تقارير

(المحاية) بدلاً عن (نداء السودان) و(إعلان باريس) و(الفجر الجديد)

في لقاء (مناصرة) الصوفية بشرق النيل
تقرير – صلاح حمد مضوي
نظمت الطرق الصوفية لقاء (مناصرة) للرئيس “البشير” بساحة احتفالات المولد النبوي الشريف الجديدة بشرق النيل عصر أمس (السبت) جدد فيه الرئيس رفضه لوثيقة (نداء السودان) و(إعلان باريس) و(الفجر الجديد). وقال إن رده على حديثهم عن إلغاء الشريعة قوله لهم مرة ثانية وثالثة (والله اليلحسوا كوعهم)، و(الله الشريعة كل يوم نزيدها تمكين ورفعة)، بينما قامت الطرق الصوفية بتكريمه بمصحف وشال.
وقال “البشير” الذي بدا مرتاحاً: (نحمد الله على نعم كثيرة، وأول نعمة هي نعمة الإسلام، نحمده أن جعلنا مسلمين ومن أمة محمد خير أمة أخرجت للناس، ومما زادني شرفاً وتيهاً وكدت بأخمصي أطأ  الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا، ونحمده ثانياً أنه جمعنا اليوم لكم بقيادة وزعامة الطرق الصوفية في السودان، وأنا حينما أقول ذلك لأن هؤلاء المشايخ الذين يقفون بجانبي ومن يجلسون في هذا المكان يمثلون مشايخ الطرق الصوفية في كل السودان.
ولو أردنا أن نعدد مناقب الطرق الصوفية في السودان لاحتجنا لكتب ومجلدات لا يمكن حصرها، يكفي أن السودان أنه البلد الوحيد الذي تحول إلى الإسلام بكامله دون فتح، وحينما نقول بدون فتح – بدون فتح عسكري، لكن الفتح تم على يد شيوخ الطرق الصوفية الذين جاءوا وفتحوا الخلاوى والمساجد وبسطوا الدين و(العجين) للناس حتى حولوا السودان لدولة إسلامية، ونحن حينما جئنا ووقفنا مع الشريعة لم يكن ذلك موقفاً سياسياً أو تنطعاً، لكنها هي القاعدة نحن جئنا نمثل الشعب السوداني ولنحقق رغباته في تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن وضع الأساس والبناء لنا هم شيوخ الطرق الصوفية، وكان لزاماً علينا إكرام أهل القرآن لأن هؤلاء أهل الله وخاصته فكانت جامعة القرآن الكريم وجمعية القرآن الكريم، وكانت مهرجانات القرآن الكريم، وتكريم حفظة وشيوخ القرآن الكريم، وكانت المسابقات الإقليمية والدولية لأن هذا هو الأساس المتين الذي جئنا عليه وأسسه شيوخ الطرق الصوفية وهم الذين جمعوا أهل السودان ووحدوهم على راية واحدة هي راية (لا إله إلا الله).
وأضاف: (حقيقة جاء أعداء السودان وجاء الاستعمار الذي مولته الكنائس حيث جاء لتنصير السودانيين، لكن من الذي وقف أمامهم وأفشل مخططاتهم وسفه أحلامهم، هم شيوخ الطرق الصوفية وأتباعهم وحيرانهم).
وزاد “البشير” في حديثه عن المعارضة: (يا جماعة الأشياء تعرف بأضدادها، وأنت حينما تجد في الخندق الآخر فإنك تجد العملاء والخونة والمرتزقة سواء سموا أنفسهم جبهة ثورية أو حركة تحرير السودان فكلها أسماء لا تمثلهم ولا تعبر عنهم، لأنهم عملاء وخونة ومرتزقة، ولو أنهم حقيقة كانوا يعتقدون أن الشعب السوداني معهم، فهنا العمل السياسي مفتوح فلدينا الحزب الشيوعي يعمل، وبدل حزب شيوعي لدينا أحزاب شيوعية، ولدينا أحزاب (بعثية) وقومية و(ناصرية)، كل هؤلاء يعملون، ولو كان لديهم أتباع لماذا لا يعملون هنا، لماذا هم موجودون بالخارج، (ليه حايمين في الفنادق، ليه قاعدين في باريس، ليه قاعدين في إسرائيل أما حديثهم عن إلغاء الشريعة فأنا أقولها لهم مرة ثانية وثالثة وقالها أخونا “نافع” قبلنا “والله اليلحسوا كوعهم”، والله الشريعة كل يوم نزيدها تمكين ورفعة  ولا إله إلا الله ،ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين، ولو كره المنافقون ولو كره المتمردون ولو كره العملاء والخونة، دا ردنا ليهم الليلة هنا ونحن نحتفل بمناسبات عديدة، مناسبة مولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، هذا ردنا عليهم، وقالوا يريدون تفكيك القوات المسلحة والأمن والدولة، لمصلحة من؟ من المستفيد من تفكيك السودان وتشتيته؟ “هل الناس عاجبهم الحاصل في العراق؟ أو سوريا أو ليبيا أو جنوب السودان وفي أفريقيا الوسطى؟، المنطقة كلها تغلي والسبب في ذلك العملاء والخونة والمأجورين، لكن نقول لهم إننا هنا في السودان لكم بالمرصاد، يوجد شعب سوداني موحد له رايات مرفوعة، لديه أهداف محققة نحن مع الشريعة اليوم وغداً، لكن هؤلاء الناس لن يتركونا، سيحاولون إحداث شقاق بيننا إلى قبائل وطوائف، ونحن نقول لأهلنا شيوخ الطرق الصوفية أنتم من وحدتم أهل السودان ووجدانهم، نريدكم توحيد أهل الناس القبلة كلهم، كل طريق يؤدي إلى الله ، كل الطرق تؤدي إلى الله سبحانه وتعالى، نريد توحيد الكلمة وجمع الصف، وجمع كل أهل القبلة لكي نكون في مواجهة (العلمانيين) الذين يريدون إلغاء الشريعة وتدمير السودان ، نريد أن نقف صفاً واحداً ضدهم كلهم إن شاء الله).
وحول إعلانات المعارضة قال: (لو عملوا (إعلان باريس) أو(نداء السودان) أو (الفجر الجديد) دي كلها وثائق بكتبوها هناك ناس الموساد و(السي آي إي)، وبجيبوها ليهم هم لأنهم مأجورين، نقول ليهم موصوها وأشربوها، وإن شاء الله حا تبقى سم هاري في بطنهم لأنها ما محاية).
وزير الدولة بالإرشاد الشيخ “محمد مصطفى الياقوتي” قال في خطابه بالمناسبة إن الرئيس أعلن صلته بالحبيب المصطفى في كل خطاب له، ومارس ذلك عملاً إذ انحاز إلى الشريعة ووقف أمام الدنيا صادحاً بكلمة (لا إله إلا الله) وبانت الصلة حينما لم يلتفت لدنيا ليلتفت للإعانات الأوروبية إبان الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وعمارة المدن التي أقامها الصوفية مثل الخرطوم ومدني وسنار تشهد على أنهم مازجوا بين الحضارة المادية والمعنوية لأنهم فهموا فكرة تمدين الدين، ويمثلون الوسطية الواعية والواضحة، وهم من حفظوا للناس أدب الاختلاف.
من جهته قال والي الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر” (نحيي الذين احتشدوا هنا في هذه الساحة المباركة التي نحتفل فيها جميعاً بميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأحييكم لأنكم احتشدتم هنا لتؤكدوا على حبه أولاً، ولمن يحمل روح الحبيب وفكره وتوجيهاته، ونحسب أن رئيسنا من هؤلاء، لذلك نحتفي به هنا وننصره جميعاً بالكلمة الصالحة وبالنصيحة والدعاء الطيب الصالح، وتنصرونه لأنه يمثلكم، ولأنكم في لقاء النصرة هذا تؤكدون على هذه الروح، وعلى القيم والمثل والتي نبايعه عليها، ولذلك نحتفي بهذه القيم وخلف هذه الراية “لا إله إلا الله” وهي التي تجمعنا هنا وبالعلم والعمل أنتم خلفها).
(ونحن نحفظ لتجمعات (أهل الطريق) في السودان فضائل شتى، فهم الذين وقفوا في ماضي الأيام على دخول الدين لهذه البلاد، وهم الذين وقفوا على تنشئة الأبناء والأولاد المحبين والمريدين على هديه “صلى الله عليه وسلم”، وهم الذين شكلوا أول تجمع للوحدة الوطنية حيث اجتمع عندهم أهل السودان كلهم من شرقه وشماله وغربه وجنوبه، ولذلك كانوا أول من جمع الناس حول هذه الراية (لا عرق لا جنس لا قبيلة) اجتمعتم جميعاً خلف هذه الراية، وبهذه القيمة نرحب برئيس الجمهورية).
معتمد شرق النيل “عمار حامد سليمان” قال في كلمته بالمناسبة إن الرجال والنساء خرجوا يفدون الرئيس بأرواحهم لأنهم أحبوه لدينه وخلقه وقوته في الحق ولشجاعته ولكونه رمزاً للأمة وصمام أمان لمنعتها، إن الله  جمع أهل الباطل جميعهم على صعيد واحد ليميز الخبيث من الطيب. وكشف أن الرئيس سيفتتح الكهرباء لأكثر من (60) قرية، وكهرباء ومستشفى (أبودليق) ومحطة (ود دفيعة) للصرف الصحي، ومشاريع أخرى.
إلى ذلك، قال الشيخ “صالح محمد شريف نور الدائم” الذي تحدث إنابة عن رئيس المجلس الأعلى للتصوف الشيخ “الطيب الجد ود بدر”: (نعلن لدعاة فصل الدين عن الدولة والعلمانيين الذين اجتمعوا في أديس أبابا وأصدروا ما يسمى (نداء السودان) الداعي لقيام الدولة العلمانية وطالبوا بتفكيك القوات النظامية في دعوة لتفكيك الدولة وإشاعة الفوضى، هذه التحركات المشبوهة ما هي إلا امتداد للهلع والذعر الذي أصاب الصهيونية العالمية وأمريكا وكل دول الاستكبار وأعداء الدين نتيجة للصحوة الإسلامية العظيمة، وتنامي أعداد المسلمين في أوروبا وأمريكا، إن هؤلاء العلمانيين والاستعماريين يحاولون تصدير مشروع الفوضى الخلاقة التي صممتها الإدارة الأمريكية ودمرت بها الكثير من الدول العربية، وهذا المشروع جعل أبناء الأمة يقاتلون بعضهم بعضاً، ودونكم ما يجري في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، إن هؤلاء الأعداء وعبر هؤلاء العملاء لن يهدأ لهم بال حتى يدمروا كل ما له صلة بالدين الحنيف وينسفون الاستقرار الذي ننعم به، ويحاربون عودة الأمة إلى دينها الحنيف، والسماح لشرع الله أن يحكم، ونحن نتابع ولسنوات طويلة خلت الحصار الجائر والظالم الذي تفرضه أميركا على بلادنا والقرارات الظالمة المتكررة التي يصدرها مجلس الأمن برعاية أمريكية، وادعاءات وملاحظات المحكمة الجنائية الخائبة بواسطة المدعية (فاتو بن سودا)، إن التآمر الأمريكي على بلداننا قاد الجنوب إلى الانفصال وهاهم يتابعونها تتفكك قبل أن تتكون حيث دمرها الاقتتال بين أبناء شعبها، والآن بقايا الحركة الشعبية هنا وقطاع الشمال وجبهة ثورية يريدون نقل نفس النموذج إلى السودان).
وأضاف: (ونحن نتابع كل هذه الأعمال العدائية والاستهداف لعقيدتنا وشعبنا وخيراتنا وقيادتنا فقد رأينا أن نحتشد اليوم في محلية شرق النيل محلية التصوف، نحتشد لنسمع العالم صوتاً مدوياً برفضنا التام لـ(نداء السودان) وإدانتنا للعملاء والمأجورين، ونرفع صوتنا عالياً مؤكدين بأننا سنقطع كل يد تمتد للتلاعب بديننا الحنيف ووطننا وقيادتنا، وإن السلطنات والممالك في السودان قامت على إرث إسلامي عميق أرساه  مشايخ الصوفية بإرث وسطي).
وقال إنهم يجددون البيعة للرئيس “البشير” وهم أمامهم في حماية المشروع الإسلامي، وامض بقوة ولو خضت البحر لخضناه معك، ونحن أبناء مجاهدين، وجاهزون لميدان الجهاد وفتح مسايدنا للتضرع والتلاوة جنباً إلى جنب مع التدريب العسكري).
وأضاف: (ندعوك أخي الرئيس لتوسيع مظلة الحوار الوطني وندعو قادة الأحزاب الحقيقية التي تمثل شعبنا للمشاركة بجدية في الحوار، وندعو سيدي الرئيس  لتنازلات دونما  ضعف لا تكون على حساب العقيدة أو كرامة شعبنا وأمن وسلامة الوطن، ندعو من يريد الحوار، ونعلن تأييدنا ومساندتنا للجيش والشرطة وهم يقاتلون الأعداء وفي حماية الثغور، وندعوك في ذات الوقت لمحاربة الفساد والمفسدين واسترداد أموال الشعب المنهوبة والقصاص منهم حتى يكونوا عظة لمن يتعظ، كما ندعوك لتخفيف معاناة شعبنا ومحاربة البطالة والغلاء الفاحش وتسهيل معاش الناس، وليكن شعارنا للعام الجديد أمن مستدام وقضاء على المتمردين والعملاء وغذاء صحي متاح للجميع وتعليم جيد وعلاج مجاني من خلال أمة متحدة تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية