حوارات

القيادي "أحمد إبراهيم دريج" في حوار استثنائي مع (المجهر) (2-2)

حزب الأمة إذا أراد أن يكون حزباً رائداً فيجب ألا يفرض رأيه على الآخرين
نعم الإنقاذ لها دور في فصل الجنوب لأنها تريد تطبيق الشريعة والجنوبيون مسيحيون
الجنوب سيستقر إذا تخلى عن العقائدية
أبناء دارفور هاجروا إلى إسرائيل لأنهم يريدون أن يعيشوا
على الحكومة والمعارضة أن يتفرغوا لبناء الوطن
كنت أشجع الهلال وأستمع لـ”حسن عطية” وأجيد طبخ ملاح البامية
حوار – صلاح حبيب – نجل الدين آدم
{ هل لديك اتصالات بحزب الأمة من أجل مشكلة دارفور؟
– أنا جيت بالمفتوح وإذا كان حزب الأمة يستطيع أن يعمل من أجل دارفور فنحن سنعمل معه.
{ هل حدثت اتصالات بينك والإمام “الصادق المهدي” خلال الفترة الماضية؟
– لا ولكن كان هناك لقاء عابر في “أكسفورد”.
{ ما الذي دار بينك وبينه خلال هذا اللقاء العابر؟
– لم يقل شيئاً.
{ كيف تنظر لحزب الأمة بعد هذه الفترة الطويلة؟ والانقسامات التي حدثت؟
– لم تكن لدي معرفة كاملة حول ما حدث داخل حزب الأمة، ولكن سمعت هناك تيارات انشقت من الحزب.. هناك تيار فيه “أحمد المهدي” وشخصيات مختلفة.
{ كيف تنظر لتلك الانقسامات؟
– دا كله ما ليه لزوم إذا أراد حزب الأمة أن يكون حزباً رائداً لا بد أن يسمع لحديث الناس، ولكن إذا أراد أن يفرض إرادته فلن ينجح في ذلك.
{ ما هو تقييمك للحكومة الحالية؟
– تقييمي أن السودانيين متدينون بطبيعتهم، وبالتالي هناك إسلام والإسلام السياسي، فالإسلام السياسي يدخل في شؤون الناس ويوجههم اتجاهاً معيناً، لكن السودانيين بصلوا وبصوموا وبيتزوجوا بالطريقة الإسلامية المعروفة، ولم يدخل الإسلام السياسي في حياتهم، فغالبية الشعب السوداني مسلمون سواء كانوا أنصاراً أو ختمية، ولذلك ينبغي أن تترك الحكومة للشعب الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية.. وكمال قال المولى عز وجل للرسول صلى الله عليه وسلم (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ).
{ هل تعتقد أن الإنقاذ لعبت دوراً في فصل الجنوب؟
– طبعاً لأن الإنقاذ تريد أن تطبق الشريعة الإسلامية والجنوبيون مسيحيون فلن يقبلوا.
{ ولكن رغم الانفصال الجنوب حتى الآن لم يستقر؟ ما هو السبب؟
– لم يستقر الجنوب لأن هنالك خلافات قبيلة النوير والشلك والدينكا والقبائل الأخرى، ولكن أعتقد أن الجنوب سوف يستقر إذا تركوا العقائدية.
{ هل تعتقد أن الحكومة استفادت من مال البترول؟
– بدون شك لأن الدخل الذي يأتي من البترول سيحقق إنجازات ونهضة إقامة الطرق ومشاريع الكهرباء والمدارس.
{ هل ما تحقق من طفرة كافية أم كان يمكن أن تكون الطفرة أكبر من ذلك؟
– كان بإمكان الحكومة أن تحقق طفرة أكبر من ذلك من عائدات البترول.
{ البعض يعتقد أن مال البترول كان بالإمكان استخدامه في مشاريع أخرى؟
– هذه خيارات الحاكم والحاكم بيختار كيف تكون التنمية ولكن أعتقد أن السودان اليوم وبخيراته الموجودة استقل استقلالاً أمثل من السابق.
{ إذا أعدناك للماضي ما هي أول محطة لك بعد التخرج من جامعة الخرطوم؟
– بعد تخرجي من جامعة الخرطوم التحقت بمصلحة الإحصاء وظلت إلى أن أصبحت المدير ثم أصبحت مسؤولاً عن التخطيط.
{ وبعدها إلى أين اتجهت؟
– التحقت بالعمل السياسي
 { حضرت ثورة أكتوبر
-نعم
{ البعض يعتقد أن الثورة سرقت؟
– الشيوعيون لعبوا دوراً كبيراً فيها ولكنها خطفت من قبل الإسلاميين ونبهوا الناس على أن الشيوعية كفر وإلحاد وحاولوا أن يشوهوا صورة الشيوعيين (أنا لست شيوعياً).
{ كيف تنظر للمصالحة الوطنية التي تمت إبان حكم الرئيس “نميري” مع المعارضة؟
– العبرة بالنتيجة ومازالت البلد تعاني من الأزمات.
{ هل تعتقد أن الإنقاذ تعاملت مع ملف دارفور بالشكل المطلوب؟
– أبداً.
{ السبب؟
– أن أهل دارفور ناس بسطاء ولديهم قضية حقيقية ومن المفترض أن تجلس الحكومة معهم وتسألهم ماذا يريدون ويمنحوا الأمان لكل من يتحدث عن القضية بكل صراحة ألا يصاب بأذى نتيجة لحديثه هذا وينبغي أن تسمع الحكومة لحديث أي شخص وأن ترد عليهم فرداً فرداً وبطريقة موضوعية.
{ ولكن مشكلة دارفور ليست مع الحكومة لأن المشكلة أساساً قبلية؟
– صحيح مشكلة دارفور مشكلة قبلية وكل قبيلة لن تستطيع السيطرة على نفسها إلا إذا وجدت سنداً من الحكومة، فالقبائل العربية تجد معاملة خاصة من الحكومة والمسلمين كذلك وكان من المفترض أن تكون الحكومة محايدة، فالقانون هو الحكم بين المواطن والدولة لأن العقيدة لا تفرضها الدولة بل يتم اختيارها من قبل الإنسان، فالإنسان حر في ما يختار.. فهناك مسيحيون في السودان وهناك مسلمون وهناك وثنيون والدولة لا تأتي بالدين ولا تفرض رأيها على الآخرين.
{ ورغم تدين أهل دارفور بالفطرة ولكن لاحظنا خلال الفترة الأخيرة أن هناك عدداً كبيراً من أبناء دارفور هاجروا إلى إسرائيل ما هو السبب؟
– أبناء دارفور هاجروا إلى إسرائيل لأنهم عاوزين يعيشوا.
{ ألم تكن معيشتهم في دولة عربية؟
– ممكن.
{ إذن لماذا اختاروا إسرائيل؟
– لأن إسرائيل فتحت لهم فرصة العيش معها واليهود أهل كتاب ولذلك لم يجدوا أي غضاضة في ذهابهم لإسرائيل والإنسان يذهب إلى المنطقة التي تتحقق له فيها معيشته.
{ ماذا تقول للحكومة والمعارضة؟
– يفترض الحكومة والمعارضة يتفرغوا لبناء الوطن فإذا النفوس تطايبت واستطاعوا الجلوس مع بعض يمكن الوصول إلى حل المشكلة الوطن، ولكن إذا أصبحوا- الاثنين- كالثيران كل ينفخ ضد الآخر فلن يتوصلوا إلى الحل.
{ هل بإمكانك أن تصل للحل مع “جبريل” و”عبد الواحد”؟
– “جبريل” بناسه و”عبد الواحد” بناسه والمواطن سئم الحرب.
{ بنسبة كم في المائة يمكن الوصول إلى حل لمشكلة دارفور؟
– الحكومة لها القوة ولها دور كبير بتلعبه فإذا كانت جادة في إدارة حوار مع كل الأطراف فيمكن الوصول إلى الحل.
{ ما هي الخطوة الأولى التي يمكن أن تقوم بها الآن في سبيل حل مشكلة دارفور بعد وصولك؟
– أنا مواطن جئت لأرض الوطن من أجل المساهمة في حل مشكلة أهلي بدارفور فإذا استعانت بي الحكومة وأخذت برأيي بإمكاني تقديم مساهمتي في ذلك.
{ وإذا لم تأخذ برأيك هل بتلملم عفشك وترجع؟
– السؤال يحتمل إجابتين بإمكاني البقاء وبإمكاني العودة فكل الخيارات عندي مفتوحة.
{ إذا قررت البقاء في السودان هل بإمكانك نقل استثماراتك من الخارج؟
– نعم ممكن.
{ ما هي استثماراتك الموجودة بالخارج؟
– ليست لدي استثمارات كثيرة بالخارج لدي شركة مقاولات ولكن هذا البيت الموجود فيه الآن منزلي من قبل ثلاثين عاماً.
{ “عبد الواحد محمد نور” يعتبر من نفس منطقتك فهل بإمكانك أن تلعب دوراً في تليين مواقفه؟
– إذا رغب “عبد الواحد” في الجلوس معي فليس لدي مانع في ذلك، ولكن “عبد الواحد” الآن يعتنق الفكر اليساري فأنا لا يساري ولا يميني فأنا رجل معتدل وليس لدي ولاء للشيوعيين ولا للجبهة، وبالتالي فالسودان يحتاج إلى شخص معتدل مثلي وإذا كان “عبد الواحد” يريد أن يكون معتدلاً مثلي فيمكن أن نتوصل للحل.
{ إذا أعدناك للماضي وسبق أن ذكرت بأنك كنت لاعب كرة قدم أي الفرق الرياضية كنت تشجع؟
– الهلال.
{ هل كنت بتستمع للغناء ولمن كنت بتسمع؟
– “حسن عطية” “عبد العزيز داود” وغيرهم من فناني الجيل القديم.
{ هل كنت بتدخل سينما، ما هي الأفلام التي كانت تستهويك؟
– كنت من رواد سينما كلزيوم والنيل الأزرق.
{ والمسارح؟
– كنت أدخل المسرح القومي إذا كانت هناك مسرحية هادفة بمشي.
{ هل الغربة علمتك تدخل المطبخ وما هي الأكلات التي تجيد طبخها؟
– بعرف أطبخ ولكن لست بارعاً فيه.
{ ما هي الآكلات التي تجيد طبخها؟
– ملاح البامية.
{ ما هي البرامج التي تحرص على مشاهدتها عبر التلفزيون؟
– الأخبار والبرامج السياسية والوثائقية والحيوانات.
{ والإذاعة؟
– البرامج السياسية.
{ في أي المجالات تقرأ؟
– أقرأ في الاقتصاد والسياسة والتنمية.
{ إذا حاولنا التعرف على أسرتك الصغيرة؟
– لدي ابنتي البكر “حواء” وشقيقها “إبراهيم”، أما من زوجتي الألمانية “فلدي” لديَّ ولدان “هادي” وهو متزوج من “بتسوانا” وله بنتان” أما “دريج” فمتزوج من “موزمبيق” ولديه ولد وبنت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية