الديوان

الشاويش "عبد القادر" من بطولات الحرب العالمية إلى الاستقلال

كرمته الملكة “فيكتوريا”
الخرطوم ـ نهلة مسلم
يظل تاريخ قواتنا المسلحة حافلاً بالبطولات من خلال جهاد وكفاح رجال بذلوا الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الوطن وكرامته وحريته والحفاظ على ترابه وأرضه، وكان رجال الجيش قد لعبوا دوراً مهماً وجباراً حتى نال السودان استقلاله المجيد من خلال قوة دفاع السودان التي كان بها جنود أفذاذ وأبطال من أبناء الوطن.
بعض هؤلاء الجنود ظهروا وعرفوا ووثق لهم التاريخ وبعضهم ظل (جنوداً مجهولين) عملوا في صمت من غير منٍ ولا أذى وأحد الذين خلد أسمه في تاريخ القوات المسلحة بجهده وتفانيه لحماية البلاد. أثرنا أن نقف عند بعض محطاته ونحن نستشرف ذكرى الاستقلال المجيد هو “عبد القادر محمد عبد القادر”، الذي عمل برتبة (جاويش) في قوة دفاع السودان وشارك كجندي في الحرب العالمية الثانية عام 1945م.
ابنه “بكري” يروي سيرته..
جندينا الباسل “عبد القادر” و- بحسب ابنه – “بكري” الذي التقته (المجهر) في حوار استثنائي إنه من مواليد الولاية الشمالية في العام 1916م بقرية (البرصة) عمودية (جلاس) محلية (مروي) بالولاية الشمالية، ينتمي لقبيلة البديرية الدهمشية، متزوج وأب لعدد من الأبناء زوجته الأولى هي “فاطمة الطاهر” والثانية “ست النور أحمد” وأبناؤه هم (بكري، فتح العليم، ليلى، سعاد)، ويوضح ابنه أن والده عمل بقوة دفاع السودان لمدة (12) سنة وأربعة وعشرين يوماً، وهذا التاريخ مدون في دفتر خدمته الذي يحوي كل المعلومات عنه. والذي قام ابنه بتسليمه لإدارة المتحف الحربي مع عدد من ذكريات والده التي يعتبرها إرثاً لكل الشعب السوداني.
مشاركة في الحرب العالمية وتكريم من الملكة “فيكتوريا”
ويبين ابنه أن والده الجندي شارك في الحرب العالمية الثانية في مواقع بـ(طبرق، كرن، شرق السودان وتسني)، وكان آنذاك ببلك الهجانة (670) بسلاح الخدمة المدنية في الفترة من 5/6/1946م برتبة الجاويش بمدينة الأبيض حي البترول.
وفي عمله نال العديد من الأوسمة والأنواط منها ميدالية فضية ونجمتان عبارة عن نياشين منحت له من الملكة “فيكتوريا” ملكة “بريطانيا”.
تفانٍ في العمل حتى وفاته
“بكري” يقول إن والده كان يحب العمل، على الرغم من أنهم عاصروه إبان تركه للعمل بقوة دفاع السودان، وفيها أيضاً نال دوارات في سواقة الدرجة الأولى، كما يتمتع بمهارة صنعة الميكانيكا، حيث لا يتذكرون تلك الفترة الناصعة من حياته، إلا أنه كان دائماً محباً للعمل، فبعد انتهاء خدمته بقوة دفاع السودان وإحالته للمعاش سبب وفاء المدة وبسلوك جيد جداً،عمل سائقاً لمدة (35) عاماً في هيئة توفير المياه الريفية بالخرطوم (كيلو 10) سابقاً، وبعد انتهاء خدمته بها عمل غفيراً في (ديوان الزكاة) بالخرطوم حتى وافته المنية منتقلاً لرحمة مولاه في 27/2/1998م، تاركاً ذكرى إنسان متفانٍ في الحياة ومن جيل التضحيات الأول، مضيفا أن أوسمة وأنواط والده الجندي بجيش قوة دفاع السودان موجودة حالياً في المتحف الحربي وتعد جزءاً من تاريخ الجيش ورجاله الأبطال في السودان.
كرمته “بريطانيا” ولم تكرمه بلاده
جندينا الباسل الراحل “عبد القادر محمد عبد القادر” رغم عطائه اللامحدود في خدمة القوات المسلحة لم ينل تكريماً من أية جهة ولم يتم الاحتفاء به أو تذكره رغم جهاده وكفاحه ونضاله دفاعاً عن أرض البلاد وأسرته التي دفعت هي أيضاً ثمن نضاله في صفوف الجيش لم يعرها أحد أي اهتمام لرد جزء من الجميل الذي قدمته ورب الأسرة للبلاد من جهة رسمية خلال الحقب الماضية .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية