الصندوق
تقديري الخاص أنه أوفق للأحزاب وأسلم وأفضل أن تتجه للمشاركة في الانتخابات المقبلة وأن تحرسها، وأعني بذلك الأحزاب المقاطعة التي في ظاهر الأمر ترفض العملية ولكنها في واقعه ستكون حريصة على أن تكون فيها سواء بإسناد خصوم خصومها أو بالتعليق الكثيف والمتابعة لجهة أني أرى الآن أن المقاطعين لا يكاد يمر وقت دون أن يكون لهم تعليق وتصريح تقليلاً من شأن ما يجري أو تعليقاً، وبالطبع فإن هناك فئة من الأحزاب حسمت أمرها ومضت للمشاركة سواء على صعيد الاتحاديين بأفرعهم المختلفة بما فيها جناح مولانا أو بعض التنظيمات الأخرى التي من ضمنها أنصار السنة.
قطعاً من حق أي حزب – كحزب- أن يكون موقفه المقاطعة لأي اعتبار يراه أو شروط عدم صحة يرى أنها تضعف الانتخابات المقبلة، ولكن ليس من حق أي حزب دعوة الناس للمقاطعة لأن هذا خيار المرء لنفسه، ولا يعقل أن تسعى بعض الأحزاب لفرض أمر لمجرد أن رأيها أو تقديرها يناهض عكسه، ولذا أعتقد أن بعض جوانب سلوكنا السياسي بها قدر من السيطرة يبدو مناقضاً لجوهر حرية العمل السياسي، فإن كان لك حق وموقف أن تقاطع فمن باب أولى أن يكون للآخر حق المشاركة، ولا يتقاطع هذا مع ذاك وفي كل خير ومحل الاحترام والتقدير.
لهذا اعتقد أن الدور الآن على الكتلة الملتزمة بالانتخابات وتسعى نحوها، نريد أن نرى برامج تلك الأحزاب ومقترحاتها، صحيح أن بعضها أسماء عائلات وخمسة قيادات يتقاسمون حصة حزبهم ويتداولون بها من حكومة لأخرى ومن تشكيل لآخر، لكن هذا لا يمنع أن نتطلع إلى رؤية جرئية من تنظيم ما، وحبذا إن مضت المقترحات إلى برامج عملية، إذ أتمنى أن أرى حزباً يركز في مشروعاته على وعود خدمية أكثر من تقديراته لحصة مقاعده في البرلمان، بمعنى أن يكون لحزب ما في دارفور أو جنوب كردفان التزام للناخبين بإنجاز كذا وكيت من المشروعات دون أن يقترن ذلك بطمع في حصة شراكة برلمانية أو سياسية مع أي جهة، ولكن للأسف فإن كل المطروح الآن من برامج يقوم على شخصيات عينها إما على الوزارة او النيابة وهذا خلل مريع.
أعلم من الرؤى والتصورات حول الانتخابات تحتاج إلى تناول أكثر من هذا، إذ يجب الاعتراف بأن هناك حالة زهد في هذا الاستحقاق ربما يتحول في الأيام المقبلة إلى فعل إيجابي مع ظهور مواقيت الإجراءات وسخونة الجو التنافسي ولكن الأصل عندي أن الأمر يحتاج إلى جهود أكثر وضوحاً من الأحزاب كلها بما في ذلك المؤتمر الوطني نفسه والذي يحمد له أنه أعلن قوائم مرشحيه، وهذا منهج فيه إشارة لحسن التدبير والاستعداد ونحتاج بالفعل لحراك سياسي أكثر نشاطاً وحماسة ليكون الجميع عند الموعد أمام صناديق الاقتراع.