الصحافة وحرب الصيف!!
{ من خلال أحد مواقع التواصل الاجتماعي (الواتساب) التي تجمع نخبة من الصحافيين والإعلاميين من مختلف المشارب المهنية والمرجعيات الفكرية طالبتُ رؤساء تحرير الصحف والكتاب وقادة الأجهزة الإعلامية الحكومية والناشطين في الرقابة على الإعلام والأوصياء القدامى والجدد بأن نتخذ لنفسنا موقعاً في دعم القوات المسلحة التي بدأت معركة الصيف الساخن الآن من كادقلي والفاشر.. المعركة الأولى للقضاء على متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال والوصول لمعاقلهم في كاودا وريفي البرام وهيبان والثانية في مواجهة متمردي حركات دارفور العدل والمساواة وتحرير السودان برئاسة “مناوي” و”عبد الواحد”.. وهي حرب اعتبرها وزير الدفاع الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” لنهاية التمرد والقضاء عليه.
دعوتي لانتقال رؤساء التحرير والكتاب ومديرو الأجهزة الإعلامية واتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة وأمانة الإعلام بحزب المؤتمر الوطني يسندها منطق أن هؤلاء الإخوة لا تعوذهم الشجاعة ولا الاستعداد للتضحية في سبيل دعم قواتنا المسلحة وجميع هؤلاء السادة الكرام يهرعون مهرولين لإعداد حقائبهم للأسفار الخارجية حيث متعة السفر وأرقه وأربعة فوائد جمع الدولار واليورو وصحبة المسؤولين والعلم المكتسب بزيادة المعارف والتقرب لله حيث دعوة المسافر مستجابة عند الله حتى يعود.. ولما كنا نحصد الثمرة الحلوة للمواقع الكبيرة والامتيازات والألقاب والتقدير الذي نجده اجتماعياً وجب علينا اليوم أن نسافر مع قواتنا المسلحة لأرض المعركة.. لا ندعو لحمل السلاح والقتال في الصفوف الأمامية ولكن القلم نفسه سلاح والكاميرا أهم من البندقية ووجود “الصادق الرزيقي” و”ضياء الدين بلال” و”حسن فضل المولى” و”محمد لطيف” و”الهندي عز الدين” و”إمام محمد إمام” و”الطيب مصطفى” و”الزومة” و”يوسف عبد المنان” و”أحمد البلال الطيب” و”الزبير عثمان” و”عبد الماجد عبد الحميد” و”مصطفى أبو العزائم” و”الطاهر ساتي” و”صلاح حبيب” و”الكرنكي” و”حسين خوجلي” في قلب المعركة يهبطون من سيارات (لاندكروزر) أرهقها المسير وتجملت بالغبار ويطوفون على المقاتلين في الإحيمر.. و”دلدكو” ويخاطبون المقاتلين ويأكلون معهم وجبة غداء عصيدة بملاح لوبيا ويؤدون صلاة الحرب جمعاً وقصراً.. ويسمعون لنصائح القائد العسكري ويمطرون التمرد المنطقة بوابل من الراجمات ويلوذون مع المقاتلين إلى داخل الخنادق.. ثم يودعون المنطقة إلى متحرك آخر.. ويتحدثون للناس عامتهم وخاصتهم عن اهتماماتهم وقضية جبال النوبة وكيفية حلها وقراءة المشهد من أرض المعركة والحديث للغدارة الأهلية والقيادات المجتمعية في كادقلي والدلنج وهبيلا .. ويعيشون أجواء الحرب وفرحة القوات المسلحة بساعة النصر.. وصبرها على مخاض الألم ساعة التراجع فالحرب كر وفر ولن يدخر العقيد “الصوارمي خالد سعد” خبرة وإلا أسداها لزملاء المهنة.. ويعود وفد الإسناد الإعلامي كل برؤيته حول الحرب والسلام .. وقد كان الصحافيون من ساحات الفداء في قلب معركة صيف العبور فلماذا لا تصبح الصحافة اليوم في قلب عمليات الصيف الحاسم وكثير من الزملاء الصحافيين يعتقدون أن الحرب هي الخيار الوحيد لحسم النزاع في جنوب كردفان والآن قد أصبحت الحرب واقعاً يمشي على الأرض وخياراً يجد من الجميع الدعم والسند وعلينا تسخير أقلامنا لشحذ همم قواتنا المسلحة التي تقاتل في ميدان المعركة. وفي مصر تعرف “محمد حسنين هيكل” على “عبد الناصر” في جبهة القتال خلال الحرب..ولم يلتق به في الفنادق والقصر الرئاسي وكانت للصحافة المصرية في حرب حزيران يونيو 1967م موقفاً مسانداً للجيش المصري وكذلك حرب 73 توثيقاً للأحداث وشهادة على حدث وطني وقومي فلماذا تبقى صحافتنا في الخرطوم تنتظر البلاغات الرسمية والإفادات من أفواه المسؤولين.. كادقلي أقرب من القاهرة وماليزيا .. وطروجي أحب إليكم من الرياض والجزائر.. لذلك فلنتوجه إلى الصفوف الأمامية ونبدأ بأنفسنا إلى ميدان المعركة.. خاصة أولئك الذين ينعمون بمال (الميري) وسيارات الحكومة والحزب الفارهة وينغمسون في مجتمع الخرطوم الجميل ولكن علينا أن نتذكر إخواننا في ميدان المعركة وتحدثنا أنفسنا بنصرتهم ودعمهم ومساندتهم حضوراً في الميدان وليس توصيفاً من المكاتب الباردة.