شعار (الحواتة) لحظات عناق افتراضية للعشق الجماهيري
المجهر – آيات مبارك
(ﻳﺎ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺃﻧﺎ ﺯﻭﻝ ﻣﻜﺴﺮ ﻣﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﺃﻗﻴﻒ زﻱ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺩﻱ ﻭﻧﻔﺴﻲ أﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺤﻀﻦ ﺑﺲ أﺻﻠﻚ ﻛﻴﻒ؟؟ ﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ؟؟!! ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎﻳﺘﻴﻦ ﺩﻳﻞ ﻭﺑﺨﻠﻴﻬﻦ زﻱ ﺍﻟﺒﺴﻠﻤﻦ على ﺑﻌﺾ ﺑﺎﻟﺤﻀﻦ).. عقب هذه العبارات توقفت عقارب الساعة لثوانٍ معدودة، ليلوح في الأفق (شعار الحواتة).. وفور تلقي الفنان “محمود عبد العزيز” هذه المقولة آثر أن يحتفي ومع كل لحظة عشق تجمعه به وبشريحة المعاقين ومحبيه بأن يرفع يديه معبراً عن بالغ حبه.. لتلتقطها الجماهير (مبسترة) للتعبير عن لحظات التجلي وهم غارقون بين الإيقاعات الموسيقية بشيفرة حب تجمعهم و(الجان) الذي يرفع يديه في شكل مشابه لـ(علامة ضرب الأرقام الرياضية) تعبيراً عن عناقِ تام لآلاف المحبين في حفلاته الجماهيرية في لحظة حب وحميمية جارفة.. ربما هو يقالدهم.. أو يقول إنه أشعر بنفس إحساسهم وربما… وربما.. لتكون هذه الأيدي هي (مظلة التجلي) في حضرة الأسطورة الغنائية “محمود عبد العزيز” وتسير على ذكرها وذكراه الحبيبة الركبان.
ولأن “محمود” يغني للإنسانية المطلقة اجتمعت كل الشرائح تحت هذه المظلة بدءاً من طلاب الجامعات وليس انتهاءً بماسحي الأحذية.
{ أصل الحكاية
إلى كل حفلات ولقاءات الفنان الأسطورة “محمود عبد العزيز” كان العم “ميرغني” أو (طبي) كما يناديه (الحواتة) يقود عجلته بسرعة زائدة مصطحباً ابتسامته العريضة وسمرته المحببة ممنياً نفسه برؤية (الحوت) عن قرب.. مترنماً بأغنية (عمري بعدو بالساعات عشان خاطر مواعيدك).. وفي داخله صوت صاخب يقول (ما بطيق لي غيرو أسمع).. ولأن إعجابه يتزايد وفق دقات قلبه عندها تضاعفت عليه الأمنيات حتى ارتفع إعجابه إلى مصاف العشق المتزايد.. لكن كانت ظروفه تقتر عليه بقليل مقدارها.. لأن إعاقته حالت دون وصوله إلى نجمه المحبب.. فكان ديدنه التركيز حيثما حل واتجه (الحوت) على جنبات المسرح فيسرع (طبي) رافعاً عصاتيه بشكل متشابك بحركات واضحة ومعبرة، فأثارت حركته الفنان “محمود عبد العزيز”.. وفي إحدى الحفلات سأله عن سر تلك الحركة التي يقوم بأدائها وما تفسيرها.. ومن هذه اللحظة الصادقة ومثيلاتها تنشأ التعابير بصورة لا إرادية حتى تلخص حالة العشق الجارف في (تقاطع يدين) متداخلتين.
{ “محمود” الإنسان
لأن الفنان “محمود عبد العزيز” أتى بإضافة تعدّ جديدة في نوعها على الأقل في الغناء السوداني، لأن الشباب وجد فيه ضالته، فكان نموذجاً للشاب المتمرد الذي جسد شخصياتهم الحقيقية وأمنياتهم المشتهاة، وذواتهم الضائعة.. فاجتمعوا تحت شعار واحد: (ما بطيق لي غيرو أسمع).