"البعيو ياسر" في حوار مثير لـ(المجهر):
ربنا أكرمني بزوجة قصيرة ولا أذهب للإستاد حتى لا أضيع وسط الزحمة
أم درمان ـ نهلة مجذوب
تعامله المقرون بلطفه ومرحه وابتسامته الدائمة قادنا إليه لنجري معه دردشة خفيفة لكنها جاءت غنية بقصص عطاء وكفاح ونجاح قلما يستند إليها أناس دونه، شكل هالة من التقدير والاحترام وكسب سمعة طيبة داخل وخارج مكان عمله، إنه (القزم) الشاب “ياسر شاكر محمد”، زرناه بمحله بسوق أم درمان شارع الأحذية، وجدناه واقفاً بكل همة ونشاط يبايع زبائنه، استقبلنا بحفاوة جعلتنا نغوص معه في هذه الدردشة…
{ صباح الخير “ياسر” نأسف لاقتحامنا فالوقت للعمل؟
– صباح النور مرحب بيكم وأنا جد سعيد بزيارة صحيفة (المجهر) إليّ في محلي.
{ أولاً نود أن نتعرف إليك؟
– أنا من مواليد أم درمان نشأت في “حي العمدة”، والآن بعد الزواج سكنت الحتانة، جميع مراحلي التعليمية درستها في أم درمان الابتدائي الأهلية والثانوي الأهلية وحتى الجامعة أم درمان الأهلية، لكن لظروف أسرية هجرت الدراسة واتجهت للسوق.
{ حدثنا عن قصة زواجك وهل واجهتك صعوبات في الاختيار؟
– تزوجت منذ العام 2010م والآن الحمد لله أب لطفلين هما (ياسين ومحمد)، طبعاً قبل زواجي هذا واجهت صعوبات في الارتباط بزوجة طويلة لأنني كنت أرغب فيها، لكن الحمد لله ربنا أكرمني بزوجتي الحالية وأنا سعيد بها.
{ طويلة أم قصيرة؟
– قصيرة مثل طولي عندما رأيتها قلت بس دا المطلوب واقتنعت بها الحمد لله.
{ وماذا عن محل الأحذية الذي اشتهر باسم (البعيو)؟
– البداية كانت بعد تركي للدراسة الجامعية وعملت مع جاري “عمر عباس” في دكانهم هذا ولي قرابة الـ(15) عاماً ولتعاملي ووجودي الدائم بالمحل أصبح يعرف لدي السيدات بـ(دكان البعيو) وأنا يبيع كل أنواع الأحذية النسائية.
{ هل لأنك بعيو كان سبباً في شهرة المحل؟
– أظن أن التعامل الراقي والكلمة الطيبة هي التي أكسبت المحل سمعة وشهرة، هذا بجانب ترتيب الدكان وديكوره وتنظيمه الراقي الجاذب، ارتباط اسمي بكلمة (بعيو) لأنني قصير القامة – أي قزم.
{ هل تستطيع القيام بكل ما يطلبه الزبائن؟
– معي شباب يساعدونني أولهم الرئيس “الصادق” و”الباهي” و”جاد الرب” هم (طوال) وباستطاعتهم إنزال الأحذية البعيدة التي لا أستطيع انزلاها للزبائن، وعلاقتي بهم طيبة للغاية.
{ شيء آخر ميز دكان (البعيو)؟
– تميز بالأصناف والأشكال الجديدة والخامات المتنوعة والتعامل الراقي جداً ومراعاة الزبائن والأسعار المناسبة، مما يجعل الكثير من السيدات والفتيات يحضرن إليّ من أماكن بعيدة، وهناك من يأتين من الولايات خاصة (ناس مدني).
{ (بعيو) أو قصير هل تضايقك هذه الألفاظ؟
– أبداً لا أتضايق فنحن حقاً أقزام أو كما نُعرف في السودان (بعيوات) ولا حرج في ذلك، فنحن من هذه الفئة مؤمنون بقدرنا ونفخر بنجاحنا في حياتنا، ولقد أطلقنا على أنفسنا اسم (العمالقة) لما نقوم به من أدوار في الحياة ليست سهلة والبعض يضحك وآخر يسخر من هذا اللقب لأننا قصيرو القامة.
{ موقف طريف يتكرر معك؟
– الأطفال دائماً عندما يروني يستغربون ويضحكون وأحياناً يهابونني، أذكر أن أطفالاً كانوا بصحبة أمهم بالدكان، فقالوا لها (يا ماما عايني الشافع ده قصير كيف وكمان عندو شنب).
{ وكيف هي علاقتك بأقرانك (البعيوات)؟
– نحن مجموعة من (العمالقة) نلتقي باستمرار وبيننا علاقة طيبة تسودها الإلفة والمحبة، نحرص على التعاون فيما بيننا ونتفقد أحوال بعضنا بجانب الترفيه والتسلية، وسبق أن عملنا جمعية لإعانة بعضنا البعض لكنها توقفت بسبب الظروف المالية.
{ ما هي همومكم ومشاكلكم كشريحة خاصة؟
– لا يوجد تنظيم موحد يضمنا ويظللنا بخدمات تعيننا على الحياة، نواجه تهميشاً كبيراً من قبل الدولة يتمثل في (الرعاية الاجتماعية)، فكثير من (البعيوات) لا يمتلك وسيلة مواصلات لأن الحركة لبعضهم صعبة بجانب المعيشة، إضافة للتأمين الصحي والسكن وغيرهما من الخدمات، وأؤكد أن شريحة كبيرة مننا محتاجة للسند والدعم والوقوف بجانبها، فلديها احتياجات خاصة وكثير ظروفهم صعبة للغاية.
{ هل تمارس أي نوع من الهوايات؟
– أحب كرة القدم وأمارس (الدافوري) في الحلة بجانب (البلياردو)، وهنا تكون الطاولة موازية لقفصي الصدري، لكني أجيد هذه اللعبة بحرفة وإتقان ومتعة.
{ لا أظنك تذهب للإستاد؟
– نعم لسببين، أولاً ظروف العمل وثانياً الازدحام أخشى أن أضيع في الزحمة.
{ نادٍ تشجعه؟
– المريخ فريق الصفوة.
{ ومن المطربين تسمع؟
– “سيد خليفة” الله يرحمه والآن “حسين الصادق” الدكتور.
{ أخيراً كيف حال السوق معك هذه الأيام؟
– السوق (مأكلنا ومشربنا) فقط والحمد لله، زي ما بقولوا الحياة تلاقيط لأن المشاغل والاحتياجات أصبحت كثيرة.