تقارير

فاشر السلطان ترفع التمام بـ(الميري والملكي) !!

تأهبت لطرد أخر متمرد من أراضيها
تقرير – محمد أزهري
يبدو أن توجيهات رئاسة الجمهورية بفتح معسكرات الدفاع الشعبي في حفل وداع الشهيد “هاشم تاج السر” نهاية العام الماضي لم تمنعها أمواج البرد القارس من التنفيذ ولم تكن مجرد أمنيات تطلقها القيادات فحسب، بل لم تتوقع الرئاسة نفسها ما نفذته ولاية شمال دارفور من توجيهات في هذا الصدد وظهر ذلك جلياً عندما ارتسمت علامات الدهشة والفخر على محيا وزير الدولة بالدفاع الفريق ركن “يحيى محمد خير” لحظة اعتلائه منصة ميدان الحرية بفاشر السلطان الذي شهد تخريج (5) آلاف مجاهد و(7) آلاف يتأهبون للتخرج في الأيام القادمة. هذه الدهشة جعلت وزير الدولة بالدفاع يتحدث حديث الواثق ويقول: (بعد دا ما محتاجين لزول يحرسنا بنحرس بلدنا برانا)، وفي حديثه رسالة واضحة لقوات (اليوناميد) ورسالة أعمق المعاني إلى حركات التمرد والمارقين، حيث احتشدت (18) محلية في ميدان الحرية شيوخاً ونساء وأطفالاً لم تفتر لهم عزيمة منذ الصباح الباكر ليوم (الثلاثاء) الماضي وهم يشكلون لوحة دارفورية أنيقة تنم عن أصالة كل قبائل المتعايشة في أرض القرآن والتقابة والدواية واللوح.
مشهد أول !!
لم أتوقع قبل وصولي لفاشر السلطان أنها تنعم بتلك المناظر الطبيعية الخلابة والرمال التي تغطي طرقات الأحياء وتكاد تعطل السيارات ذات الدفع المنخفض لذلك تظهر عربات (اللاندروفر) تقف أمام كثير من المنازل  وعربات (اللاندروفر) يبدوا أنها قد اندثرت في العاصمة الخرطوم وكثير من ولايات السودان وطويت في دفاتر النسيان منذ عهد بعيد لكنها لا زالت بصلابتها وقوتها تملأ فاشر السلطان وقراها، الأشجار أكثر اخضراراً تدعوك للجلوس تحتها لتنعم بظلها الوريف والطيور تتقاطر عليها بكل أشكالها التي لم نرها في الولايات الشرقية.
مشهد ثانٍ !!
في الطريق إلى ميدان “دار الأرقم” غرب مدينة الفاشر يتقدمنا منسق الدفاع الشعبي بشمال دارفور”أحمد أدم عبدالقادر” الشهير بـ(أحمد جور) وخلفه عربة حماية مجهزة بالدوشكة للوقوف على آخر استعدادات (5) آلاف مجاهد يتأهبون للتخرج فوجئنا بأن الولاية تستعد بـ(الميري والملكي) وكان هناك نحو (7) آلاف مجاهد يرتدون (الملكي) لكنهم ينتظمون- كما قال الجيش- (صفاء انتباه) وتعلو أصواتهم (الله أكبر)، كان المشهد أكثر من كونه احتفالية تخريج لأن ما جاشت به قريحتهم ينم عن أن دارفور قد عادت سيرتها الأولى تنشد السلام والأمن والاستقرار وما عاد أهلها ينجرون وراء ما يطلقه أعداء الوطن والمارقون من أبناء دافور بل المشهد دل على أن مجاهدي دارفور يتلهفون شوقاً لمعانقة البندقية طالما رفض المتمردون السلام لطرد آخر متمرد أسوة بما فعلته القوات المسلحة في استيلائها على منطقة (فنقا) قاعدة ومعقل الحركات المسلحة بشرق جبل مرة.
مشهد ثالث !!
كان صباح (الثلاثاء) الماضي يوماً استثنائياً تقاطرت فيه (18) محلية من شمال دارفور حيث امتزجت كل أطياف المجتمع وشرائحه العاملة والكادحة ومؤسسات المجتمع المدني وقيادات الاجهزة الأمنية بالولاية، وشكل حملة  اللوم والدواية حفظة القرآن من الشيوخ والأطفال منظراً بهياً وطلاب المدارس زينوا حواف المدان بزيهم النضيد والخيالة الفراس كانوا يصطفون ويرفعون السيوف وكأن السلطان “علي دينار” قد عاد مجدداً والحكامات كن يلهبن الحماسة وكأن الحرب قد حمى وطيسها وقيادات الإدارات الأهلية كانوا حاضرين يهيبتهم وحكمتهم في حشد المجاهدين كل هذه المناظر، والمشاهد الرائعة حولت ميدان الحرية رغم مساحته الشاسعة والواسعة إلى ميدان صغير جداً لكنه بركان يلتهب حماساً من أجل رفعة الوطن.
مشهد رابع !!
وما إن اعتلى مقدم البرنامج منصة الميدان إلا واعتلت أصوات المجاهدين باللهجة الدارفورية المميزة (أحمد في كلام ما في) في إشارة واضحة إلى أن منسق الدفاع الشعبي بشمال دارفور “أحمد آدم” يتمتع بكاريزما قوية وروح جهادية عالية جعلت منه شخصاً محبوباً بين أهل الولاية حتى يظلوا يرددون مقولتهم تلك في جلالات التدريب، وكان وصول والي الولاية “عثمان كبر” إلى ميدان الحرية برفقة وزير الدولة بالدفاع الفريق “يحيى محمد خير” حدثاً حظي باهتمام كبير من الحشد الكبير ولم يمض وقت طويل إلا ونادى قائد الميدان (الطابور جاهز للتفتيش) حيث شكلت القوات المتخرجة منظومة أكثر روعة بمشاركة قوات الشرطة الشعبية والدفاع المدني والقوات المسلحة وقد تم تخريج (5) آلاف مجاهد ورفع تمامهم الوالي. وأعلن عن أنهم جاهزون للزج بهم في ميادين القتال بينما عاد (7) آلاف إلى ميادين التدريب. وفي الوقت ذاته شهد مقر التسجيل للانضمام إلى صفوف المجاهدين دافعاً كبيراً.

 مشهد خامس !!
كانت المرأة الدارفورية حاضرة بكل مميزاتها الفريدة زينت بأناملها خيمة معرض الدفاع الشعبي في إطار احتفالاته بالعيد الخامس والعشرين بكثير من التراثيات وشوهدت ثلاث نساء يقمن (بدق الذرة في الفندك الكبير) وهن واقفات وأخرى تسحن الدخن في (المرحاكة) وهي تدندن بأغنية حماسة دارفورية يقول مطلعها (أبو القدح بعرفا مكان يعضي أخيا) وهناك مجموعة من النساء والفتيات والشباب يرقصون طرباً على أصوات النقارة.
مشهد سادس !!
هكذا كان تنفيذ ولاية شمال دارفور لتوجيهات الرئاسة بفتح المعسكرات وتدريب المجاهدين لذلك تعتبر شمال دارفور نفذت التوجيهات بصورة مثالية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية