) بأن السوق يشهد انتعاشاً هذه الأيام نظراً لارتفاع موجة البرد الذي ساهم بقدر كبير في ارتفاع الطلبات على الملابس، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الملابس ليس ذنب التجار وإنما المسؤولية كاملة تقع على تجار الإجمالي والذين يرفعون الأسعار ويحتكرون الطلبيات.
أما “غزالي بابكر” أحد الباعة بمحل معروف بسوق الملابس بأم درمان أوضح أن هناك ارتفاعاً في مبيعات الفنايل والسويترات والجاكيتات وجوارب الأرجل والأيدي والشالات والطواقي الواقية، وأكد بأن الأسعار عالية ولكن بالمقابل الإقبال كبير جداً، وأشار غزالي إلى أن سعر اللبسة الشتوية الواحدة يتراح بين الــ(150) وحتى (120) جنيهاً للكبار و(80) وحتى (60) جنيهاً للصغار، مضيفاً إلى أن الإقبال الذي كان في الأيام الماضية لم يشهده سوق الملابس منذ عيد الفطر.
سياسة الاحتكار
“محمد عبد الرحيم” صاحب أحد المحال بالسوق العربي أوضح بأن أسعار المعروضات تتراوح من مكان لمكان، حيث إنه يأتي بدستة الملابس الشتوية بقيمة (1900) جنيه للكبار والصغار بـ(1300)، مشيراً إلى أن تجار الملابس محدودون للغاية ويمارسون سياسة الاحتكار ورفع الأسعار.
واعترف “محمد” بأنهم يعانون في سبيل الحصول على الملابس الشتوية لأنها تأتي من “دبي” و”الصين”، مضيفاً بأن التي تأتي من دبي غالية ولكنها عالية الجودة على عكس الذي تأتي من الصين.
ويواصل “محمد” حديثه قائلاً بأن مكسبه في اللبسة الشتوية الواحدة يتراوح ما بين (25) جنيهاً إلى (20) جنيهاً وإن الإقبال كبير جداً خاصة على الملابس الشتوية للأطفال والتي تباع بصورة كبيرة عكس ملابس الكبار.