لعنة التفرقة والانقسام تطارد فرق الغناء الجماعي
أصوات تفشل وأخرى تظهر
الخرطوم – سعدية الياس
(عقد الجلاد) (أولاد البيت) و(الصحوة )من منا لا ينتشي طرباً في تلك اللحظات التي تمضي بين وصلاتهم الغنائية، عندما يتغنى كل صوت من أفراد الفرقة على حدة ..وكل هذه الفرق استطاعت أن تلعب بأوتار قلوبنا في لحظات من المتعة، ورغم توقف معظمها هل هذه المتعة كانت نتاج أصوات تجمعت فيها كل النبرات الموسيقية ؟؟ أم هي نتاج بعض الأصوات؟؟ وهل حقاً الفرق الجماعية تقتل المواهب أم تصقلها؟؟ كلها تساؤلات فرضها واقع الفرق الجماعية من خروج بعض نجومها وبقاء آخرين، لتمضي مسيرة الفرق الجماعية بثبات وإن كان هذا الشيء ينطبق على فرقة عقد الجلاد الغنائية حتى بعد ذهاب نجومها المؤسسين.
“النو”.. الفشل والنجاح له مقاييس
ومن أولئك الذين كانت لهم بصمة واضحة في مسيرة الفرق الجماعية الأستاذ الموسيقار “عثمان النو” مؤسس (فرقة عقد الجلاد) و(فرقة رأي)، أكد من خلال حديثه لـ(المجهر) بأن الحكم على فشل المبدع أو الفنان في الفرق الجماعية ليس صحيحاً. وأضاف: ربما لأن البعض يشعر بأن عضو الفرقة يغني مرة أو اثنين في صولو، ولكنه مثل نجاح العضو بالفرقة كـ(آلة الكمنجة) (فلماذا لا نستخدم كمنجة واحدة بدل ثماني أو أكثر). وأرجع “النو” خروج بعض أعضاء الفرق إلى عدم إجادة فن التعامل مع بقية الأعضاء أو لحاق الظلم والاختلاف ربما لظروف السفر خارج حدود الوطن ..وإنما ليس لأنه لا يملك قدرات. وأشار “عثمان النو” إلى أن العديد من الفرق على مستوى العالم قد حقق فيها بعض الفنانين النجاح من داخل الفرق وخارجها كـ(مايكل جاكسون). وأكد “النو” على أن خاصية النجاح والفشل لها ظروفها التي ربما تعود إلى انفصال عضو من الفرق، لأنه لا يستطيع قيادة حركة الغناء في حالة فشله لأن نجاح الفنان له علاقة وثيقة بانطباع الناس والمزاج، فإذا غنى الفنان “أبوعركي البخيت” أو في فرقة جماعية فبالتأكيد لا نستمع له لأننا قد تعودنا على غنائه الفردي.
“ياسر تمتام”
ولكن الفنان “ياسر تمتام” قال بأن نجاح بعض الأفراد في الفرق الجماعية يعود في الأساس إلى شيئين، الأول الموهبة المحسوسة والثاني أن يكسب بعض الأفراد المهارات من خلال تمارين مجموعة والتي تتطور مع مرور الوقت. وأكد قائلاً: إن الفرق بالفعل تضيع من فعالية ومدى الأصوات الجميلة وأرجع فشل بعض الفنانين بعد خروجهم من الفرق إلى الانطباع الأول للمستمعين. وأشار إلى أن الفنان “شمت محمد نور” يعد من أجمل الأصوات التي بإمكانها الغناء سواء في فرقة أو منفرداً وبإمكان المستمعين تقبل صوته في الحالتين، لأن جميع الإمكانيات المطلوبة متوفرة لديه. وأضاف أنا شخصياً لا أنفع أن أغني في مجموعة، لأني وفي كل فترة أغني نفس الأغنية بطريقة مختلفة.
“خالد الوزير”
فيما قال المذيع الصحفي “خالد الوزير”: يعد الحكم المطلق صعب جداً في مثل هذه المواضيع، لأن هناك أصوات تكمل بعضها وأصوات جميلة لا تتجلى إلا من خلال مجموعة جميلة لا تظهر، وهناك بعض الأصوات المقيدة لأصحابها. أما النجاح والفشل يعود للفنان نفسه وله علاقة بمشروعه الفني كالفنان “طه سليمان” الذي لا يعتمد على صوته فقط، فهو فنان ذكي يقدم نوعية من الأغنيات كانت سبباً في نجاحه إضافة إلى القبول الرباني، لكن فرقة عقد الجلاد أثبتت على أن الناس تحب المجموعة نفسها.
“الماحي سليمان”
ولكن د.”الماحي سليمان” تحدث عن تاريخ الغناء الجماعي قائلاً: إن الغناء الجماعي يمتلك أكبر جمهور في كل أنحاء العالم ويجد احتراماً لا مثيل له، ويعد السودان صاحب تجربة أصيلة تتمثل في أغاني التراث التي تؤدى في (الليالي القمرية)، (الحصاد)، (مناسبات الزواج) والأغنيات الوطنية، لكني أرى أن التجارب الحديثة تحتاج إلى رؤية مختلفة في الطرح الفني الجاذب والمدهش، لذلك هناك العديد من الفرق التي ضاعت بوصلتها وإنا شخصياً معجب بـ(فرقة عقد الجلاد) التي لا تتأثر بذهاب أحد أعضائها، لأنها تستعيضه بعضو أفضل نسبةً لاختيارها الدقيق في الأصوات، أما بخصوص الأصوات التي تنفصل عن الفرق عليها أن تعتمد أسلوباً أدائياً خاصاً غير أسلوب الفرقة. وفي ختام حديثه قال: إن الفرق الجماعية لها دور كبير في إضفاء نوع من المهارات والخبرة الأدائية والانسجام .