رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

رقية أبوشوك
قصة أعجبتني ..فحتماً ستعجبكم

قصة أعجبتني فوددت أن أنقلها لكم لنتزود من بحر الصحابة ما يعيننا على قضاء حوائج الناس، ولنتعلم منهم الدروس والتي أصبحت علماً ننتفع به.
هذه القصة تتحدث عن أخلاق”أبو بكر الصديق” رضي الله عنه.  يقول “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه: بينما نحن نجلس ونتسامر الحديث إذ بأبي بكر الصديق يذهب خلسة ويتركنا ولا يتعدى وقت حتى نجده قد أتى ليجلس معنا …تكرر هذا الأمر كثيراً، وفي ذات مرة قلت لابد أن أذهب لأرى أين يذهب أبو بكر وانتظرته حتى خرج خلسة فخرجت ورائه فوجدته يدخل كوخاً قديماً فنظرت ما بداخله، إذ رأيت امرأة عجوزاً يبين أنها لا تقوى على الحركة ..فنظرت فرأيت أنه يقوم بترتيب الكوخ وإطعامها ولا يخرج حتى يقضي لها كل حاجاتها فتعجبت لفعل”أبي بكر”.
فلما توفي أبو بكر رضي الله عنه أول ما تذكرته تلك العجوز ..فليس لها من يقضي لها حاجتها غير “أبي بكر” رضي الله عنه ..فذهبت فلما دخلت الكوخ وجدت أن العجوز غير مبصرة فسويت لها حاجاتها ورأيت أن “أبا بكر” كان يحمل لها تمراً فحملت لها تمراً، ولما وضعت لها التمرة في فمها قالت: من أنت ؟؟..فقلت أنا من يأتي إليك كل يوم ..فقالت أنت لست هو، فقال كيف عرفت أنني ليس من يأتي إليك ؟؟ قالت: من يأتي إلي يمضغ لي الطعام ويضعه على فمي ..فأنا ليس لدي أسنان، وكان لا يعطيني أخرى حتى يطمئن أن الأولى قد سكنت جوفي ..فبكى “عمر بن الخطاب” وقال :
ماذا تركت للناس من ورائك يا أبا بكر؟؟
نعم ونحن نقول ماذا ترك لنا “أبو بكر” وماذا ترك لنا الصحابة رضوان الله عليهم .
فأين نحن من هذه المعاني السامية ..فلنسأل أنفسنا ماذا قدمنا إلى أناس هم محتاجون لمثل هذه الخدمة ..أمهات وآباء ليس لهم من يعولهم ويقف على قضاء حوائجهم.
الدنيا شغلت البعض الكبير منا وتناسينا أشياء بسيطة جداً كان بالإمكان أن تتضاعف من الحسنات، بل وتصبح قصة تحكى على مر السنين والأعوام كمثل قصة “أبو بكر الصديق” مع هذه العجوز التي لا تستطيع قضاء حوائجها ..كانوا يتفقدون الرعية الأمر الذي هداهم إلى أن بهذا الكوخ عجوز قاعدة لا تستطيع قضاء حوائجها ولأنهم كانوا يبحثون عن الحسنة والحسنة بعشرة أمثالها كانوا يتابعون حركة البعض في فعل الخيرات ..ولولا متابعة “عمر بن الخطاب” وخروجه خلسة لما توصل للعجوز وأصبح يقضي لها حاجتها بعد وفاة “أبو بكر الصديق”.
فالأخلاق السمحة توارثوها من سيد الخلق أجمعين (وإنك لعلى خلق عظيم).
الآن هنالك الكثيرون في حاجة للمساعدة ليس لأنهم مسنون بل وأنهم لا يستطيعون توفير قيمة فاتورة العلاج في ظل الظروف الاقتصادية المعروفة، وآخرون ليس لهم ما يقيهم من البرد ونحن نستقبل شتاءً قارصاً ..ليس لهم ما يعين ولكنهم أغنياء من التعفف ..يجب أن نبحث عنهم في الأضابير لأنهم لا يحكون مشاكلهم (فالشكية لغير الله مذلة).
فالله سبحانه وتعالى سخر “أبو بكر الصديق” لخدمة هذه العجوز ومن بعده “عمر بن الخطاب”، فإن عاشت من بعد عمر فإن صحابي آخر سيكون ذهب هو الآخر ليتابع أين يذهب “عمر بن الخطاب”. وسيتذكر بالفعل أول شيء بعد وفاة “عمر بن الخطاب” تلك العجوز وسيقوم بالواجب بالكامل حتى مضغ الأكل، فإن لم يقم بمضغه المرة الأولى، فإن العجوز ستقول له من أنت ؟؟ لتنبيه بأن الذي كان يطعمها كان يمضغ لها لأنها ليس لديها أسنان .. فيا سبحان الله.
فلنبحث عن فعل الخيرات فحتماً سنجدها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية