شهادتي لله

"علي السيد".. موقف يستحق القراءة

إذا كان قيادي سياسي مثل الدكتور “علي السيد” المحامي عضو هيئة قيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، وهو رجل محسوب على مجموعة المعارضين (الصقور) والمتطرفين ضد الحكومة، يقول إنه لا مشكلة لهم مع الرئيس “عمر البشير”، ولا ترشحه وفوزه في انتخابات الرئاسة ولكنهم يطالبون بتأجيل انتخابات البرلمان، لإعطاء الحوار الوطني فرصته للوصول بالبلاد إلى بر أمان التوافق الوطني، فلماذا يصر (المؤتمر الوطني) على ما يسميه البعض محاكاة للغة اللبنانيين (الاستحقاق الانتخابي)!! العبارة الأخيرة أصبحت تصيبني بـ(الطمام) !!
بالأمس زارني بالمنزل القيادي الاتحادي المصادم د.”علي السيد” ودار بيننا حوار مطول حول موقفهم الرافض لدخول الانتخابات القادمة وعرض الحزب الحاكم بعدم تقديمه لمرشحين في (30%) من الدوائر الجغرافية.
كان حديث القيادي الاتحادي منطقياً بتبرير رفضهم المشاركة في الانتخابات، قال لي: “كيف ندخل انتخابات لم نسجل ناخبيها ولم نراجع سجلها، و لا نعرف كيف تم تقسيم دوائرها، ولا تشكيل مفوضيتها ولجانها العليا؟”.
قلت له: وما رأيكم في انتخابات الرئاسة؟ هل توافقون على إجرائها على أن تؤجل البرلمانية؟ فوجئت عندما قال لي بتلقائية: (نحن ليس لدينا مشكلة مع “عمر البشير”) !! قلت له: كيف؟ هل أنتم موافقون على ترشحه للرئاسة ثم فوزه مرة أخرى؟ كررها: ما عندنا مشكلة!! حدثته أنني سأنشر هذا الرأي.
إنه موقف سياسي عقلاني فيه مساحة للتوافق والتلاقي بين جميع الأطراف السودانية، موقف جدير بالاهتمام والمتابعة.. القراءة والتحليل. وهو مختلف عن مواقف المتطرفين الأدعياء الذين لا قدرة لهم ولا قواعد ورغم ذلك يرفضون الحوار، ويرفضون “البشير” ويرددون أن خيارهم الوحيد هو (إسقاط النظام) !!
نحن جميعاً في حاجة ماسة لتشجيع العقلاء في الأحزاب الكبيرة ذات الوزن والقيمة.
لا تزحمونا بأحزاب مثل تلك التي قدمت أوراقها ومناديبها للمفوضية، و(نحنا عارفين البير وغطاها).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية