الديوان

خلو الشوارع.. ودفء مواقع التواصل الاجتماعي

مع زمهرير الشتاء
المجهر _ آيات مبارك
اليومان الماضيان خلت فيهما الشوارع من المارة نسبة لموجات البرد القارس مما خلق حالة من الجمود، حدت بالبعض إلى الركون في مواقع التواصل الاجتماعي  وإطلاق النكات، الصور الساخرة والقصائد عن حالة الطقس التي ضربت السودان، فأشعلت السخرية روح الدفء من تحت (البطاطين) و(الأغطية) رغم حالة الوجوم التام.. ولم يقتصر نشطاء الأسافير على النكات السودانية، بل تعدت بعض الطرائف الحدود إلى مصر والسعودية.
{ حمام الصباح
وقد لاقى (حمام الصباح) حضوراً واضحاً في معظم الرسائل منذ الأسبوع الماضي، منها (حمام الصباح يغادر السودان: ذكر مصدر موثوق أن حمام الصباح موجود الآن بمطار الخرطوم استعداداً لمغادرة السودان بعد أن يئس تماماً من الشعب السوداني (الجرسة)، وأعلن عودته في مطلع شهر مارس على حد قوله. وقال المصدر إن (حمام الصباح) حاول إقناع شقيقه (حمام الظهر) بالسفر معه، الذي قال إن لديه محاولات أخرى).. وبعض قصائد الدوبيت  التي تعلن بأن أقصى درجات الحب ليس الانتحار بل الاستحمام من أجل تأكيد العشق، وقد ورد في دوبيت رجل مخاطباً محبوبته: (لو دايرة تعرفي ريدتي ليك هسي بمشي استحمى).. وعاد البعض إلى صورة من مسلسل الأطفال (سالي) مصحوبة بصورتها (في مثل هذا الجو طردت الآنسة مينشن سالي من المعهد).
{ البطاطين
إضافة إلى ذلك انتشرت نكات ومواقف تمجد وجود البطانية، فقد كتب أحد الناشطين: (إذا وجدت بطانية تسير ليلاً.. لا تخف فإن أخيك يريد أن يشرب ماءً). وقد أثارت مجموعة من الصور للولاية الشمالية (دنقلا) وشوارعها مكسوة بالثلوج التساؤلات، وتضاربت الأقوال بين مصدق ومكذب كونها صورة في السودان.. وأكثر الصور التي لاقت رواجاً هي صقر الجديان (ملفوف ببطانية)، إضافة إلى وجه كرتوني يسأل بمكر منذ العام الماضي: (استحميتووو)؟؟
ويبدو أن فصل الشتاء هو الوحيد الذي فاجأ الشعب السوداني لأنه دولة تعيش في حالة صيف دائم ولا يملكون مقومات فصل الشتاء، فحياتهم مصممة على (الطريقة الصيفية)، وقد شدد مختصون اجتماعيون على أن الاستمرار بهذه الطريقة في التناول الاجتماعي سيؤدي إلى الجفاء والكسل وربما الاكتئاب، خاصة وأن البعض نشر (تكتيكات) لقتل الوقت والجمود.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية